بعد وفاة الشيخ صالح الشيبي.. من يحمل مفتاح الكعبة المشرفة؟
تُوفِيّ الشيخ صالح الشيبي، سادن الكعبة المشرفة لسنوات طويلة، اليوم السبت 22 يونيو 2024. وبحسب العرف المتوارث منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإنّ منصب السدانة ينتقل إلى أكبر أفراد عائلة "آل شيبة" سنًا.
وتتأهب أسرة آل الشيبي للاجتماع العائلي الموسع الذي سيعقد عقب اليوم الثالث للعزاء، لتسليم مهمة كبير السدنة، لأكبر الأحياء من الذكور من أفراد أسرة آل الشيبي، وتبدأ مراسم الاجتماع بحضور ورثة كبير السدنة السابق، حيث يقومون بتسليم عهدة الكعبة المشرفة لكبير السدنة الجديد.
وضمن العهدة التي تقدم لكبير السدنة الجديد مفتاح الكعبة المشرفة، قبل أن يقوم جميع أفراد الأسرة بتهنئة عميدهم الجديد بشرف الريادة، ويقتصر الاجتماع ومراسمه على أفراد أسرة آل الشيبي.
وفاة الشيخ الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي حامل مفتاح الكعبة المشرفة
وفقدت المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي، يوم السبت الموافق 22 يونيو 2024، أحد كبار علمائها وشخصياتها المرموقة، الشيخ صالح بن زين العابدين الشيبي، سادن الكعبة المشرفة لسنوات طويلة.
وتوفي الشيخ صالح عن عمر يناهز 79 عامًا، بعد حياة حافلة بالعلم والتقوى وخدمة بيت الله الحرام.
وشهد عدد كبير من الحجاج الذين لم يغادروا بعد المشاعر المقدسة في مكة المكرمة، تشييع جثمان الشيخ الشيبي في المسجد الحرام، قبل دفنه في مقبرة المعلاة.
كما نعت مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع الشيخ الراحل، مستذكرين فضله ومكانته العظيمة في قلوب المسلمين.
من هم سدنة الكعبة؟
تُعدّ سدانة الكعبة المشرفة من أعرق وأشرف المهن في الإسلام، وهي مسؤولية جسيمة تقتضي من حاملها الالتزام بأخلاقيات عالية والتجرد من الدنيا.
والسادن هو الشخص الوحيد الذي يحمل مفتاح الكعبة المشرفة، وهو المسؤول عن كلّ ما يتعلق بشؤونها، من تغيير كسوتها وغسلها وتعطيرها بالطيب وفتحها وإغلاقها.
وتوارثت عائلة "آل شيبة" السدانة منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك بأمر من النبي نفسه الذي أوصى بمنحهم هذا الشرف العظيم.
من هو الشيخ صالح الشيبي؟
كان الشيخ صالح بن زين العابدين الشيبي السادن السابع والسبعين للكعبة المشرفة منذ فتح مكة في عهد الرسول، والسادن 109 منذ عهد قصي بن كلاب.
وتولى الشيخ صالح منصب السدانة بعد وفاة عمه عبد القادر طه الشيبي في عام 1435 هجرية.
وُلد الشيخ صالح في مكة المكرمة، وحصل على شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، وعمل أستاذًا جامعيًا. كما ألّف العديد من الكتب في مجال العقيدة والتاريخ.
وخلال فترة توليه منصب السدانة، تعطرت يدا الشيخ صالح بغسل الكعبة المشرفة أكثر من 100 مرة.
كما كان الشيخ صالح رمزًا للإسلام المعتدل والوسطي، ودعا دائمًا إلى الوحدة والتآخي بين المسلمين. وإن وفاة الشيخ صالح الشيبي خسارة كبيرة للعالم الإسلامي، فقد كان عالمًا جليلًا وشخصية مرموقة، أحبه كل من عرفه.
