رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

كوريا الجنوبية واليابان في طليعة منتقدي الاتفاقية بين موسكو وبيونج يانج

نشر
مستقبل وطن نيوز

أثارت الاتفاقية التي وقعتها روسيا وكوريا الشمالية المخاوف لدى عدد من الدول، وتحديدا كوريا الجنوبية واليابان اللتان أعربتا عن إدانتهما لها.

وقالت الحكومة الكورية الجنوبية، اليوم الخميس، إنها سوف تعيد النظر بشأن موقفها من إرسال الأسلحة إلى أوكرنيا بعد الاتفاق الذي تم توقيعه بين كوريا الشمالية وروسيا يتضمن تعهدا متبادلا بتقديم مساعدة عسكرية فورية إذا تعرضت إحداهما لهجوم.

وذكرت كالة أنباء (يونهاب) الكورية الجنوبية، على نشرتها الإنجليزية، أن مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي تشانج هو جين أدان "الاتفاقية الاستراتيجية الشاملة" التي تم التوقيع عليها خلال القمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون في بيونغ يانغ أمس الأربعاء.

وقال تشانغ -في مؤتمر صحفي في المكتب الرئاسي- "تعرب الحكومة عن قلقها البالغ وتدين التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين كوريا الشمالية وروسيا، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي المتبادل".

وتابع أن أي تعاون يساعد بشكل مباشر أو غير مباشر في التعزيز العسكري لكوريا الشمالية يعد انتهاكا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وسيخضع للتدقيق والعقوبات الدولية، وتعهد باتخاذ الإجراءات المناسبة.

وأضاف "إننا نخطط لإعادة النظر في مسألة دعم الأسلحة لأوكرانيا"، ما يشير إلى تحول في سياسة كوريا الجنوبية بعدم تقديم مساعدات فتاكة لأوكرانيا، وقال إن كوريا الجنوبية ستحافظ على الغموض الاستراتيجي فيما يتعلق بأنواع الأسلحة التي يمكن توريدها إلى أوكرانيا.

وأكد المسئول الكوري أنه سيجري تعزيز الردع الممتد للتحالف الكوري الجنوبي الأمريكي والتعاون الأمني ​​بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان لردع التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية.

بدورها، أعربت اليابان عن قلقها البالغ من الاتفقاية الروسية الكورية الشمالية، وقال متحدث باسم الحكومة اليابانية اليوم الخميس إن اليابان "تشعر بقلق بالغ" لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يستبعد التعاون العسكري والفني بموجب الاتفاق الموقع مع كوريا الشمالية خلال زيارته لبيونغ يانغ.
لكن المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيماسا هاياشي، قال للصحفيين -في مؤتمر صحفي دوري- إن هذا النوع من التعاون "قد يشكل انتهاكا مباشرا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، من حيث تأثيره على البيئة الأمنية المحيطة ببلادنا والمنطقة".

وأضاف أن اليابان "تشعر بقلق بالغ إزاء حقيقة أن الرئيس بوتين لم يستبعد التعاون العسكري الفني مع كوريا الشمالية". وقال بوتين إنه يجب "مراجعة" عقوبات الأمم المتحدة على النظام الكوري الشمالي، وهي الدعوة التي اعتبرها هاياشي "غير مقبولة".

وتابع "على الرغم من إرادة المجتمع الدولي، اشترت روسيا أسلحة وذخائر، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، من كوريا الشمالية واستخدمتها في أوكرانيا، في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة".

وعلى صعيد متصل، قال البيت الأبيض اليوم الخميس، إن الاتفاق الدفاعي الذي وقعه زعيما روسيا وكوريا الشمالية - فلاديمير بوتين وكيم يونج أون- يثير قلق الولايات المتحدة لكنه ليس مفاجئا.

وذكر جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض -في مؤتمر صحفي في واشنطن اليوم- أن :"الاتفاق يمثل علامة على يأس روسيا في الوقت الذي تحتاج فيه إلى مساعدة خارجية في حربها ضد أوكرانيا".

وفي السياق ذاته، علق جنرال متقاعد بالجيش الأمريكي على الاتفاق بين كوريا الشمالية وروسيا قائلا "لم نشهد تهديدا مثل هذا منذ الحرب العالمية الثانية".

وأوضح الجنرال المتقاعد في الجيش الأمريكي لـ(فوكس نيوز) إن التحالف المتنامي بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران أصبح أكثر خطورة بالنسبة للولايات المتحدة. 

وقال كبير المحللين الاستراتيجيين في قناة (فوكس نيوز) إن البلاد لم تشهد تهديدا بهذه الخطورة منذ الحرب العالمية الثانية، وأن إدارة بايدن لا تنقله بشكل فعال إلى الشعب الأمريكي.

وبدوره، قال جيمس ستافريديس، ضابط البحرية السابق ذو الأربع نجوم الذي شغل منصب القائد الأعلى لقوات الحلفاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم إن الأسلحة النووية لروسيا وكوريا الشمالية تثير "قلقا عميقا" بالنسبة للغرب والدول الأخرى في جميع أنحاء العالم.

ووفقا لمجلة (نيوزويك)، فقد علق على الاجتماع الأخير بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون قائلا إن ما يجب أن نقلق بشأنه بشدة هو الدفعة التكنولوجية التي يمكن أن تسمح لكوريا الشمالية باستخدام تلك الأسلحة النووية التي لديها، وأيضا المعلومات الاستخباراتية التي ستحصل عليها، حيث يستطيع بوتين توفير الاستهداف، ويمكنه تسهيل الوصول إلى نظام الأقمار الصناعية الذي تمتلكه روسيا وتديره.

وأضاف ضابط الناتو السابق "هناك حزمة من حوافز التكنولوجيا الفائقة سواء التكنولوجيا المادية الفعلية للبرنامج النووي وكذلك المعلومات الاستخباراتية والقيادة والسيطرة.وأنه يجب أن نكون قلقين للغاية من هذا الشان".

ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون اتفاقا يوم الأربعاء في خطوة أثارت قلق القوى الغربية.
وينص الاتفاق على أنه "إذا تعرض أحد الجانبين لحالات حرب بسبب غزو مسلح من دولة منفردة أو عدة دول، فإن الجانب الآخر يقدم المساعدة العسكرية وغيرها من المساعدات دون تأخير عن طريق حشد كل الوسائل التي بحوزته".

عاجل