رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

اشعال «الحرائق» أحدث أسلحة الحرب بين حزب الله وإسرائيل

نشر
مستقبل وطن نيوز

تشتعل الجبهة اللبنانية الإسرائيلية بقصف متبادل وحرب استنزاف منذ أكتوبر الماضي، لكن أبرز ما يميز هذه المناوشات الحدودية المستمرة مؤخرا تسبب كل طرف في اندلاع الحرائق لدى الجانب الأخر.

نيران الحرائق تتسبب في خسائر مادية وبشرية، وهو أمر يمكن استخدامه لإيلام العدو من دون الحاجة للكثير من التقنيات الحديثة.

فمن ناحية لبنان، أطلق حزب الله عددا كبيرا من الصواريخ والمسيرات تجاه شمال إسرائيل تصدى الجيش الإسرائيلي لنسبة كبيرة منها، لكن الصواريخ والمسيرات التي أفلتت من الدفاعات الإسرائيلية تسببت في حرائق، كما جرى في مستوطنة كريات شمونة شمالي إسرائيل، ومنطقة كابري التي سقطت فيها طائرتان مسيرتان مؤخرا.

ودفعت الحرائق إسرائيل لإجلاء آلاف السكان من الشمال، بينما قال رئيس الإطفاء في محطة طبريا بوريس أيزنبرج، إن الحرائق التهمت قرابة ألف فدان من الأراضي (أكثر من 4 كم مربع) بعد سقوط صاروخ عليها.

الطائرات المسيرة والصواريخ التابعة لحزب الله تسببت في اشتعال النيران في هضبة الجولان السورية المحتلة، خاصة في مستوطنة شعل ومنطقة صفد.

وذكرت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (سانا)، أن صورا من شمال إسرائيل التقطت يومي الثالث والرابع من يونيو الجاري أظهرت التهام الحرائق التي اندلعت في الغابات مساحات واسعة من الجليل الغربي في شمال إسرائيل، بعد أن أشعلت الصواريخ التي أطلقها حزب الله النار في المنطقة.

وتركزت أشد حرائق الغابات في كريات شمونة وما حولها شمالي إسرائيل، كما تعرضت مدينة كتسرين بهضبة الجولان المحتلة لحرائق كثيفة.

وكانت هيئة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية قد أعلنت في 3 يونيو أن أكثر من 2470 فدانا أي (أكثر من 10 كم مربع) من الأراضي قد احترقت نتيجة هجمات حزب الله الأخيرة.

وبذلك تكون هجمات حزب الله قد أحرقت حتى الآن 3500 فدان (أكثر من 14 كم مربع) من الأراضي الإسرائيلية، بحسب مسؤولي الغابات.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن أكثر من 10 قرى مهددة بهذه الحرائق.

في المقابل أدت الضربات الإسرائيلية المكثفة على الحدود إلى اشتعال الحرائق في الجنوب اللبناني، خاصة مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي غارات أعمق داخل الأراضي اللبنانية.

وتسبب القصف المستمر في إشعال الحرائق بمناطق عدة في جنوب لبنان مع استخدام الجيش الإسرائيلي القذائف الفسفورية الحارقة، كما جرى في بلدة علما الشعب وتسبب في إحراق عدد من مزارع الزيتون.

وقال علي عباس، وهو عنصر إنقاذ في جمعية الرسالة التابعة لحركة أمل، إن إسرائيل تتعمد قصف مناطق الغابات بالفوسفور لإشعال الحرائق.

كما تسبب القصف الإسرائيلي في إشعال النيران في بلدة ميس الجبل الشمالية الشرقية، التي امتدت لتطال عددا من الألغام مما أدى إلى توسيع نطاق الأضرار.

وفي سوريا أعلن قائد فوج الإطفاء في محافطة السويداء فادي الداود إخماد 22 حريقا في المحافظة، بلغت مساحتها أكثر من 22 دونما حرجيا و40 دونم أشجار مثمرة (الدونم يساوي ألف متر مربع)، كما طال حريق في منطقة حيور اللوز شمال مطعم سؤادة ما بين 40 و50 دونم من الأشجار المثمرة، وذلك نتيجة للقصف الإسرائيلي المستمر على تلك المناطق.

ما يخشى منه في مسألة تبادل إشعال الحرائق، سهولة الأمر واحتمال امتداد النيران لمخازن الأسلحة، مما يؤدي لاتساع نطاق الحرائق وزيادة نسبة الخسائر، وقد يدفع ذلك أحد الطرفين للرد بشكل مباشر، مما ينقل قواعد الاشتباك الحالية لمستوى المواجهة المباشرة.

كما تحمل الحرائق بعدا إستراتيجيا آخر، من خلال إجبار آلاف السكان عند المناطق الحدودية إلى المغادرة، في ظل تهديد أمنهم بهذه النيران المميتة.

عاجل