وزيرة التضامن تؤكد تبادل أوجه الدعم بين مصر والإمارات في مكافحة الإدمان
أكدت وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج، تعزيز العلاقات بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في العديد من المجالات المختلفة وتقديم أوجه الدعم لأكاديمية العلوم الشرطية خاصة فيما يتعلق بقضية مواجهة تعاطى المخدرات، والتعرف على تجربة صندوق مكافحة الإدمان في تنفيذ البرامج الوقائية والاستفادة منها.
مكافحة الإدمان
جاء ذلك خلال استقبال وزيرة التضامن الاجتماعي، اليوم الإثنين، وفد أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة التابعة لوزارة الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة، للتعرف على تجربة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في البرامج الوقائية لحماية الشباب من الإدمان والاستفادة منها، وضم الوفد كل من: مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة محمد خميس العثمني، ومدير إدارة كلية الضباط بالأكاديمية عبد الله محمد، ونائب مدير إدارة كلية الضباط بالأكاديمية جمال لشحي، بالإضافة لأعضاء هيئة التدريس بالأكاديمية.
حضر الاستقبال، مساعد وزير التضامن الاجتماعي ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي الدكتور عمرو عثمان، ونائب الممثل الاقليمى لمكتب الامم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة ميرنا بوحبيب، والسادة من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ.
ورحبت وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، بوفد أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة، موضحة أن هذا اللقاء يأتي في إطار سلسلة الشراكة الاستراتيجية بين صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، ومختلف المؤسسات المعنية بقضايا مكافحة المخدرات بدولة الإمارات الشقيقة.
وقام الصندوق بعقد اتفاقيات تعاون مشترك مع القيادة العامة لشرطة دبي والمركز الوطني لعلاج الإدمان بإمارة أبو ظبي، وتعاون مشترك نبدأ في تنفيذه اليوم مع إمارة الشارقة ممثلة بأحد الأكاديميات الشرطية المتميزة في الوطن العربي وهي أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة.
وقالت إن هذا اللقاء يأتي في إطار سلسلة احتفالات الصندوق باليوم العالمي لمكافحة الإدمان في يونيو من كل عام، وتركز الأمم المتحدة علي قضايا الوقاية كشعار أساسي للاحتفال هذا العام.
وفي سياق متصل.. شهدت وزيرة التضامن الاجتماعي حضور ندوة تحت عنوان "بيئة تعليمية آمنة خالية من المخدرات" حيث نظمها صندوق مكافحة الإدمان بالتعاون مع أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة لاستعراض الجهود في تهيئة بيئة تعليمية آمنة، وجهود وقاية طلبة المدارس والجامعات من أخطار المواد المخدرة في البلدين الشقيقين.
وقالت الوزيرة إن البيئة التعليمية تشكل أحد أهم الأطراف الوقائية الفاعلة في العالم العربي جنباً إلى جنب مع الأسرة والإعلام والمؤسسات الدينية، ويعمل صندوق مكافحة الإدمان في إطار تنسيق وشراكة كاملة مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي لتهيئة بيئة تعليمية رافضة لتعاطي وإدمان المواد المخدرة وتستند المنهجية على إجراء أبحاث دورية لاستجلاء الوضع الراهن عن مشكلة التعاطي والإدمان داخل المدارس والجامعات كذلك التطوير المستمر لأدلة العمل الوقائية المتسقة مع المعايير الدولية وتنفيذ برامج التوعية المعتمدة علي التقييم الدليلي، وقد تم خلال العام الدراسي 2023/2024 تنفيذ البرامج الوقائية داخل 7500 مدرسة و25 جامعة حكومية.
وأشارت إلى تطوير المناهج التعليمية وتضمينها كافة مستجدات قضية المخدرات وبناء قدرات الكوادر المعنية بتنفيذ برامج الوقاية وقد تم هذا العام بناء قدرات 3300 متطوع علي أحد أفضل نظم التوعية، من إجمالي المتطوعين لدى الصندوق والبالغ عددهم ما يقرب من 33 ألف متطوع على مستوى محافظات الجمهورية.
وكذلك تأهيل 4000 أخصائي اجتماعي بالمدارس وتدريبهم علي آليات الوقاية والاكتشاف المبكر بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، كما تم تحفيز وتعبئة المتطوعين من خلال تجربة "بيوت التطوع" التي أنشأها الصندوق في 5 جامعات مصرية، ونجحت خلال هذا العام في استقطاب 2500 طالب متطوع جديد.
وأضافت أن "بيوت التطوع" تعد منابر وقائية حيث تردد عليها خلال هذا العام 40 ألف طالب وطالبة استفادوا من خدمات التوعية والتثقيف والمشورة، كما يتم إجراء تحاليل مستمرة للكشف عن تعاطي المواد المخدرة بين كافة سائقي الحافلات المدرسية لحماية أبناءنا الطلاب، ودعم جهود تهيئة بيئة مدرسية خالية من التعاطي ونجحت حملات الكشف في خفض نسبه التعاطي بين سائقي المدارس إلى 0.4% بعدما كانت 12% عام 2017.
بالإضافة الى إجراء بحوث تقييمية ودورية لرصد التغيير المعرفي الذي طرأ لدي الطلبة المستفيدين من البرامج وتصحيح المسار بشكل مستمر، ومع هذا الجهد القائم على منهج الاتصال المباشر يقوم الصندوق بحملات توعية إعلامية تستهدف بالأساس فئة الطلبة والشباب، حيث نفذ الصندوق في شهر رمضان الماضي حملة وقائية للنشء شاهدها علي منصة فيس بوك ما يقرب من 76 مليون مشاهد وساهمت في زيادة اتصالات المشورة والعلاج بنسبة 500% كما أنتج الصندوق حزمة من المواد الوقائية المرئية يتم عرضها بشكل مستمر كنشاط إثرائي للطلبة بالمدارس.
وأشارت إلى تعاون صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي المستمر مع الأشقاء من مختلف الدول العربية وتقديم الدعم الفني اللازم في هذا المجال، حيث قاد الصندوق جهداً إقليمياً أسفر عن إعداد أول خطة عربية لخفض الطلب علي المخدرات بالتعاون مع مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب والتي تم إطلاقها من خلال أمين عام جامعة الدول العربية في مارس 2023، كما يقوم الصندوق بتقديم الدعم الفني لبناء الاستراتيجيات والبرامج في عدد من الدول العربية، حيث يساعد دولة العراق الشقيقة في برامج بناء قدرات الكوادر المسؤولة عن العلاج والتأهيل.
وكذلك في تطوير الاستراتيجية العراقية لمواجهة مشكلة المخدرات، كما يتعاون الصندوق مع جامعة نايف بالمملكة السعودية في إعداد العديد من الدراسات التحليلية علي المستوى الإقليمي، كما يتعاون الصندوق بشكل مستمر مع شرطة دبي ويشارك بشكل مستمر بمؤتمر حماية الدولي من خلال عرض متعمق لخبرات الصندوق في هذا المجال.
وعلى صعيد متصل.. تفقدت الوزيرة برفقة وقد أكاديمية العلوم الشرطية معرض الأنشطة التوعوية لصندوق مكافحة وعلاج الادمان حيث تضمن المعرض أبرز الأنشطة التى ينفذها المتطوعون لدى الصندوق لتوعية طلاب المدارس بخطورة تعاطى المخدرات وأيضاً أنشطة تصحيح المفاهيم المغلوطة والمعتقدات الخاطئة لدى الشباب عن المخدرات من كونها تساعد على نسيان الهموم وتنشيط الذاكرة وغيرها من المفاهيم الخاطئة ايضاً الأنشطة لتوعية الأسر بآليات الاكتشاف المبكر التعاطى وكيفية التواصل مع الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان "16023” وأيضاً البرامج التوعوية فى الجامعات والمناطق المطورة، وقرى المباردة الرئاسة "حياة كريمة".
من جانبه .. استعرض مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي الدكتور عمرو عثمان، تجربة الصندوق في الوقاية من تعاطى المواد المخدرة داخل المؤسسات التعليمية، وتنفيذ أكبر برنامج وقائي في المدارس علي مستوى كافة محافظات الجمهورية حيث تبنى أدوات مبتكرة وإبداعية لتنفيذ الأنشطة واعتمد البرنامج علي حزمة من المواد الإعلامية المرئية التي تنوعت بين الأفلام الروائية القصيرة والتنويهات وتضمنت عدداً من الرسائل المهمة التي تواكب المتغيرات السريعة والمتلاحقة التي طرأت علي قضية المخدرات، وتصحيح المفاهيم المغلوطة بشأنها.
وقال إن البرنامج تضمن ورش عمل للطلاب ويقوم المتطوعون لدى صندوق مكافحة الإدمان بدور الميسر لعملية العصف الذهني لاستخلاص الرسائل والدروس المستفادة ولتحويل الفعاليات من مجرد لقاءات توعوية إلي أنشطة وقائية تفاعلية، كما يتم تقييم كافة مراحل البرنامج بداية من اختيار الرسائل واختبار فاعلية المواد العلمية المُقترح استخدامها لبرنامج الوقاية بالمدارس وذلك من خلال دراسة تقييمية تجرى علي مجموعات من الطلاب وجرى في سياقها استطلاع آرائهم بشأن هذه المواد والرسائل وكيفية تطويرها في ضوء ذلك.
وأضاف أن آليات عمل تنفيذ البرامج الوقائية في المدارس تتمثل في تحديد دقيق للرسائل العلمية الموجهة للطلاب بهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة حول تعاطي المواد المخدرة، وصياغة الرسائل في إطار مواد إعلامية مرئية واختبار هذه الرسائل لضمان فاعليتها إلى جانب تدريب المتطوعين لنقل واستخلاص الرسائل من خلال أساليب العصف الذهني.
بالإضافة إلى قياس مدى استجابة الطلاب للبرنامج الوقائي من خلال التقييمات قبل وبعد تنفيذ البرنامج لمعرفة مدى التزايد في مستوى رفع الوعي بخطورة تعاطى وإدمان المواد المخدرة .