رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الإنتاج الدرامي بمجال حقوق الإنسان يكرم الأعمال الرمضانية الناجحة

نشر
مستقبل وطن نيوز

 انتهت لجنة تحكيم الدراما الرمضانية التابعة للجنة الحقوق الثقافية إلى اختيار مجموعة من الأعمال الدرامية الناجحة لتكريم القائمين عليها.

   ورأت اللجنة أن الأعمال التي تم اختيارها تتمتع بقيمة فنية رفيعة، تعمل في نفس الوقت على إقرار منظومة من القيم والمعايير الحقوقية التي يرغب المجلس القومي لحقوق الإنسان في إقرارها والإلحاح عليها ويرى أن الدراما التلفزيونية بفضل تأثيرها الجماهيري الواسع تساعد في تحقيق ذلك الهدف.

مسلسل «بدون سابق انذار»

    جاء في حيثيات اختيار لجنة التحكيم لمسلسل «بدون سابق إنذار» أن المسلسل استعاد قدرًا من الإيمان بالمشاعر الإنسانية عن السعي المادي، وانحاز للاختيارات الفطرية بعيدًا عن ضغوط المجتمع وتوجيهاته تحت مسمّى العادات والتقاليد.

    لم يسمح المسلسل للمشكلات الزوجية بأن تطغى على المصلحة الطفل المريض، وإن لم يكن هو الابن البيولوچي للأبوين اللذين تربّى في كنفهما، وعلى ذِكر الطفل المريض هنا لابد من الإشادة بهذه الموهبة المدهشة التي استطاعت تجسيد معاناة صغارنا المبتلين بهذا المرض الخبيث، فنقل إلينا مشاعرهم بصدق رغم تعقيدات الدور ومسّ بأدائه الطبيعي شغاف قلوبنا.

مسلسل «صلة رحم»

   نجح مسلسل صلة رحم في لفت الانتباه إلى قضية استئجار الأرحام، وأظهر في المعالجة الجادة التي تبناها مختلف الإشكالات المرتبطة بحساسية الموضوع، وتعامل درامياً مع الجوانب الدينية والطبية والاجتماعية وتجاوز فكرة الدفاع عن رؤية أو انحياز لصالح طرح أسئلة جريئة وصادقة. 

وصاغ المسلسل صناعه الأحداث بمهارة فائقة مستند على مادة علمية متميزة، وحافظ بحرفية على عنصر التشويق، ولفت العمل إلى مسألة الضعف الإنساني وما يمكن أن يؤدي إليه من تحولات في القناعات والخيارات الفردية وأفسح مجالا لأداء تمثيلي متميز اتسم بالحساسية والرهافة. 

مسلسل «مسار اجباري»

 تناول مسلسل «مسار إجباري» مفهوم الأسرة بشكل يختلف عن المعتاد في الأعمال الدرامية، ويتقاطع جزئيًا من هذه الزاوية مع مسلسل «بدون سابق إنذار» الذي سبق التعرّض له والذي يقدّم بدوره المعنى المعنوي الأعمق لمفهوم الأسرة بما لا يرتبط حصريًا برابطة الدم، ويبرهن «مسار إجباري» على إمكانية بناء علاقات سوّية بين الشخصيات التي اعتادت الدراما على جَعْل تفاعلها يتميّز بالخصومة والصراع، وبدا التناغم واضحًا بين أبطال المسلسل فبرعوا في أداء أدوارهم وأقنعوا المشاهد بأنهم بالفعل يمثلون أسرةً واحدة.

    ويحتوي المسلسل على مجموعة من القيم التي تدور حول سيادة القانون والنزاهة والشفافية ومكافحة الفساد وجميعها من أسس النظام الديمقراطي الذي يرتبط بمنظومة حقوق الإنسان برباط وثيق، كما ركّز المسلسل على قيمة الحق في الحياة التي هي أسمى حقوق الإنسان، وكذلك على قيمة المساواة في الكرامة الإنسانية بغض النظر عن الانتماء الطبقي والخلفية الاجتماعية. 

مسلسل «كامل العدد» جائزة لجنة التحكيم

   نجح مسلسل «كامل العدد» في إعادة الاعتبار للكوميديا الاجتماعية، ولم يتورط شأن غيره في الاستهانة بفكرة الضحك وشروطه وانتصر المسلسل لمبدأ البطولة الجماعية، وأبرز سعي جميع أبطاله على اختلاف أعمارهم نحو خلق علاقات حب متكافئة.

   كما استعرض بطريقة مدهشة تنامي إحساس الحب في كل الأعمار والمراحل بطريقة عززت تصاعد التوترات الدرامية وخلقت إيقاعاً فريداً للمسلسل يندر وجوده في الأعمال ذات السمة الاجتماعية.

   وتجلت كفاءة صناعه في بلوغ أعلى مستويات الأداء التمثيلي المحترف وأتاحت مشاهد التجمعات العائلية المتكررة المجال لتأكيد الروح المفعمة بالحياة والتي نجحت في لفت نظر الجميع..

 مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة»

  ترى اللجنة أن المسلسل أنتبه إلى التأثير الواسع لمنصات التواصل الاجتماعي، وأدوارها في توجيه خيارات الناس وكشف التأثير الواسع لنجومها المؤثرين وصناع «الترند»

كما أظهر المسلسل هشاشة العالم الافتراضي ومخاطر الاستجابة للأوهام التي يعزز من وجودها، بالإضافة إلى نجاحه في الإشارة إلى ما تعاني منه الفتيات في البيئات الاجتماعية الأكثر فقراً ونجح في إظهار صور التمزق والاغتراب الذي تعانى منه أسر مصرية كثيرة.

جائزة إنجاز العمر (المخرجة إنعام محمد على)

    عندما يكرّم المجلس القومي لحقوق الإنسان المخرجة الكبيرة إنعام محمد علي، فإنه إنما يكرّم واحدة من أبرز أعضائه في الفترة من ابريل 2011 إلى يناير 2012، ورئيسة لجنة تحكيم الدراما الرمضانية به في الفترة من 2013 إلى 2021، والتكريم ينبع من أن ارتباط إنعام محمد علي بقضايا حقوق الإنسان وبقيم حقوق الإنسان هو ارتباط مؤسسي بالإضافة إلى كونه ارتباطًا فنيّا.

اقترن اسم إنعام محمد علي بعدد من الأعمال التي صارت علامات مضيئة في تاريخ الدراما التلڤزيونية في حكايات الغريب عالجَت حالة التيه الذي عاشها الشعب المصري في الفترة الفاصلة ما بين هزيمة يونيو ونصر أكتوبر، فكان هذا الغريب هو السراب الذي يبحث عنه الجميع ولا يعثر عليه الجميع. لكن هذه الفترة من تاريخ مصر المعاصر كان لها وجهها الآخر، وهذا الوجه هو الاستعداد لتحرير أرض سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، ومن هنا أخرجَت إنعام محمد علي فيلمها الرائع الطريق إلى إيلات الذي يجّسّد جانباً من بسالة الجيش المصري أثناء حرب الاستنزاف، وهي حرب قلّما يشار إليها باعتبارها التي مهّدت لنصر أكتوبر، فنصر أكتوبر ما كان له أن يأتي من فراغ. 

جائزة التميز الكاتب أسامة أنور عكاشة

جاء تكريم أسم ومسيرة وأعمال الكاتب الراحل الكبير أسامة أنور عكاشة من قبل المجلس القومي لحقوق الإنسان أمر طبيعي ومتوقع، هذا المبدع الراحل، لكن الحاضر دائماً، ظل طيلة حياته مختلطاً بالناس.. مرتبطاً بالمجتمع.. واضعاً الماضي نصب عينيه حتى يتمكن من فهم الحاضر، والتعامل مع المستقبل، لذلك جاءت أغلب أعماله من الناس وعنهم ولهم.

حكى أسامة أنور عكاشة قصص الناس وحكاياتهم اليومية، فجاءت أعماله مرآة عاكسة لهمومهم وآمالهم وحقوقهم، دقت "الراية البيضاء" جرس الإنذار. حذرت رائعته من صراع المال والمبادئ، والجهل والعلم، ونفوذ الثراء وقوة الأصول والقيم والظلم والحق.

وتوالت أعمال أسامة أنور عكاشة لتلقي لنا ضوءاً يساعدنا على فهم الصراعات النفسية والإحتقانات الاجتماعية، وحروب القيم والمبادئ، كل ذلك بسلاسة وكياسة ويسر. 

 لم يخدش حياء يوماً، أو يضحي بقيمة أو إبداع في سبيل الشهرة والنجومية، فجاءته الشهرة، وتمكنت منه النجومية في كل بيت مصري وعربي، إنها نجومية القيمة والمبدأ والأصالة، قيمة الإنسان في زمن صعب، وقيمة المجتمع في نظام عالمي قاس. 

عاجل