سفير قطر بمصر: الأمم المتحدة لن تؤدي دورها دون التعاون مع المنظمات الإقليمية
أكد طارق علي فرج الأنصاري، سفير قطر لدى مصر، المندوب الدائم لدولة قطر لدى جامعة الدول العربية، إن الأمم المتحدة لن تتمكن من أداء دورها على مستوى عالمي وجغرافي شامل دون التعاون مع المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية، التي هي أدرى بشؤون أقاليمها.
جاء ذلك، خلال كلمة الانصاري في المنتدى العربي الثالث حول الحد من التسلح ونزع السلاح وعدم الانتشار الذي عقد في قطر، بحضور العميد الركن الدكتور عبدالعزيز سالمين الجابري، رئيس اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة في قطر، والسفير فادي أشعيا، مدير إدارة نزع السلاح بأمانة الجامعة العربية.
المنتدى العربي الثالث حول الحد من التسلح ونزع السلاح
وتطرق الانصاري، في كلمته، إلى عن دور الوساطات التي تلعبها قطر، في صيانة السلم والأمن الدوليين، ومنها ما يتصل بنزع السلاح والأمن الدولي، وما هي الآفاق والتحديات.
كما اشار الانصاري إلى الشراكة القائمة بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، والتي تلعب قطر ادواراً هامة في كليهما، على أنها تفعيل للفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة للأمم المتحدة الذي يؤكد على أهمية العلاقة بين الأمم المتحدة والتنظيمات الإقليمية، في حفظ السلم والأمن الدوليين وحل النزاعات بالطرق السلمية. وهناك قرار سنوي للجمعية العامة حول ذلك.
وقال، إن قطر من الدول التي تعد عضواً فاعلاً ومسؤولاً في المجتمع الدولي وكذلك في الإقليم الذي تنتمي له.
وتابع: فهي نشطة في أرضية الأمم المتحدة، وكذلك في جامعة الدول العربية، وفي مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ولمصداقية دولة قطر، كبلد صغير محب للسلام ويستخدم أدوات القوة الناعمة في سياسته الخارجية، من رأس المال السياسي الذي يؤهلها للعب دور الوسيط لنزع فتيل الأزمات العالمية، وذلك بفضل قيادتها المسؤولة التي اختارت هذا النهج ضمن سياستها الخارجية.
وقال أيضا: هذه المكونات، هي ما يقودنا إلى إمكانية تفعيل الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة والذي يجع الدول على القيام بدور في الوساطة لنزع فتيل الأزمات؛ اتساقاً كذلك مع ما نص عليه ميثاق جامعة الدول العربية ويتسق مع النظام المؤسس لمجلس التعاون الخليجي.
وأضاف: الإرادة السياسية واضحة كذلك في خطابات أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمام دورات الانعقاد الرفيع للجمعية العامة للأمم المتحدة، حول انتهاج الدولة للوساطة والحوار لحل النزاعات بالطرق السلمية بدلاً عن الحروب.
وقال: لا شك أن دولة قطر تؤكد من خلال تنظيمها لهذا المنتدى قدرتها على القيام بدور الوسيط الدبلوماسي المحترف، بحكم خبرتها التي اكتسبتها في مجال فض النزاعات، وفي ما يتصل بأعمال هذا المنتدى، على سبيل المثال، فقد قامت بدور هام في رعاية المحادثات الأمريكية الإيرانية واستضافت في 2022 محادثات بين طهران وواشنطن أفضت إلى تفاهم حول إعادة إحياء الاتفاق الخاص بالبرنامج النووي الإيراني، من خلال إطلاق محتجزين وإطلاق أموال مجمدة، وهذا الخلاف أصلاً سببه الرئيس قضية نووية تتصل بنزع السلاح والأمن الدولي ومن شان تفاقمها أن يهدد السلام العالمي.
واستطرد: كمثال آخر على أهمية الوساطة في مجال نزع السلاح والأمن الدولي، فإن سيد المشهد في فلسطين المحتلة، هو السلاح الفتاك الذي استخدمته لا زالت تستخدمه إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، لقتل ما يقرب من 40 ألف فلسطيني شهيد في 7 أشهر، وجرح 70 ألف آخرين، في جريمة إبادة جماعية كاملة الأركان. وتهديد الدول العربية المجاورة كذلك.
وقال: لقد فشلت منظومة نزع السلاح في منع هذه المأساة واستخدمت إسرائيل الأسلحة المحرمة دولياً بأنواعها وأسلحة مضادة للدروع في قتل الفلسطينيين وتقطيع أوصالهم، وقد وجه معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية نداءً للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه أطفال فلسطين الذين تسبب هذا العدوان في بتر أطرافهم.
وتابع: لقد كان من الممكن تلافي هذه الخسائر الفادحة والمخزية في زمن باتت فيه الحضارة شعاراً براقاً، لو أن المجتمع الدولي قام بواجبه في نزع فتيل الأزمة ووقف العدوان الإسرائيلي من خلال الوساطة (الفصل السادس من الميثاق).
وقال السفير القطري : كان من المنطق كذلك، الاستجابة لنداءات الجامعة العربية وقراراتها (الفصل الثامن من الميثاق) ولكن المعايير المزدوجة خذلت الأطفال والنساء، بل والطلاب الأحرار في الغرب، الذين انتفضوا في أرجاء العالم دفاعاً عن الحق والضمير الإنساني.
وذكر: كمثال على قيام الدول بتفعيل الوساطة، تقوم د قطر وبالشراكة مع مصر، وبدعم من الولايات المتحدة، بدور الوساطة في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. ويقود التفاوض من جانب قطر شخصيًا رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.
وأوضح: السلام في منطقتنا، لن يتأتى دون دعم عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في التخلص من الاحتلال وتقرير مصيره لإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد: الخلل ليس في المنظومة المتعددة الأطراف، بل أن الخلل في انعدام الإرادة السياسية لدول وقيادات تظن بأن المصالح الضيقة أهم من مصالح شعوبها.
وأشار إلى أن الدول العربية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي قد قاموا بدورهم في محاولات حفظ السلم والأمن الدوليين منذ اندلاع أزمة العدوان الإسرائيلي الأخير على الشعب الفلسطيني.
حيث دعت مصر إلى قمة السلام الطارئة في 21 أكتوبر 2023 التي شارك بها أمير قطر.
ونوه الانصاري في ختام كلمته:: بأن المنطلقات التي تعمل بناءً عليها قطر كوسيط، لصيانة السلم والأمن الدوليين، تنبع من إيمانها بأن الوقاية والدبلوماسية الوقائية لهي خير ضامن للأمن والسلم الدوليين، وأفضل كلفة لتجنب الخسائر البشرية والاقتصادية، ولإيمانها بأن الموارد المتاحة ينبغي أن يتم استثمارها في التنمية البشرية المستدامة، لا في القتل والتدمير، ولأن الأمن والاستقرار العالمي مسؤولية عالمية نتشارك كلنا بحسب قدرته في تحقيقها، من اجل خدمة الإنسانية.