ظواهر فلكية تزين سماء يونيو.. أبرزها بدء الصيف وظهور قمر «الفراولة»
كشف الدكتور اشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عن أبرز الأحداث والظواهر الفلكية خلال شهر يونيو، والتي يمكن رصدها ومشاهدتها بالعين المجردة السليمة في حالة صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء، ومنها بدء فصل الصيف وظهور قمر الفراولة واقترانات للكواكب والنجوم.
وأشار تادرس - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إلى أن أولى تلك الظواهر ستبدأ يوم /الإثنين/ المقبل، وفيها يقترن القمر مع كوكب المريخ (الكوكب الأحمر) في الصباح الباكر قبل شروق الشمس في ذلك اليوم، ويتراءى بالعين المجردة السليمة في السماء الشرقية، حيث سيشرقان بغضون الـ 3:25 صباحا تقريبا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي جراء شروق الشمس.
وأوضح أنه في 6 يونيو، سيظهر القمر الجديد (محاق ذو الحجة)، ولن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم إيذانا ببدء ميلاد القمر الجديد، حيث يقترن القمر مع الشمس في ذلك اليوم؛ فيشرق معها ويغرب معها؛ فلا يتراءى أبدا إذ يكون وجهه المضيء مواجها للشمس ووجهه المظلم مواجها للأرض .
وأضاف أن رؤية الهلال الجديد بالعين المجردة، تعتمد أساسا على فترة بقاء القمر الوليد في السماء أثناء الشفق المسائي (الغسق) بعد غروب الشمس مباشرة، كما تعتمد رؤيته على صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار.
وأكد أن "أيام المحاق"، تعتبر هي أفضل الليالي الليلاء خلال شهور السنة، والتي يفضلها الفلكيون كثيرا لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة، حيث لا يعيق ضوء القمر في هذا الوقت الأرصاد الفلكية المطلوبة.
ونوه إلى أنه في 9 يونيو، سيتراءى القمر مقترنا مع النجم بولوكس، ألمع نجم في برج التوأم/ الجوزاء (ألفا التوأم)، وسنراهما بالعين المجردة السليمة متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، حتى يبدأ المشهد في الغروب بغضون الـ 10:30 مساء.
وأوضح أن بولوكس هو نجم عملاق برتقالي اللون أكبر من الشمس بنحو 3 أضعاف ويبعد عن الأرض بنحو 34 سنة ضوئية .
ونوه إلى أنه في 10 يونيو، سيتراءى القمر في هذا اليوم مقترنا مع الحشد النجمي خلية النحل في برج السرطان بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، ولصعوبة رؤية هذا الحشد بالعين المجردة؛ ينصح باستخدام تلسكوب صغير؛ حيث نراه جوار القمر في السماء حتى يبدأ المشهد في الغروب بحلول الـ 11:15 مساء.
وذكر أن الحشد النجمي خلية النحل يقع على مسافة 580 سنة ضوئية تقريبا من الأرض، ويبلغ عمره حوالي 600 مليون سنة، وهو يظهر كسحابة مجسمة كما رآها العالم الفلكي جاليليو لأول مرة باستخدام التلسكوب عام 1609؛ حيث تمكن من رؤية 40 نجما فقط .
وقال أستاذ الفلك إنه في 14 يونيو، سيتراءى القمر في طور التربيع الأول، حيث يظهر فوق رؤوسنا تماما وقت غروب الشمس، علما بأن الجزء المضيء من القمر يشير اتجاهه إلى الشمس دائما حتى ولو كانت الشمس تحت الأفق.
وأضاف أن القمر سيتحرك في السماء بمرور الساعات نحو الغرب إلى أن يبدأ بالغروب بغضون الـ 1:20 بعد منتصف الليل.
وأشار إلى أنه في 16 يونيو، سيتراءى القمر مقترنا مع النجم سبيكا، السماك الأعزل أو السنبلة ، وهو ألمع نجم في برج العذراء (ألفا العذراء) ويمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة؛ فنراهما متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، وسيظلان بالسماء إلى أن يبدأ المشهد بالغروب بحلول الـ 2:15 فجر اليوم التالي.
وأوضح أن النجم سبيكا من النجوم المتغيرة يبلغ حجمه 8 مرات تقريبا مثل حجم الشمس، وتقدر كتلته بـ 11 مرة تقريبا مثل كتلة الشمس، ويبعد عن الأرض حوالي 260 سنة ضوئية.
ونوه إلى أنه في 20 يونيو، سيتراءى القمر في ذلك اليوم مقترنا مع النجم العملاق (قلب العقرب) ألمع نجم في برج العقرب بعد غروب الشمس مباشرة، ويمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة في السماء طوال الليل إلى أن يبدأ المشهد بالغروب بغضون الـ 4:15 صباح اليوم التالي، منوها الى أن أنتاريس هو نجم أحمر يفوق كتلة الشمس بـ 10 أضعاف ، ويبعد 600 سنة ضوئية عن الأرض .
وكشف عن حدوث الانقلاب الصيفي يوم 20 يونيو، حيث يميل النصف الشمالي للكرة الأرضية نحو الشمس بأقصى درجة (23.5 درجة)؛ إذ تكون الأرض قد وصلت إلى ذروة مسافتها بُعدا عن الشمس في النصف الأول من المدار، وعند هذه النقطة ينقلب مسار حركة الأرض إلى النصف الثاني من المدار؛ وهو سبب تسميتها بنقطة الانقلاب؛ فتكون أشعة الشمس عمودية على مدار السرطان عند خط عرض 23.5 درجة شمالا.
وأوضح أن هذا اليوم يعتبر هو ذروة فصل الصيف فلكيا في نصف الكرة الشمالي؛ حيث يبلغ النهار ذروته فيكون أطول نهار في السنة (حوالي 14 ساعة)، كما يبلغ ارتفاع الشمس ذروته فوق الأفق وقت الظهيرة عند عبورها خط الزوال، ويكون ظل الإنسان على الأرض في هذا الوقت أقصر ما يكون.
وتابع: عندما نقول ذروة فصل الصيف؛ فهذا لا يعني - أبدا - أنه أحر يوم في السنة لأن سخونة الجو وبرودته تتعلق بأمور الطقس داخل الغلاف الجوي وكلها أمور تدخل في نطاق عمل الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أما فلكيا فالأمر يتعلق فقط بحركة الأرض في مدارها حول الشمس.
وقال الدكتور أشرف تادرس إنه في 22 يونيو، سيكتمل القمر (بدر ذو الحجة) وتبلغ نسبة لمعانه 100%، ويشرق القمر في ذلك اليوم بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي.
وأضاف أن العين المجردة لا تستطيع تمييز الاكتمال الحقيقي لقرص القمر؛ لذلك يبدو لنا القمر كما لو كان بدرا في الفترة من 21 إلى 23 يونيو.
وأوضح أن هذا البدر يعرف عند القبائل الأمريكية بعدة أسماء، منها: قمر الفراولة، حيث يتزامن مع موسم حصاد الفراولة في هذا الوقت من كل عام، كما يعرف بالقمر الوردي وقمر العسل.
وأكد أن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
وأشار الى أنه في 28 يونيو، سيشرق القمر في طور التربيع الثاني مقترنا مع كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) بغضون الـ0:25 بعد منتصف الليل، مع ملاحظة أن نصف قرص القمر المضيء يكون متجها ناحية الشمس باتجاه الشرق، ثم يتحرك القمر في السماء باتجاه الغرب إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
ونوه إلى أنه في 28 يونيو سيقترن كوكب عطارد، أصغر كواكب المجموعة الشمسية، مع النجم بولوكس، ألمع نجم في برج التوأم/ الجوزاء (ألفا التوأم)؛ حيث نراهما بالعين المجردة السليمة متجاورين في السماء باتجاه الغرب بعد غروب الشمس مباشرة حتى يبدأ المشهد في الغروب بغضون الـ 9:00 مساء.