صعود مؤشرات الأسهم الأمريكية وسط آمال بتباطؤ التضخم
ارتفعت مؤشرات الأسهم بعد أن أظهرت البيانات أن المستهلكين الأمريكيين قلصوا توقعاتهم للتضخم، مما عزز المعنويات بشأن احتمالات خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة هذا العام.
انتعش مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) بعد تراجع استمر يومين، ومع عودة المتداولين من عطلة نهاية الأسبوع، سيتم تطبيق قاعدة "T+1"، مما يتيح تسوية تعاملات الأسهم الأمريكية بعد جلسة واحدة بدلاً من يومين، وعلى صعيد آخر، بالكاد تحركت أسعار سندات الخزانة بعد أن قال محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر إنه لا يزال يعتقد أن سعر الفائدة المحايد منخفض نسبياً، في حين حذر من أن الإنفاق المالي غير المستدام يمكن أن يغير هذا الاتجاه.
توقعات بتباطؤ التضخم
ارتفعت مؤشرات الأسهم بعد أن أظهرت بيانات جامعة ميشيجان أن المستهلكين الأمريكيين يتوقعون ارتفاع الأسعار بمعدل سنوي 3.3% خلال العام المقبل، بانخفاض عن 3.5% التي كانت متوقعة في وقت سابق من الشهر.
قال جيف روتش من "إل بي إل فينانشال" (LPL Financial): "بعد مزيد من المراجعة، لم يعد المستهلكون متشائمين بشأن مسار التضخم، ومن الممكن أن يتباطأ الإنفاق الاستهلاكي، مما يخفف الضغوط التضخمية من جانب الطلب في الاقتصاد".
في جلسة اتسمت بأحجام تداول منخفضة، صعد مؤشر "إس آند بي 500" متجاوزاً مستوى 5300 نقطة ليتخلى عن خسائر الأسبوع الماضي، وارتفع مؤشر "ناسداك 100" (Nasdaq 100) مسجلاً أعلى مستوياته على الإطلاق بقيادة سهمي "إنفيديا" و"أبل". صعدت أسعار أسهم الشركات المرتبطة بالعملات المشفرة حيث مهدت هيئة الأوراق المالية والبورصات الطريق للإطلاق النهائي لأول صناديق أمريكية متداولة في البورصة تستثمر مباشرة في "إيثر".
وانخفضت عائدات السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة إلى 4.46%، مع إغلاق سوق السندات مبكرًا قبل عطلة يوم الذكرى، وأوقف الدولار سلسلة مكاسب استمرت أربعة أيام، وتذبذبت قيمة الين بعد أن كرر كبير مسؤولي العملة في اليابان موقفه المتمثل في اتخاذ خطوات ضد التحركات المفرطة، وارتفعت أسعار النفط والذهب.
الإنفاق الاستهلاكي
تقلصت توقعات المستهلكين في شهر مايو مع تزايد علامات الضعف في أساس سوق العمل، وإدراك المستهلكين أن أسعار الفائدة قد تظل أعلى لفترة أطول مما أثر على المزاج العام، وفق جيم بيرد من "بلانت موران فينانشال أدفايزورس " (Plante Moran Financial Advisors).
وأوضح بيرد "هل سيستمرون في الإنفاق؟ أم سيبدأون في تقليص النفقات تحسبا لخطوات أكثر صرامة في المستقبل؟ هذا هو السؤال الذي لم تتم الإجابة عليه، إذا قدم مؤشر المعنويات لشهر مايو أي مؤشر على الاتجاه على المدى القريب، فمن المرجح أن يقوم المستهلكون الأكثر تشاؤمًا بتقليص الإنفاق قليلاً في الأشهر المقبلة".
من المرجح أن يكون مقياس التضخم الأكثر متابعة لدى الاحتياطي الفيدرالي - وهو مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي المنتظر صدوره يوم الجمعة المقبل- ما بين معتدل إلى تسجيله وتيرة شهرية أبطأ حتى الآن هذا العام، وفق ستيوارت بول من بلومبرج إيكونوميكس، ومع ذلك، من المحتمل أن يكون الاعتدال مرتبطاً بالانخفاض الحاد في أسعار تذاكر الطيران المتقلبة، في حين استمر تخفيف الظروف المالية في تعزيز التضخم.