مخاوف ضعف النمو الاقتصادي تحجم صعود مؤشرات الأسهم الأمريكية
كافحت سوق الأسهم الأمريكية لاكتساب الزخم بعد أن أشارت البيانات إلى تباطؤ الاقتصاد وسط التضخم الراسخ، مما يشكل تحدياً لتوقعات خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة.
تقلبت مؤشرات الأسهم وارتفعت عوائد السندات بعد تقرير أظهر تراجع معنويات المستهلكين في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى في ستة أشهر مع ارتفاع آفاق التضخم على المدى القصير، وفي حين أن التباطؤ في القطاعات الرئيسية قد شجع الرهانات على خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة، واصلت مجموعة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي التأكيد على شعار "أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول" في محاولتهم إعادة التضخم إلى هدف 2%.
ارتفاع للأسبوع الثالث
قال جيف روتش من "إل بي إل فاينانشال" (LPL Financial): "الاحتياطي الفيدرالي يجري عملية دقيقة جدا أثناء موازنته بين تفويضي استقرار الأسعار والنمو، وعلى الرغم من أن هذه ليست حالتنا الأساسية، إلا أننا نرى مخاطر متزايدة من (الركود التضخمي)، وهو مصدر قلق سيتعين على الأسواق التعامل معه".
تحرك مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) بالقرب من مستوى 5220 نقطة، مسجلاً مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي، وهي أطول سلسلة صعود منذ فبراير، كما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي للجلسة الثامنة على التوالي.
ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار خمس نقاط أساس إلى 4.50%. أظهرت مقايضات الفائدة المرتبطة باجتماعات الاحتياطي الفيدرالي أن المتداولين قد وضعوا في الاعتبار بالكامل خفض سعر الفائدة بحلول نوفمبر، على أن يكون التخفيض الثاني بحلول اجتماع يناير.
"َضربة مزدوجة"
على الرغم من أن بيانات التضخم طغت على معظم التقارير الأخرى هذا العام، فمن المهم أن نتذكر أن الإنفاق الاستهلاكي هو الركيزة الأساسية التي تعيق الاقتصاد، وفق كريس زاكاريللي من "إندبندنت أدفايزور أليانس" (Independent Advisor Alliance).
وقال: "أرقام ثقة المستهلك التي جاءت أقل من المتوقع اليوم هي علامة تحذير على أنه لا ينبغي اعتبار قوة الاستهلاك أمراً مفروغاً منه. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت توقعات التضخم أيضاً، وهو ما يشكل ضربة مزدوجة للاحتياطي الفيدرالي".
وأشار زاكاريلي أيضاً إلى أنه إذا تباطأ الإنفاق وزاد التضخم، "سنحصل على عكس السيناريو المعتدل الذي كان يأمله الكثيرون، وسيكون الاحتياطي الفيدرالي في موقف صعب بشكل خاص للاختيار بين استيعاب الاقتصاد المتباطئ ومحاربة توقعات التضخم المتزايدة".
ضغوط تضخمية في بداية العام
قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس لوري لوغان إنه لا يزال من السابق لأوانه التفكير في خفض تكاليف الاقتراض، بينما قالت المحافظ ميشيل بومان إنها لا ترى أنه سيكون من المناسب أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في 2024، مشيرة إلى استمرار رسوخ التضخم في الأشهر الأولى من العام.
في غضون ذلك، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان غولسبي، إنه لا يعتقد أن التضخم عالق فوق هدف البنك المركزي رغم البيانات الأخيرة التي تظهر ضغوط الأسعار في بداية العام.
باول يستبعد سيناريو الركود التضخمي
قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، بعد اجتماع البنك المركزي في الفترة من 30 أبريل إلى 1 مايو، إن صناع السياسة النقدية من المرجح أن يحافظوا على أسعار الفائدة مرتفعة لبعض الوقت، مضيفاً أنه غير متأكد من المدة التي سيستغرقها هو وزملاؤه لكسب الثقة لخفض أسعار الفائدة، وفي ذلك الوقت، قال أيضاً إنه لا يرى "ركوداً تضخمياً" فيما يتعلق بالنمو أو التضخم.