مدبولي: إعمار غزة بعد الحرب سيسهم في إفشال أي مخططات لتهجير السكان

أكد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي اليوم الخميس، ضرورة التركيز على مرحلة ما بعد الحرب على قطاع غزة وجهود الإعمار من أجل استعادة الخدمات الأساسية لسكان القطاع؛ وهو ما يسهم في إفشال أي مخططات لتهجير سكان غزة.

جاء ذلك خلال رئاسة الدكتور مصطفى مدبولي ونظيره الأردني الدكتور بشر الخصاونة أعمال الدورة الثانية والثلاثين للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية، نوه رئيس الوزراء بعمق الروابط التي تجمع بين مصر والأردن بدءاً من العلاقة الأخوية التي تربط الرئيس عبدالفتاح السيسي بأخيه الملك عبدالله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية. 

وأشار مدبولي إلى عمق ومتانة العلاقات بين القاهرة وعمّان ليس فقط على المستوى الثنائي بل أيضا على صعيد التنسيق التام في المواقف على المستويين الإقليمي والدولي كما امتد أفق علاقات البلدين لمستوى التعاون الاستراتيجي الشامل مع دول الجوار، وهو ما بدأ أولا في التعاون الثلاثي مع العراق ليمتد بعد ذلك إلى تعاون رباعي في مبادرة الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة مع الإمارات والبحرين والتي انضمت له المغرب مؤخراً ليصبح تعاوناً خماسياً. 

وقال رئيس الوزراء: إنه شرُف بصحبة الدكتور بشر الخصاونة بلقاء الرئيس السيسي حيث نقل رئيس وزراء الأردن رسالة من الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إلى الرئيس السيسي أكدت على عمق العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أن الاجتماع تناول تطورات الأوضاع الجارية في قطاع غزة منذ اندلاعها في 7 أكتوبر 2023 وصولًا إلى التطورات الأخيرة أمس في مدينة رفح، كما تم التأكيد على أن مصر والأردن تتشاركان رؤية واحدة، وتم التطرق إلى أن ملك الأردن يُثمن جهود الوساطة التي تقوم بها الدولة المصرية من أجل إنهاء الحرب في قطاع غزة.

وأشاد مدبولي بدورية انعقاد اللجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة، ودورها الفعّال في تنفيذ القرارات الخاصة بما يتم التوافق عليه بين الجانبين، مشيدًا في هذا الصدد بالتعاون القائم في مجالات النقل خاصة مشروع الجسر العربي الخاص بتيسير حركة نقل البضائع عبر المدن الأردنية والموانئ المصرية فضلاً عن التعاون في المجالات الصناعية والأدوية والغاز الطبيعي والربط الكهربائي.

وأعرب رئيس الوزراء عن تطلعه لزيادة مستويات التبادل التجاري بين مصر والأردن بما يسمح بالاستفادة من الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها الدولتان، مشيرًا إلى أن مصر استطاعت تجاوز أزمة اقتصادية خانقة ونجحت في جذب حزمة من الاستثمارات الجديدة خلال الفترة الماضية.

كما أشار في السياق نفسه إلى نجاح الاتفاق مع صندوق النقد الدولي بعد موافقة الصندوق على زيادة قيمة برنامج التمويل المقدم لمصر، وفي سياق متصل تمت الإشارة إلى نجاح التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي. 

وأوضح مدبولي أن أحد شواهد الإنجازات التي حققتها الحكومة هو تنفيذ مشروع العاصمة الإدارية الجديدة التي يرتادها اليوم ما يزيد على 50 ألف موظف، ومن المنتظر في غضون مدة قصيرة أن يزيد عدد السكان في العاصمة بوجه عام، مشيرا إلى أن الحكومة نجحت في إنجاز عدد من المشروعات القومية الأخرى بدعم من القيادة السياسية، منوها بأن هذه المشروعات هي أحد ملامح الجمهورية الجديدة.

وتطرق رئيس الوزراء إلى المشروعات التي يتم تنفيذها في قطاعات الزراعة والصناعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسياحة ضمن رؤية مصر التنموية لعام 2030، مشيرًا في هذا الصدد إلى التنوع الذي يميز الاقتصاد المصري بما يسمح بتعظيم عوائده من قطاعات مختلفة.

وأكد مدبولي أن مصر تسعى لتجاوز التحديات الاقتصادية الراهنة على الرغم من استمرار التوترات الجيوسياسية التي خلفتها الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة والتي تسببت في تراجع إيرادات قناة السويس والسياحة، فضلاً عن الأثر السلبي الشديد لهذه الأحداث على حركة التجارة العالمية إذ ارتفعت تكلفة التجارة البينية ومصروفات الشحن ورسوم التأمين.

وأشاد رئيس الوزراء بجهود اللجنة العليا المشتركة فيما يتعلق بملفات التعاون المشتركة..منوها بجهود الجانبين لحل عدد كبير من المشكلات المتعلقة بالعاملين المصريين في الأردن ، وفي هذا الصدد ، أثنى مدبولي على الدعم الدائم من قِبل الحكومة الأردنية للعمال المصريين خاصة فيما يتعلق بتقنين الأوضاع.

حضر المباحثات التي أجريت على هامش أعمال اللجنة العليا المشتركة من الجانب المصري كل من: الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكامل الوزير وزير النقل، ومحمد عباس حلمي وزير الطيران المدني، والمهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة، وحسن شحاتة وزير العمل، وأحمد عيسى وزير السياحة والآثار، والسفير محمد البدري مساعد وزير الخارجية للشئون العربية، والسفير محمد سمير سفير مصر لدى الأردن. 

كما حضر مباحثات اللجنة العليا المشتركة من الجانب الأردني كل من يوسف الشمالي وزير الصناعة والتجارة والتموين، وإبراهيم الجازي وزير دولة لشئون مجلس الوزراء، وصالح الخرابشة وزير الطاقة والثروة المعدنية، ومكرم القيسي وزير السياحة والآثار، وأحمد الهناندة وزير الاقتصاد الرقمي والريادة، وزينة طوقان وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، ووسام التهتموني وزيرة النقل، والدكتور مهند المبيضين وزير الاتصال الحكومي، والسفير أمجد العضايلة سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى مصر، وعدد من المسئولين بالحكومة الأردنية.