بالصور.. «شولبون» يُبكي كبار السن في أوزبكستان ويفتخر به الفنانين والشباب
حينما دعيت لحضور العرض الأول للفرقة القومية المسرحية في أوزبكستان لهذا الصيف ،والذي يحمل اسم "شولبون"،اعتقدت انها مسرحية عادية.
وحينما تم مرافقتي الي المسرح القومي في طشقند لفت انتباهي ذلك المبني الذي يتميز بالجمال المعماري ،وفي داخله شاهدت صور كبار الفنانين في اوزبكستان علي مدار عقود طويلة معلقة علي الحوائط بعضها يشبه كبار فنانينا مثل الكبيرتين امينة رزق و مديحة يسري،،وكان الجمهور معظمه من الشباب مع عدد كبير ايضا من كبار السن،وحرص ايضا عدد من الفنانين المشهورين علي الحضور ضمن الجمهور والذي رحبوا بالتقاط الصور معهم.
بدأ العرض في السادسة مساءا واستمر لساعتين لم اشعر بهما, ورغم انني لم افهم الحوار الدائر في المسرحية الا انني فهمت انه عرض لبطل قومي في اوزبكستان وهو مصدر للفخر لهم ،كان اداء جميع المشاركين في المسرحية رائع ومؤثر مع تعبير دقيق عن الالم و الحزن الذي صاحب حياة شولبون ..
وكان تصفيق الجميع للاداء في العرض المسرحي او بعد انتهائه هائلا ،وكان هناك ايضا دموعا من الحاضرين من كبار السن.
و شولبون عاش خلال الفترة من ١٨٩٧ الي ١٩٣٨ ،وكان مفكرًا وكاتبًا أوزبكيًا بارزًا،وقد ولد لعائلة ثرية في طشقند بالإمبراطورية الروسية.
وتلقى تعليماً إسلامياً تقليدياً، لكنه درس أيضاً الأدب الروسي والأوروبي الحديث،و انخرط في حركة التجديد التي سعت إلى تحديث وإصلاح مجتمع آسيا الوسطى.
وبدأ كتابة الشعر والنثر في أوائل العقد الأول من القرن العشرين.
وغالبًا ما تستكشف أعماله القضايا الاجتماعية والسياسية، وتدافع عن حقوق المرأة والفقراء.
وقد نشر روايته الأولى "المظلوم" عام ١٩١٥، والتي أصبحت من أكثر الكتب مبيعاً، ورسخت سمعته ككاتب جديد رائد.
و شارك في الثورة الروسية عام ١٩١٧ ودعم البلاشفة.و شغل منصب وزير التعليم في جمهورية تركستان الاشتراكية السوفياتية ذات الحكم الذاتي التي لم تدم طويلاً.
كما واجه الاضطهاد والسجن في ظل نظام ستالين،اعتقل وأعدم عام ١٩٣٨ أثناء عملية التطهير الكبرى.
زتم حظر أعماله وقمعها لعقود من الزمن،ولكن بعد حصول أوزبكستان على الاستقلال، أعيد تأهيل سمعة شولبون وأعيد نشر أعماله.
ويعتبر شولبون من أهم الشخصيات في الأدب الأوزبكي،ولعبت كتاباته دورا هاما في تشكيل الهوية والوعي الوطني الأوزبكي،وظل رمزا للحركة الجديدة ومثلها في التقدم والإصلاح.