النزاعات التجارية وحرب أكرانيا تسيطر على مباحثات القمة الصينية الفرنسية

يصل الرئيس الصيني، شي جين بينج، إلى العاصمة الفرنسية "باريس" مساء اليوم "الأحد"، في زيارة دولة لفرنسا تستغرق يومين، يبحث خلالها مع الرئيس إيمانويل ماكرون عدة قضايا أهمها الحرب الروسية ضد أوكرانيا. 

زيارة الرئيس الصيني إلى فرنسا

وتأتي هذه الزيارة، وهي الثالثة التي يقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا منذ توليه الحكم في مارس 2013، بمناسبة مرور 60 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

كما تأتي في مستهل أول جولة أوروبية يقوم بها الرئيس الصيني إلى أوروبا منذ جائحة كورونا، حسبما ذكرت الرئاسة الفرنسية، موضحة أنها تأتي أيضا بعد زيارة قام بها الرئيس الفرنسي إلى مدينتي بكين وكانتون في أبريل 2023.

ومن المقرر أن يصل الرئيس الصيني وزوجته بنج ليوان في الرابعة مساء (بتوقيت باريس)، ويستقبلهما رئيس الوزراء جابرييل أتال، في مطار باريس أورلي، وستتضمن اجتماعات الرئيس الصيني محادثات مشتركة مع نظيره الفرنسي وستنضم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى الرئيسين الفرنسي والصيني بقصرالإليزيه في جلسة يتوقع أن تثار خلالها النزاعات التجارية. 

وبعد حفل استقبال رسمي في قصر "الانفاليد"، سيعقد الرئيسان الفرنسي والصيني قمة ثنائية ثم سيعقدان مؤتمرا صحفيا في ختام مباحثاتهما. 

وذكرت الرئاسة الفرنسية أن "المناقشات ستركز على الأزمات الدولية، وفي مقدمتها الحرب في أوكرانيا والبحث عن حل لهذا الصراع حيث تواصل بكين دعمها لموسكو، وأيضا بحث أخر تطورات الوضع في الشرق الأوسط، فضلا عن المسائل التجارية، والتعاون العلمي والثقافي والرياضي، والتحركات المشتركة في مواجهة التحديات العالمية، ولا سيما قضايا المناخ وحماية التنوع البيولوجي والوضع المالي للدول الأكثر ضعفًا.

وستركز المناقشات أيضا على هذا الجانب التجاري، لا سيما دخول الشركات الفرنسية في السوق الصينية،ومن المقرر أيضا عقد منتدى اقتصادي فرنسي - صيني الاثنين في مسرح "مارينيي" بباريس. 

وسيختتم اليوم الأول من الزيارة بمأدبة عشاء رسمي على شرف الرئيس الصيني وزوجته في قصر الإليزيه، بحضور العديد من الفنانين الصينيين.

أما في اليوم التالي "الثلاثاء"، فسوف يتوجه الرئيسان إلى جبال البيرينيه العليا- وبحسب بيان الأليزيه- سيتوجه كلاهما إلى منتجع تورمالي، لتناول الغداء، والهدف: كسر البروتوكول وإقامة حوار ودي مباشر بين الزعيمين الصيني والفرنسي.

يذكر أنه في العام الماضي، استقبل شي جين بينج ضيفه الفرنسي في مدينة "قوانجتشو" لحضور حفل شاي في مقر إقامة حاكم مقاطعة "قوانجدونج". 

جدير بالذكر،أن العلاقات الفرنسية الصينية تم ترفيعها إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" في عام 2004، أي بعد 40 عاما من اعتراف فرنسا بجمهورية الصين الشعبية في 27 يناير 1964.

وتعزز العلاقات الفرنسية الصينية بعقد اجتماعات بشكل منتظم تسمح بمناقشة جميع القضايا المتعلقة بالتعاون الثنائي بين البلدين. 

وهناك ثلاثة حوارات يتم عقدها على المستوى الوزاري لتعزيز العلاقات الثنائية، حيث تتناول جلسات الحوار الاستراتيجي الذي تم إقامته في عام 2001 جميع مجالات التعاون ويهدف إلى تعزيز التشاور بشأن القضايا العالمية، مثل إصلاح الحوكمة الاقتصادية العالمية أو قضية تغير المناخ.

وكذلك الأزمات الإقليمية،انعقدت الجلسة الأخيرة للحوار الاستراتيجي في فرنسا في باريس في 20 فبراير 2024. 

أما الحوار الاقتصادي والمالي رفيع المستوى، الذي تم إقامته عام 2013، فيتناول كافة الموضوعات الاقتصادية، وعقدت آخر جلسة في بكين في 29 يوليو 2023. 

ويتعلق الحوار الثالث رفيع المستوى بالتبادلات في المجالات الأكاديمية والعلمية والثقافية وتعزيز حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، وعٌقد في بكين في 24 نوفمبر 2023.