شكري: الكيل بمكيالين هو الجمرة التي يُشعل بها المتطرفون نار الإرهاب
أكد وزير الخارجية سامح شكري أن غض الطرف والكيل بمكيالين؛ هو الجمرة التي يُشعل بها المتطرفون نار التعصب والإرهاب في مواجهة مفاهيم الحوار والتسامح، وإن المباركة بالصمت لما يحدث في غزة تتجاوز في آثارها وتبعاتها الأراضي الفلسطينية والساحة الإقليمية، وتُكرّس لجُرح غائر في ضمائر المجتمعات نشهد مظاهره، لا في البلدان الإسلامية فقط، وإنما في شتي بقاع العالم.
وقال شكري - في بيان مصر الذي ألقاه أمام مؤتمر القمة الإسلامي - إن شعار القمة هو "الوحدة والتضامن من أجل التنمية المستدامة" وما أحوجنا إلى تعزيز تلك القيم وترجمتها إلى واقع فعلي، لاسيما عقب ما عانته دولنا من تحديات جسمية، كارتفاع التضخم العالمي لمستويات قياسية، وتنامي إشكالية الديون بصورة خطيرة، يُضاف إلى ذلك تضاؤل جدوى المعونات التنموية مقابل تعاظم المشروطيات المقترنة بها، فضلاً عن زيادة تكلفة الاقتراض بالدول النامية.
وأكد شكري أنه بينما تواجه دولنا تلك التحديات؛ فإنها تعاني من تحديات متزايدة لتغير المناخ، تلك الظاهرة التي لم نكن المتسبب بها، إلا أننا نعاني من الظواهر المترتبة عليها، ولعل عضوية الرئاسات الثلاث المتتالية للـ COP 27 و28 و29 - مصر والإمارات وأذربيجان - في منظمة التعاون الإسلامي؛ تعكس إرادة دولنا وريادتها في سبيل تعزيز التعاون الدولي لمواجهة تلك الظاهرة، إلا أن الفيصل يكمن في توافر أدوات التنفيذ اللازمة.
ضرورة توحيد رسالتنا حول التمويل الدولي
وأضاف شكري أن مصر تؤمن بضرورة توحيد رسالتنا حول التمويل الدولي باعتباره العامل الحاسم في تحقيق التنمية المستدامة؛ بما فيها مواجهة تغير المناخ، فضلاً عن معالجة الاختلالات الهيكلية للنظام المالي العالمي، التي تحد من قدرته على الاستجابة السريعة والفعالة للأزمات.
وشدد على الحاجة لتبني منظور شامل يضع "تمويل التنمية" في قلب أجندة العمل متعدد الأطراف، ويضمن عدالته واستدامته، مشيرا إلى أن مصر لطالما نبّهت إلى أن تحقيق التنمية المستدامة، يتطلب الأمن والاستقرار، ومن ثم ضرورة اقتلاع الإرهاب من جذوره، والتصدي للتعصب ومظاهر الكراهية، منها "الإسلاموفوبيا"، ونرحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستحداث منصب المبعوث الخاص لمكافحة "الإسلاموفوبيا"، ونتطلع لتعزيز التعاون بين المبعوث الجديد ومنظمة التعاون الإسلامي.
وأكد شكري أن مصر على عهدها في تعزيز دور منظمة التعاون الإسلامي، وتشدد على أهمية وحدة الصف والالتزام بنمط تصويت موحد لأعضاء المنظمة بمختلف المحافل الدولية، بصفة خاصة إزاء القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وستظل يد المسلمين والعرب ممدودة بالسلام؛ لتستطيع دول المنطقة كافة أن تنعم بالأمن والاستقرار، بما فيها إسرائيل إن قبلت بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، على أساس قرارات الشرعية الدولية.
ووجه وزير الخارجية الشكر لجمهورية جامبيا على حسن الاستضافة والتنظيم، وللأمانة العامة للمنظمة على جهدها الدؤوب في تعزيز العمل الإسلامي المشترك.