رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

شم النسيم.. حكاية مصرية خالدة ابتدعها القدماء احتفالا بخلق الحياة وتجددها

نشر
مستقبل وطن نيوز

منذ فجر الحضارة المصرية القديمة، ارتبط شم النسيم ببهجة الربيع وبعث الحياة. فمنذ آلاف السنين، احتفل المصريون بهذا العيد العريق، حاملين معهم عبق التاريخ وتقاليد عريقة ظلت حية حتى يومنا هذا.

أصل شم النسيم

يرجع أصل شم النسيم إلى الحضارة المصرية القديمة، حيث ارتبط بعيد "شمو" الذي كان يمثل بداية فصل الربيع. اعتقد المصريون القدماء أن هذا اليوم هو بداية الخلق، فكانوا يحتفلون به بتقديم القرابين للآلهة، والخروج إلى الحقول للاستمتاع بالطبيعة الخضراء.

شم النسيم وعيد الفصح

مع انتشار المسيحية في مصر، تداخل عيد شم النسيم مع عيد الفصح، حيث أصبح يقام في اليوم التالي لعيد القيامة. ويرجع ذلك إلى أن المصريين المسيحيين وجدوا أن موعد عيد شم النسيم يتوافق دائمًا مع فترة الصوم الكبير، فتم تأجيل الاحتفال به إلى ما بعد عيد الفصح.

طقوس ورمزية شم النسيم

تتميز احتفالات شم النسيم بطقوسها الخاصة، والتي تعكس عمق ارتباط المصريين بهذا العيد. من أهم هذه الطقوس:

  • الخروج إلى الحدائق والمتنزهات: يقضي المصريون يوم شم النسيم في الهواء الطلق، مستمتعين بجمال الطبيعة الخضراء.
  • تناول الأطعمة الخاصة: يشتهر شم النسيم بأطباقه المميزة، مثل الفسيخ والبيض الملون والبصل الأخضر والسلطة الخضراء.
  • تبادل الهدايا: يحرص المصريون على تبادل الهدايا في هذا اليوم، تعبيرًا عن الفرح والبهجة.

وظل شم النسيم حياً على مر العصور، متجاوزًا التغيرات السياسية والثقافية. فمع مرور الزمن، تطورت بعض طقوسه، لكن جوهره بقي ثابتًا، كونه رمزًا للبهجة والتفاؤل والتواصل مع الطبيعة.

الارتباط بين "شم النسيم" و"عيد القيامة" واختلاف موعديهما

تثير احتفالات شم النسيم العديد من الأسئلة حول العلاقة بين هذا العيد العريق وعيد الفصح المسيحي، وسبب اختلاف موعده من عام لآخر، وكيفية تحديده.

يرتبط "شم النسيم" بعيد "الفصح" اليهودي الذي يوافق خروج بني إسرائيل من مصر، وهو اليوم الذي يعتبره المصريون القدماء بدايةً للخلق.

وبعد انتشار المسيحية في مصر، أصبح "الفصح" مرتبطًا بذكرى قيامة السيد المسيح، وبالتالي أصبح "شم النسيم" يرتبط بعيد "القيامة" من حيث كونهما عيدان يرتبطان ببداية فصل الربيع وتجدد الحياة. 

ويختلف موعد "شم النسيم" و"عيد القيامة" من عام لآخر بسبب اختلاف حسابات التقويم. فـ "شم النسيم" يعتمد على التقويم المصري القديم، بينما يعتمد "عيد القيامة" على حساب "الأبقطى" الذي يراعي دورة القمر والشمس لتحديد موعده. كما أنّه توجد اختلافات طفيفة في حساب "الأبقطى" بين الكنائس المسيحية المختلفة، ممّا يؤدي إلى اختلاف موعد "عيد القيامة" بين بعض الطوائف.

عاجل