رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الشركات المصدرة إلى أمريكا أبرز المستفيدين من قوة الدولار

نشر
مستقبل وطن نيوز

ألحق ارتفاع الدولار أضرارا بأسهم الشركات خارج الولايات المتحدة، لكن مجموعة واحدة منها على الأقل ستستفيد، وهي الشركات التي تصدّر منتجاتها إلى أكبر اقتصاد في العالم.

تلك الشركات التي تحقق إيرادات دولارية كبيرة تنتظرها مكاسب استثنائية هائلة، ومن بين أكبر المستفيدين شركات صناعة الرقائق الآسيوية الكبيرة، وشركات الدواء والتصنيع الأوروبية.

تفوقت أسهم الشركات المصدّرة للولايات المتحدة بالفعل على مؤشر واسع النطاق لأداء الشركات غير الأمريكية منذ مطلع العام، استناداً إلى مؤشرات "جولدمان ساكس".

قال جورج ماريس، رئيس شؤون الاستثمار للأسهم العالمية لدى "برينسيبال أسيت مانجمنت" (Principal Asset Management) خلال مقابلة في لندن: "ينبغي أن تستفيد الشركات المصدرة إلى الولايات المتحدة ليس فقط نتيجة تحويل العملة، وإنما أيضاً من حيث الميزة التجارية، إذ ينبغي أن تتمكن هذه الشركات من تحقيق زيادة كبيرة في هوامش الأرباح، سواء كانت أوروبية أو يابانية أو صينية".

ارتفع الدولار أمام جميع العملات الرئيسية هذا الشهر، إذ دفعت قوة الاقتصاد الأمريكي بما يتجاوز التوقعات، إلى تراجع الرهانات على قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة.

في حين باع مستثمرون أسهم الشركات المصدرة، في ظل بيئة عالمية تعزف عن المخاطرة، فإنها ستكون في طليعة أي موجة تعافي، كون ربحية السهم في تلك الشركات على مدى 12 شهراً في أوروبا وآسيا باستثناء اليابان، تميل إلى التحرك مواكبة لحركة الدولار.

عملاقة تايوان

توجد بعض الشركات المتوقع أن تحقق أرباحاً أكثر من غيرها في آسيا. وقد سجلت شركة أشباه الموصلات "تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ"، التي تحقق ثلثي إيراداتها تقريباً من أسواق الولايات المتحدة، أول زيادة في أرباحها منذ عام في الربع الأول، حتى مع تقليص توقعاتها للتوسع في المستقبل، وارتفعت أسهم الشركة بنسبة 32% منذ مطلع العام في تايبيه، في حين ارتفع المؤشر القياسي للجزيرة 12% فقط.

من المرجح أن تستفيد أسواق الأسهم في اليابان وتايوان من قوة الدولار، بفضل ارتفاع حصة الإيرادات القادمة من الخارج نسبياً، وفق "مورجان ستانلي"، ويوجد عدد من الأسهم اليابانية التي ترتبط أسعارها بمعامل أعلى من 0.8 مع سعر صرف الدولار مقابل الين، بما في ذلك شركة "تويوتا موتور"، و"ميتسوبيشي يو.اف.جيه فاينانشال جروب" و"إنبكس كورب" (Inpex Corp)، كما كتب محللون بينهم دانييل بليك في سنغافورة في مذكرة بحثية للعملاء هذا الشهر.

تستفيد شركات التصدير من قوة الدولار، وكذلك من مرونة أداء الاقتصاد الأمريكي، فقد كتب محللون لدى "جولدمان ساكس"، بينهم تيموثي مو في سنغافورة، في مذكرة بحثية هذا الأسبوع أن الأسهم التايوانية والكورية "تتأثر إيجابياً وبقوة" بنشاط الاقتصاد في الولايات المتحدة.

من المتوقع أن تستفيد شركات الأدوية والسلع الفاخرة الأوروبية من ارتفاع الدولار كونها من بين القطاعات ذات الارتباط الأعلى بالعملة الأمريكية القوية، حسب "بلومبرج إنتليجنس".

قال لوران دويليت، كبير محللي الأسهم لدى "بلومبرج إنتليجنس" في باريس، إن شركة تصنيع أدوية إنقاص الوزن الدنماركية "نوفو نورديسك": "تتمتع بالتأكيد بميزة تركز إنتاجها في أوروبا، بينما أكبر أسواقها هي الولايات المتحدة".

الفائزون المحتملون

على الأرجح أن ارتفاع الدولار وحالة العزوف عن المخاطرة في الأسواق سيؤديان إلى تحقيق الشركات التي تكسب أموالها من خارج أوروبا، أداءً قوياً، كما كان الحال في الأعوام 2019 و2020 و2022، حسبما كتب يواكيم كليمنت وسوزانا كروز، المحللان لدى "ليبروم كابيتال" (Liberum Capital) في مذكرة بحثية في لندن.

قد تكون الشركات الصناعية في المملكة المتحدة مثل "اشتيد جروب" (Ashtead Group) و "رينتوكيل انيشيال" (Rentokil Initial) وشركة التكنولوجيا الحيوية الهولندية "أرجينكس" (ArgenX)، والتي تحقق جميعها 70% على الأقل من إيراداتها من الولايات المتحدة، من بين الرابحين الرئيسيين، بناءً على تحليل "ليبروم كابيتال".

وعلى الرغم من أن ارتفاع الدولار سيفيد شركات التصدير، فمن المرجح أن يلحق أضراراً بجميع الشركات الأخرى تقريباً.

تنخفض العائدات الشهرية لمؤشر "إم إس سي آي" لجميع دول العالم بخلاف الولايات المتحدة 0.2% مقابل كل زيادة بنسبة 1% في مؤشر الدولار الأمريكي، وفقاً لتحليل الانحدار الذي أجرته شركة "إنفيسكو آسيت مانجمنت".

قال ديفيد تشاو، المحلل لدى "إنفيسكو آسيت" في سنغافورة: "بشكل عام، أتوقع تدفق أموال للخارج عندما يرتفع الدولار"، موضحاً أن القطاعات المرتبطة بالدورة الاقتصادية مثل الموارد الأساسية والشركات الاستهلاكية الكمالية والمؤسسات المالية على الأرجح ستشهد تدهوراً في أدائها.

عاجل