الجامعة العربية تحذّر من اجتياح إسرائيل لرفح: مذبحة جديدة للشعب الفلسطيني
حذّرت جامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، من نيّة إسرائيل اجتياح مدينة رفح الفلسطينية بما يفضي لتفجير الأوضاع بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وقالت إن مثل هذه العملية "ستعني مذبحة جديدة للشعب الفلسطيني".
ودعت الجامعة، في نص القرار الصادر عن اجتماع مجلسها على مستوى المندوبين الدائمين في دورته غير العادية، مجلس الأمن إلى اتّخاذ قرار تحت الفصل السابع يضمن امتثال إسرائيل لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
كما طالبت الجامعةُ الولايات المتحدة بمراجعة "مواقفها المنحازة" لإسرائيل "والتي تحول دون إنقاذ فرص السلام وتطبيق حل الدولتين وممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير وتجسيد استقلال دولة فلسطين على الأرض الفلسطينية المحتلة".
وطالبت الجامعة أيضاً الولايات المتحدة والدول الأوروبية بوقف تصدير الأسلحة والذخائر وتمويل إنتاج الطائرات دون طيار التي تستخدمها إسرائيل في قتل الفلسطينيين.
ودعا القرار أيضاً إلى دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) "وحمايتها من مؤامرات إسرائيل لتصفيتها"، كما رحب باستئناف بعض الدول مساهماتها في الوكالة ودعا الدول التي جمدت دعمها إلى استئناف هذا الدعم.
إسرائيل تستعد لاجتياح رفح الفلسطينية.. وحكومة نتنياهو: سنعمل على إبعاد المدنيين
رحبت إسرائيل، اليوم الأربعاء، بموافقة الكونجرس الأمريكي على حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 17 مليار دولار، فيما يجري جيش الاحتلال الإسرائيلي تحركات عديدة باتجاه اجتياح رفح بجنوب قطاع غزة، والتي تقول إسرائيل إنها آخر معقل كبير لحركة "حماس".
وشكر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس مجلس الشيوخ الأمريكي على إقراره المساعدات العسكرية، معتبراً أن ذلك يوجه "رسالة قوية إلى أعداء الدولة العبرية".
وقال وزير الخارجية على منصة "إكس": "أشكر مجلس الشيوخ الأمريكي على تبنيه بأغلبية كبيرة من الحزبين هذه المساعدة لإسرائيل التي تعتبر ضمانة واضحة لقوة تحالفنا وتوجه رسالة قوية إلى جميع أعدائنا بأن الشراكة الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة غير قابلة للكسر".
وأضاف: "بينما نحيي ذكرى مرور 200 يوم على هجوم حماس الإرهابي الهمجي في 7 أكتوبر، تقف إسرائيل والولايات المتحدة معاً في الحرب ضد الإرهاب، دفاعًا عن الديمقراطية وقيمنا المشتركة".
وتتضمن الحزمة الجديدة ما يقرب من 15 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل التي تواصل الحرب المدمرة على قطاع غزة منذ 200 يوم.
وتعطي الحزمة الأولوية للقدرات الدفاعية، وتوفر أكثر من 5 مليارات دولار لتجديد أنظمة الدفاع الإسرائيلية "القبة الحديدية"، و"مقلاع داود"، و"الشعاع الحديدي"، مع توجيه مبلغ إضافي قدره 2.4 مليار دولار للعمليات العسكرية الأمريكية الحالية في المنطقة.
ولا يضع القرار أي شروط على المساعدات العسكرية المقدمة لإسرائيل، وهي نقطة شائكة بالنسبة لبعض الديمقراطيين اليساريين الذين أصبحوا أكثر صخبا في دعواتهم لإجبار الحكومة الإسرائيلية على تعديل تكتيكاتها العسكرية في غزة، بحسب "نيويورك تايمز".
اجتياح رفح
وتأتي حزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل فيما قال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن إسرائيل ماضية في شن هجوم يستهدف حركة حماس في رفح، المدينة الوحيدة في قطاع غزة التي لم تجتحها إسرائيل برياً في الحرب المستمرة منذ 200 يوم.
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية ستعمل على إبعاد المدنيين المتواجدين هناك.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن الجيش يستعد لاجتياح مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، في وقت "قريب جداً"، مشيرة إلى أن العملية البرية هناك تتضمن إخلاء أعداد كبيرة من الفلسطينيين المكدسين هناك.
ونقل موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي عن مصدر عسكري رفيع المستوى، الأربعاء، قوله: "ليس لدينا شك في أن الضغط العسكري الكبير في رفح سيحدث تغييراً إيجابياً في المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن".
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، تعبئة لواءي احتياط للقيام بما وصفها بمهام "دفاعية وتكتيكية" في قطاع غزة.
وأضاف جيش الاحتلال، في بيان، أن هذين اللواءين، اللذين كانا يعملان على طول الحدود الشمالية، استعدا في الأسابيع الأخيرة للقيام بعمليات في قطاع غزة تحت قيادة الفرقة 99.
وأشار البيان إلى أن لواء الاحتياط الثاني التابع للفرقة 146 ولواء الاحتياط 679 التابع للفرقة 210 قاما برفع جاهزيتهما من خلال إجراء سلسلة من التدريبات على الجبهتين الشمالية والجنوبية.
وتقول إسرائيل إن رفح بها 4 كتائب قتالية كاملة تابعة لحماس، وتقول إن تلك الكتائب تلقت تعزيزات من آلاف من مقاتلي الحركة المنسحبين من مناطق أخرى.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إنه يدرس "سلسلة من الإجراءات التي يجب اتخاذها استعداداً للعمليات في رفح، خاصة فيما يتعلق بإجلاء المدنيين".