رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

صناع «دراما 1882»: تمثيل مصر في بينالي فينيسيا شرف ومسؤولية لكل فنان

نشر
دراما 1882
دراما 1882

أكد صناع العرض المسرحي (دراما 1882) المشارك في فعاليات بنيبالي فينيسيا 2024 ، أن العمل الفني سعى للتعبير عن لحظة تاريخية فريدة في تاريخ مصر عبر فيها المصريين عن هويتهم ضد مطامع الاحتلال الأجنبي، مشيرين إلى أن تمثيل مصر في المهرجان الدولي شرف ومسؤولية لكل فنان يعشق وطنه.


وقال مؤلف العمل الكاتب إسلام سلامة في حديثه - لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن "العمل الفني أو ما أسميناه نحن بالمشروع الفني (دراما 1882) هو مزيج بين الفن التشكيلي وفنون الأداء الغنائي والموسيقى والتمثيلي ، وكذلك الفنون البصرية في إطار النص الدرامي والذي هو معالجة درامية توثيقية لأحداث الثورة العرابية". 


وأضاف أن "الارتكاز الأول والأهم أثناء كتابة النص الدرامي كان التأكد من وقائع الحدث التاريخي من حيث زمنه وشخوصه واعتماد المصادر والمراجع التاريخية، والتي تم الإشارة لجميعها في المشروع حتي الجمل الحوارية المستخدمة في العرض تم التثبت من أكثرها وفقا لمراجعة ملتزمة وشديدة الدقة".


وأوضح أن "أحداث الثورة أسبابها وأحدثها ونتائجها معلومة للجميع تقريبا أو بالأصح في متناول الجميع"، لافتا إلى أن الهدف من المشروع كان استدعاء لحظة تاريخية مختارة لأغراض العمل الفني ووضعها تحت مجهر الفن والتحليل في محاولة لاستجلاء واقع تلك اللحظة بشكل مجرد من زمنه وتاريخه لنجد أنفسنا في مواجهة حقيقية لأنفسنا وهويتنا المصرية، وهي الفرصة التي ربما لا نحظي بها مع الانغماس في واقعنا ومعاصرته".


وتابع أن "من خلال العرض نكتشف أن مصر كانت في العام 1882 هدفا للقوي الاستعمارية والتي لا يعوزها دائما السبب والباعث في مهاجمة واستعمار الدول المهمة مثل مصر، وقد ظهر ذلك جلياً في أحد مشاهد العمل الفني مسمي "مذبحة الإسكندرية" وتتوالي الأحداث حتي نشاهد موقعة التل الكبير وما دار قبلها وأثناءها من خيانة لينتهي الأمر بهزيمة عرابي وأسره ودخول الجيش الإنجليزي للقاهرة في حدث درامي نغلق به الستار لنفتح ستارا جديدا علي واقعنا".


بدوره.. قال مخرج العمل وائل شوقي، في حديثه لـ(أ ش أ) إن العمل على إنجاز مشروع "دراما 1882" استغرق نحو 6 أشهر، منذ إخطاره بالترشيح الرسمي من قطاع الفنون التشكيلية لتمثيل مصر في هذا الحدث الدولي (بينالي فينيسيا) في أكتوبر الماضي، حتى لحظة تصويره بمساعدة فريق العمل المكون من قرابة 400 شخص.


وأضاف شوقى، أن "دراما 1882" هو عرض مسرحي جرى تصويره سينمائيا في مسرح تاريخي فى الهواء الطلق في الإسكندرية، مؤكدًا أن موضوع العمل الفني وفكرته هي التي جعلته مناسبا للمشاركة في بينالى فينيسيا 2024.


وأكد شوقي أن تمثيله لمصر في هذا الحدث الفني المهم نقلة نوعية في حياته المهنية، مشيرا إلى ما يمثله ذلك من شرف كبير ومسؤولية إذ أن الجناح المصري فى بينالى فينيسيا له مكانته المرموقة منذ عقود.


ولفت إلى أن التفاعل الإيجابي لجمهور بينالي فينيسا من كل أنحاء العالم مع "دراما 1882" هو أكبر جائزة قد يحظى بها صناعه.. موضحا أنها ليست المرة الأولى التى يشارك في حدث عالمي، غير أن هذه المرة لها طابع مختلف لتمثيله مصر في البينالي الأعرق في العالم. 


من جانبها ..أعربت الفنانة التشكيلية رضوي زياد، المشرفة على الديكور المسرحي للعمل الفني "دراما 1882"، عن سعادتها وشعورها بالفخر للمشاركة في هذا العمل.


وأضافت زياد، في حديثها لـ(أ ش أ)، أن التجهيزات للفيلم استغرقت 6 أشهر من بداية التحضير له، موضحة انها انضمت للعمل في آخر شهر قبل بدء التصوير.


وأكدت أن الجهد والمتعة اجتمعا في هذا العمل لما واجهوه من تحديات للانتهاء من العمل في الوقت المحدد وبالجودة المطلوبة، لافتة إلى أن ما تطلبه الوصول لهذا المستوى من الديكور لهذه الحقبة التاريخية من الكثير من الوقت في الإلمام بالتفاصيل الصغيرة كافة، والمناقشات المتواصلة مع شركاء العمل. 


وأوضحت أن أكثر ما أحبته في هذا العمل هو إيمان كل فرد فيه بقيمة ما يفعله ، وبأن هذا العمل سوف يكون ممثلا لمصر في بينالي فينيسيا 2024.


و"دراما 1882" هو عمل فني تجريبي من إخراج وائل شوقي وتأليف إسلام سلامة ووائل شوقي ومدير الإنتاج أسامة الهواري والمشرف على الديكور رضوى زياد.


ويحمل بينالي فينيسيا هذا العام شعار "غرباء في كل مكان"، وفيه إشارة إلى قضايا الهجرة التي تواجهها أوروبا، ويشارك فيه 331 فنانا من جميع أنحاء العالم، من أكثر من 80 دولة.


ويعد "بينالى فينيسيا للفنون" أهم حدث دولى يعمل كمنصة لعرض أعمال فنانين أجانب من جميع أنحاء العالم.


ويشار إلى أن مصر هى الدولة العربية والأفريقية الوحيدة، اللى تمتلك مبنى خاصا بها فى أرض بينالى فينيسيا، اشترته مصر من دولة سويسرا فى أوائل سنة 1952، بمقترح من الفنان الرائد عبد القادر رزق، مدير الأكاديمية المصرية للفنون بروما حينها.


وفي السياق نفسه، قال مدير انتاج المسرحية الموسيقية "دراما ١٨٨٢" الفنان أسامة الهواري "انضممت إلى العمل يوم 2 أكتوبر من العام الماضي؛ لتقديم استشارات مسرحية فقط تخص العمل، وخرجت من الاجتماع الأول وأنا أقوم بمهام إدارة الانتاج كاملة رغم كل مساحات العمل الفني المغرية جدا لاستكشافها.


وأضاف، في حديثه لوكالة أنباء الشرق الأوسط: "كنت دائما أحلم بعمل يمكنه جمع هذا القدر من الفنانين معا، وكانت هذه هي الفرصة، قمنا باختيارات متأنية جدا وبحثنا في الإسكندرية، التي لم تبخل على الإطلاق بطاقاتها ولا بأمطارها ونواتها خلال أوقات التحضير والتصوير خصوصا ونحن نعمل في مسرح محمد عبد الوهاب على كورنيش الإسكندرية وهو مسرح صيفي "مكشوف" قمنا بتغطيته بشكل مؤقت خلال فترة العمل من منتصف نوفمبر الماضي إلى منتصف فبراير 2024".


وتابع "لم نتصور أبدا أن يتم إنجاز هذا العمل بعيدا عن الإسكندرية موطن الأحداث الرئيسية المفجرة لتداعيات الاحتلال الإنجليزي لمصر.. بداية من مذبحة الإسكندرية ثم قصفها المدمر". 


واستطرد "نستخدم السينما لأننا نحكي حكاية.. ونستخدم المسرح لأننا نحكي عن التاريخ الذي هو أشبه بمسرحية كبيرة تمتد فصولها عبر الزمن.. والسينما والمسرح فنون لها أصولها الراسخة في قواعد الفرجة والسرد لكن يحتفظ الفنان بحقه في أن يضع قواعده الخاصة في الحركة والألوان وإيقاع السرد وتتابع المشاهد"، واصفا "دراما 1882" بأنه يشبه "مشاهدة لوحة تشكيلية تبعث للحياة".
 

عاجل