قبل زيارة بلينكن.. الصين تدين شكاوى الولايات المتحدة بشأن قدرتها الصناعية
شنت الصين أقسى هجوم لها حتى الآن على شكاوى الولايات المتحدة بشأن قدرتها الصناعية الفائضة، ما يشير إلى أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن قد يجري بعض المحادثات الصعبة خلال زيارته المقررة خلال الأسبوع الجاري إلى البلد الآسيوي، وفق ما أوردته "بلومبرج".
وواجهت الصين تدقيقاً عالمياً متزايداً بشأن كيفية قيام تركيز البلاد على بناء قدراتها التصنيعية، بما في ذلك استخدام الإعانات ودعم السياسات للقيام بذلك، بمساعدة الشركات الصينية على بيع منتجات مثل الألواح الشمسية بأسعار أقل بكثير من الشركات المصنعة في البلدان الأخرى.
وفي هذا الصدد، قال دبلوماسي صيني في مؤتمر صحفي عقد مؤخراً، وفقاً لبيان صدر عن وزارة الخارجية، الثلاثاء، إن "الاتهام الأمريكي يتضمن نية خبيثة لكبح وقمع التنمية الصناعية في الصين، بهدف البحث عن وضع تنافسي أكثر ملاءمة وميزة سوقية للبلاد".
وأضاف المسؤول في إدارة أمريكا الشمالية بالوزارة، لم يذكر اسمه: "إنه إكراه اقتصادي وبلطجة سافرة"، موضحاً أن بكين وواشنطن بحاجة إلى إدارة خلافاتهما بشكل فعال.
وأردف: "الولايات المتحدة تتقدم بعناد في استراتيجيتها لاحتواء الصين، وتستمر في استخدام الكلمات والأفعال الخاطئة التي تتدخل في شؤون الصين الداخلية، وتشويه صورة الصين وتضر بمصالحنا، نحن نعارض ذلك ونواجهه بشدة".
ودعا المسؤول، الولايات المتحدة، إلى "التوقف عن فرض عقوبات على الشركات والأفراد في البلاد"، بسبب ما تسميه بكين "أزمة أوكرانيا".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، قالت إن واشنطن "تستعد لفرض عقوبات من شأنها قطع وصول بعض البنوك في الصين إلى النظام المالي العالمي"، وذلك بهدف الحد من الدعم التجاري الذي تقدمه الصين لروسيا.
لكن مسؤولاً أمريكياً كبير، قال في وقت سابق، إن بلينكن سيوضح كيف يؤثر دعم الشركات الصينية لآلة الحرب الروسية على الأمن الأوروبي.
وحذر مسؤولون أمريكيون مما يقولون إنها مساعدة من جانب الصين في إعادة تجهيز القاعدة الصناعية العسكرية لروسيا، وإعادة تزويدها بالإمدادات، بعد انتكاسات مبكرة خلال غزوها لأوكرانيا، قائلين إن الدعم المستمر يُمثل خطراً كبيراً على العلاقات المستقرة بين واشنطن وبكين.
اختبار للعلاقات
ونادراً ما تعقد الصين مثل هذه الإحاطات، قبيل زيارة كبار المسؤولين الأمريكيين، إذ من المقرر أن يسافر بلينكن إلى الدولة الآسيوية في زيارة تبدأ الأربعاء وتستمر يومين.
وتأتي رحلة بلينكن التي تعد الأولى إلى الصين منذ منتصف عام 2023، في أعقاب زيارة وزيرة الخزانة جانيت يلين إلى بكين في وقت سابق من هذا الشهر، وأول مكالمة هاتفية بين وزير الدفاع الصيني الجديد ونظيره الأمريكي.
كما تأتي في وقت تختبر فيه مجموعة من القضايا استقرار العلاقات، التي توترت العام الماضي بعد اتهامات بأن الصين أطلقت منطاد تجسس فوق الولايات المتحدة.
وأثناء حملته الانتخابية الأسبوع الماضي، انتقد الرئيس جو بايدن، بكين، ووصفها بأنها "كارهة للأجانب" وتعهد بمضاعفة التعريفات الجمركية على صادرات الصلب والألومنيوم الصينية ثلاث مرات.
وفتحت واشنطن أيضاً تحقيقاً في قطاع بناء السفن في البلاد، فيما بذل الكونجرس جهوداً سريعة لإجبار تطبيق "تيك توك" على سحب استثماراتها من شركتها الأم الصينية "بايت دانس".
وكان رد الصين على هذه التحركات صامتاً نسبياً، ومع ذلك، تشير التصريحات التي أدلى بها مسؤول وزارة الخارجية إلى تصاعد بعض الغضب من جانب بكين.
وتدهورت العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم لتصل إلى أدنى مستوياتها العام الماضي، عندما قامت رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي بزيارة رسمية إلى تايوان التي تتمتع بحكم ديمقراطي، ما أثار غضب الصين التي تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها.