وزير خارجية إيران يرفض الاعتراف بوقوف إسرائيل وراء هجوم أصفهان
رفض وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الاعتراف بأن إسرائيل كانت وراء الهجوم الأخير على بلاده، الجمعة، ساخراً من الأسلحة التي تم استخدامها إذ وصفها بأنها أشبه بـ"ألعاب الأطفال".
وأعلنت إيران، فجر الجمعة، أنها أسقطت عدة مسيرات وأنه "ليس هناك هجوم صاروخي في الوقت الحالي" على البلاد، وذلك بعد سماع انفجارات قرب مدينة أصفهان بوسط البلاد.
وأضاف عبد اللهيان في أول مقابلة منذ الرد الإسرائيلي على الهجوم الذي شنته طهران قبل 5 أيام مع شبكة NBC الأمريكية: "ما حدث الليلة الماضية لم يكن ضربة، فلم تكن طائرات بدون طيار ولكنها أشبه بالألعاب التي يلعب بها أطفالنا".
وقال عبد اللهيان، في المقابلة التي أجريت في نيويورك على هامش جلسة لمجلس الأمن الدولي، إن إيران لا تخطط للرد إلا في حال شنت إسرائيل هجوماً كبيراً، مشيراً إلى أن الأخيرة لم تعلن مسؤوليتها عن الهجمات، وأن بلاده لا تزال تحقق في ما حدث.
وتابع: "إذا اتخذت إسرائيل إجراءً حاسماً ضد طهران، وثبت لنا ذلك، فإن ردنا سيكون فورياً وبأقصى حد وسيجعلهم يندمون".
وذكرت NBC NEWS أن الوزير الإيراني أعرب خلال المقابلة عن رغبته في "عدم التصعيد"، لكنه حذر من أن طهران سترد بأقصى قدر من القوة حال انخرطت إسرائيل في ما وصفه بمزيد من "المغامرات"، قائلاً: "إذا ارتكبت خطأ آخر فإن ردنا سيكون حاسماً وفورياً".
"الرد العقابي الأدنى"
وفي وقت سابق الجمعة قال عبد اللهيان إن بلاده تمكنت من تحقيق أهدافها في إطار "الرد العقابي الأدنى" على إسرائيل، بحسب وصفه.
واعتبر أن طهران تمكنت من "إظهار إرادتها الحاسمة"، ونقلت رسالتها إلى إسرائيل عبر استهداف القواعد العسكرية التي تم منها الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق.
ونقلت وكالة أنباء "إرنا"، عن عبد اللهيان، قوله إن إيران لن تعمل على توسيع رقعة الصراع والحروب في المنطقة، لافتاً إلى أن إسرائيل هي التي ترى أن "استمرارها مرهون بتوسيع رقعة التوتر والحرب".
وأفاد عبد اللهيان بأن ردّ بلاده كان ضمن الدفاع المشروع عن النفس، وشدد على أنه إذا اتّخذت إسرائيل إجراءات ضد مصالح إيران، فإن الرد التالي سيكون "فورياً وحاسماً، وعلى أقصى مستوى"، مضيفاً أنه جرى نقل هذه الرسالة بوضوح إلى الولايات المتحدة والأطراف الأخرى، بحسب تعبيره.
ووجهت إسرائيل ضربة إلى مواقع في داخل إيران صباح الجمعة، وأفادت وسائل إعلام محلية، بسماع دوي انفجارات في مدينة أصفهان، وسط إيران، فيما قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن الحديث يجري عن ضربة إسرائيلية ضد أهداف إيرانية، رداً على الهجوم الإيراني، الذي وقع قبل 5 أيام، والذي كان بدوره رداً على ضربة إسرائيلية استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق.
ونقلت وكالة "فارس" للأنباء عن مصادر قولها إن موقع دوي الانفجارات هو مطار بأصفهان"، في حين ذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية أن نظام الدفاع الجوي جرى تفعيله في العديد من المحافظات.
وقال مسؤول إيراني، لـ"رويترز"، إن الانفجارات التي سُمعت في أصفهان كانت نتيجة لتفعيل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، ورغم حديث مسؤولين ووسائل إعلام محلية عن إسقاط مسيرات ظهرت في سماء البلاد، قال المسؤول الإيراني إن إيران "لم تتعرض لهجوم صاروخي".
ونقل التلفزيون الإيراني عن قائد كبير بالجيش قوله إنه لم تحدث أي أضرار جراء الهجوم، مكرراً القول بأن الضجيج، الذي سمع خلال الليل في أصفهان، كان بسبب استهداف أنظمة الدفاع الجوي "لجسم مريب".
كما قال مصدر مطلع لقناة "برس تي في" الإيرانية، إنه لم يقع أي هجوم من الخارج على مدن إيرانية، بما في ذلك أصفهان التي جرى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي بها في وقت سابق اليوم، لاعتراض ما يشتبه في أنها "طائرات مسيرة".
وإثر ذلك، رفع الطيران المدني في إيران القيود المفروضة على الرحلات الجوية، بعد تعليق رحلات المغادرة من عدة مطارات إيرانية، بحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية.
بدورها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن 3 مصادر إيرانية قولها إن طائرة ثلاثية العجلات استهدفت قاعدة جوية بالقرب من أصفهان في إيران، دون تحديد الجهة المسؤولة عن تنفيذها.