رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

سيول الإمارات.. 48 ساعة من الصراع مع الطبيعة لإنقاذ الأرواح وعودة الحياة

نشر
سيول الإمارات
سيول الإمارات

شهدت الإمارات هطولًا غزيرًا للأمطار يوم الثلاثاء الماضي، هو الأكبر في 75 عامًا، ما عُرف بسيول الإمارات، الأمر الذي أدى إلى فيضانات واسعة النطاق وشلل في العديد من المناطق. غمرت السيول الشوارع والمنازل والشركات، وحاصرت السكان في مكاتبهم ومنازلهم، وألحقت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية.

وواجه مطار دبي الدولي، أحد أهم مطارات العالم، صعوبات كبيرة في التعامل مع التدفق الهائل للمسافرين العالقين. تعطلت عمليات تسجيل الوصول وإلغاء الرحلات، وتكدست حركة المرور في المطار، وغمرت المياه بعض المدرجات.

وبعد جهود حثيثة من السلطات، بدأت الرحلات الجوية في العودة تدريجياً إلى المطار. تم استئناف الرحلات القادمة في المبنى رقم 1، بينما عاد تسجيل الوصول لرحلات طيران الإمارات وفلاي دبي في المبنى رقم 3.

سيول الإمارات

سيول الإمارات.. أضرار جسيمة وتأثير على الحياة اليومية

لحقت الفيضانات أضرارًا جسيمة بالمنازل والشركات والمركبات، كما تسببت في انقطاع التيار الكهربائي وخدمات الاتصالات. واجه السكان صعوبات في الحصول على الطعام والمياه والوقود، واضطرت العديد من المحلات التجارية إلى إغلاق أبوابها.

ارتفاع عدد ضحايا سيول الإمارات

خلّفت سيول الإمارات التي ضربتها عاصفة مطرية استثنائية مأساة إنسانية حزينة، حيث ارتفع عدد الضحايا إلى 7 أشخاص، فيما لا يزال البحث جارٍ عن شخص مفقود. وأعلنت وزارة الداخلية الإماراتية عن العثور على 6 أشخاص من الجنسية الآسيوية متوفين جراء السيول التي جرفت العديد من المناطق، بينما تم العثور على شخص آخر مفقود لاحقًا قد فارق الحياة.

وأشارت الوزارة إلى أن 80% من الأفراد الذين تضررت مساكنهم قد عادوا إلى منازلهم، بينما لا تزال جهود الإنقاذ والإغاثة مستمرة للوصول إلى جميع المتضررين. وعبّرت الوزارة عن خالص عزائها ومواساتها لأسر الضحايا، سائلة المولى أن يتغمدهم بواسع رحمته. وتُعد هذه الفيضانات تذكيرًا قاسيا بقدرة الطبيعة على إحداث دمار هائل، كما تُلقي الضوء على أهمية اتخاذ إجراءات وقائية فعالة للحد من مخاطر تغير المناخ.

سيول الإمارات

سيول الإمارات.. تغير المناخ السبب وراء الظواهر الجوية المتطرفة

يشير خبراء المناخ إلى أن تغير المناخ هو السبب الرئيسي وراء ازدياد حدة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الفيضانات والعواصف. أدى ارتفاع درجات حرارة الأرض إلى زيادة حدة ظاهرة الاحتباس الحراري، مما أدى إلى زيادة كمية بخار الماء في الغلاف الجوي. وعندما تتكثف هذه البخارات، تنزل على شكل أمطار غزيرة تتجاوز قدرة الأرض على امتصاصها، مما يؤدي إلى حدوث فيضانات. 

وتتفاقم هذه المشكلة بسبب سوء التخطيط العمراني والتوسع الحضري غير المنظم، مما يقلل من قدرة المدن على تصريف مياه الأمطار. ولذلك، فإن تغير المناخ هو الجاني وراء الكارثة التي ضربت الإمارات، ويجب على الحكومات والمجتمعات المحلية اتخاذ إجراءات جادة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتكيف مع تأثيرات تغير المناخ.

سيول الإمارات

تعافي الإمارات من سيول 2024

وفي أعقاب سيول الإمارات الاستثنائية، تكثفت الجهود من قبل السلطات والفرق المختصة لتنظيف الطرق من المياه وإعادة فتحها أمام حركة المرور. واجهت هذه الجهود تحديات كبيرة، حيث غمرت المياه العديد من الطرق الرئيسية والبنية التحتية.

واستخدمت فرق الطوارئ مختلف الآليات والمعدات لشفط المياه وإزالة الحطام، وعملت على مدار الساعة دون كلل. وقد ساهمت هذه الجهود الجبارة في إعادة فتح الطرق الرئيسية تدريجياً، مما سهل على السكان التنقل والوصول إلى احتياجاتهم الأساسية.

سيول الإمارات

سيول الإمارات.. عودة الخدمات الأساسية وتقديم المساعدة للمتضررين

مع بدء إعادة فتح الطرق، بدأت الخدمات الأساسية في العودة إلى العمل تدريجياً. حيث أعادت محلات البقالة والمخابز فتح أبوابها، وعادت خدمات التوصيل إلى العمل، مما ساهم في تخفيف حدة الأزمة على السكان.

كما عملت السلطات على حصر الأضرار وتقديم المساعدة للمتضررين من السيول. شمل ذلك توفير أماكن إقامة مؤقتة للمتضررين الذين فقدوا منازلهم، وتقديم المساعدات الغذائية والمالية، ودعم عمليات إعادة البناء والإصلاح.

وأظهرت سيول الإمارات حجم التحديات التي تواجهها الدول في ظل ظاهرة تغير المناخ. حيث تؤدي ازدياد حدة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الفيضانات والعواصف، إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية والحياة اليومية.

وخلصت السلطات الإماراتية إلى ضرورة الاستعداد بشكل أفضل لمثل هذه الأحداث من خلال تحسين البنية التحتية، وتعزيز أنظمة الإنذار المبكر، ورفع مستوى الوعي بين السكان حول مخاطر تغير المناخ وكيفية التعامل معها.

عاجل