سيول في الإمارات وتعليق حركة الطيران.. ما علاقة عمليات استمطار السحب؟
واجهت حركة الرحلات الجوية في دبي اضطرابات قوية، وتُركت السيارات عالقة على الطرق التي غمرتها المياه، بعد هطول أمطار قياسية خلال يوم أمس، ما أسفر عن شلل في الحركة في المدينة.
قال المكتب الإعلامي في دبي في بيان، إن الإمارات شهدت أقوى هطول للأمطار منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1949، وسببت الأمطار فوضى للسكان، إذ دخلت المياه إلى منازل المدينة الباهظة الثمن ومواقف السيارات تحت الأرض، وتركت بعض المباني من دون كهرباء، وغمرت المياه الطرقات على نطاق واسع، حتى بعد يوم على انتهاء العاصفة.
أفادت صحيفة "ذا ناشيونال" أن شخصاً لقي حتفه بعد أن جرفته السيول في شمال البلاد، وفي عُمان المجاورة، لقي ما لا يقل عن 18 شخصاً حتفهم في الأيام الأخيرة بسبب الأمطار الغزيرة التي تسببت في سيول، حسبما ذكرت وكالة "أسوشييتد برس" نقلاً عن بيان صادر عن اللجنة الوطنية لإدارة الطوارئ في البلاد.
قال مطار دبي، أحد أكثر المطارات ازدحاماً في العالم، إنه يعاني من "اضطراب كبير"، حسب منشور يوم الأربعاء على موقع "إكس" (تويتر سابقاً)، وأظهرت لوحات المغادرة عبر الإنترنت أن معظم رحلات الوصول أو المغادرة قد ألغيت أو تأخرت حتى الساعة الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي.
من جهتها، قالت "طيران الإمارات"، أكبر شركة طيران دولية في البلاد، إنها ستعلق جميع عمليات تسجيل الوصول للركاب لهذا اليوم.
عمليات استمطار
جاءت الأمطار الغزيرة في أنحاء الدولة بعد عمليات استمطار السحب، وتنفذ دولة الإمارات هذه العمليات منذ عام 2002 لمعالجة قضايا الأمن المائي، ولكن ضعف شبكة الصرف الصحي في العديد من المناطق يمكن أن يؤدي إلى الفيضانات، بما في ذلك مدن مثل دبي التي تعد مركزاً مالياً وتجارياً عالمياً.
أفادت الوكالة الحكومية بأن المركز الوطني للأرصاد الجوية في الإمارات أرسل ما لا يقل عن سبع طائرات تلقيح من مطار العين بين الأحد والاثنين، وتتضمن هذه التقنية زرع مواد كيميائية وجزيئات صغيرة، غالباً أملاح طبيعية مثل كلورايد البوتاسيوم، في الغلاف الجوي لزيادة نسبة الأمطار في السحب.
ومع تهديد ظاهرة الاحتباس الحراري بارتفاع عدد الوفيات المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة في الإمارات، أطلق المكتب الإعلامي في دبي يوم الثلاثاء على الأمطار الغزيرة اسم "أمطار الخير"، رغم المنازل التي غمرتها المياه، وحمامات السباحة التي فاضت منها المياه.
جاءت العواصف الأخيرة في أعقاب هطول أمطار غزيرة في وقت سابق من هذا العام، تسببت أيضاً في فيضانات واختناقات مرورية.
طلبت حكومة دبي من موظفيها العمل من المنزل مرة أخرى يوم الأربعاء بسبب الظروف الجوية، وحثت أصحاب العمل في القطاع الخاص على القيام بالشيء ذاته، وتم توجيه المدارس بالبقاء مغلقة.
لجأ الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة التحديثات حول آثار الطقس، وأظهرت بعض مقاطع الفيديو سيارات تجرفها الطرق، وأظهر أحدها انهيار سقف متجر عندما غمرت المياه أحد مراكز التسوق الأكثر شعبية في دبي، بينما زعم آخر أنه يحتوي على لقطات لطريق منهار بالقرب من مدينة العين.
أمطار في أماكن أخرى
كما سقطت بعض الأمطار في أماكن أخرى من المنطقة أيضاً، وشهدت مدينة الدمام شرق السعودية أعنف معدلات الأمطار في البلاد خلال الـ48 ساعة الماضية، وتعرضت الرياض لعواصف رملية ورياح، أدت في مرحلة ما إلى انخفاض الرؤية إلى ما يقرب من الصفر، لكنها واجهت ظروفاً جافة يوم الثلاثاء.
ألغت الخطوط الجوية السعودية، و"طيران ناس" منخفضة التكلفة، عشرين رحلة جوية بينهما، وفقاً لشركة "فايت أوير"، وتم إلغاء بعض الرحلات الجوية في وقت مبكر من يوم الأربعاء من مطار البحرين الرئيسي، لكن تم استئناف الرحلات بعدها وفقاً لموقع مطار البحرين الدولي، كما كان "مطار حمد الدولي" في قطر يعمل بشكل طبيعي.