بدءا من اليوم.. الأرض على موعد مع 4 ظواهر فلكية يرصدها المتخصصون وهواة الفلك
يستعد المتخصصون وهواة الفلك في مصر والعالم بدءا من اليوم في رصد 4 أحداث وظواهر فلكية بديعة ومختلفة تستمر لمدة ثلاثة أيام، ويمكن متابعتها بالعين المجردة السليمة في حالة صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.
وقال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن أولى تلك الظواهر الفلكية ستحدث غدا وفيها يقترن القمر مع كل من كوكب زحل "لؤلؤة المجموعة الشمسية "وكوكب المريخ "الكوكب الأحمر" في اقتران ثلاثي بديع في الصباح الباكر قبل شروق الشمس في ذلك اليوم .
وأوضح أنه ستتم رؤية الثلاثة أجرام بالعين المجردة السليمة في السماء الشرقية بغضون الـ4:20 صباحا تقريبا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وذكر تادرس أن مصطلح الاقتران هو اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي آخر في حدود عدد من الدرجات القوسية عندما يتم مشاهدتهما من الأرض، وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي ليس له علاقة بالمسافات، أما المسافة الحقيقة بينهما فهي كبيرة جدا تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلو مترات .
اقتران القمر مع كوكب الزهرة
وعن الظاهرة الثانية، أشار تادرس إلى أنها ستحدث غد الأحد وفيها يقترن القمر مع كوكب الزهرة "ألمع كواكب المجموعة الشمسية"، ونراهما بالعين المجردة متجاورين في السماء باتجاه الشرق قبل شروق الشمس مباشرة في ذلك اليوم، حيث يرى هذا المشهد في السماء الشرقية بغضون ال` 5:05 صباحا تقريبا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
ونوه أستاذ الفلك إلى أنه القمر الجديد (محاق شهر شوال) سيظهر يوم الإثنين المقبل ولن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم إيذانا ببدء ميلاد القمر الجديد، حيث يشرق القمر مع الشمس ويغرب معها تماما فيكون وجهه المضيء مواجها للشمس ووجهه المظلم مواجها للأرض . وأضاف أن رؤية الهلال الجديد بالعين المجردة يعتمد أساسا على فترة بقاء القمر الوليد في السماء أثناء الغسق بعد غروب الشمس مباشرة، كما تعتمد رؤيته أيضا على نقاء الجو وصفاء السماء وخلوها من السحب والغبار وبخار الماء .
أيام المحاق
وأكد أن أيام المحاق تعتبر هي أفضل الليالي الليلاء خلال شهور السنة، والتي يفضلها الفلكيون كثيرا لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة، حيث لا يعيق ضوء القمر في هذا الوقت الأرصاد الطيفية المطلوبة .
وبالنسبة لظاهرة كسوف الشمس الكلي يوم الإثنين المقبل، أكد أستاذ الفلك أن كسوف الشمس لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر محاقا، وفيه سيحجب قرص القمر قرص الشمس بالكامل كاشفا لنا عن الغلاف الخارجي للشمس المعروف باسم الإكليل الشمسي أو "الكورونا" . وقال إن هذا الكسوف لن يرى هذا الكسوف في مصر أو المنطقة العربية لانه سيحدث ليلا بتوقيتنا، ولكنه سيرى في المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية وكندا .
مسار الكسوف الكلي
وأضاف أن مسار الكسوف الكلي سيبدأ من المحيط الهادئ ويتحرك عبر أجزاء من المكسيك ثم شرق الولايات المتحدة وكندا، وسيكون مرئيا ككسوف جزئي في بعض دول أوروبا . وأوضح أن آخر كسوف كلي للشمس شهدته الولايات المتحدة الأمريكية كان عام 2017 وسيكون الكسوف التالي لديها عام 2045 ، لذلك يهتم الأمريكييون بهذا الحدث على وجه الخصوص .
ولفت إلى أن مدة الكسوف كاملا منذ بدايته حتى نهايته حوالي 5 ساعات، أي منذ بداية دخول قرص القمر تدريجيا على قرص الشمس حتى يغطيه بالكامل، ثم انسلاخه تدريجيا من الجهة الأخرى حتى يتركه تماما، أما الاظلام التام ستكون مدته حوالي 4 دقائق فقط، وفيها سيتحول فيها النهار إلى ليل دامس و ستنخفض درجة الحرارة، وستضطرب الحيوانات والطيور، وستترائى بعض النجوم في السماء بوضوح.
وأوضح أستاذ الفلك أن هذه الدقائق القليلة للكسوف الكلي التام للشمس هو الوقت الوحيد الذي يمكن للمتخصصين فيه رؤية النجوم الخلفية للشمس والتي تمثل البرج أو المجموعة النجمية الذي تقع فيها الشمس في هذه الفترة من العام، وهو مجموعة برج الحوت .
وشدد الدكتور أشرف تادرس على أن ظاهرتي كسوف الشمس وخسوف القمر هما من الظواهر الفلكية الطبيعية جدا، وليس لهما أي علاقة بنهاية العالم أو قرب الساعة أو اصطدام نيزك أو كوكب مجهول بالأرض، داعيا إلى عدم الانسياق وراء الشائعات خاصة وان مروجوها من المنجمين والدجالين والمهووسين بسيناريوهات نهاية العالم، وهم يتاجرون بالظواهر الفلكية الطبيعية لترويج أفكارهم الغريبة على أساس أن عموم الناس ليس لديهم معلومات كافية عن تلك الظواهر .