واشنطن تدافع عن وتيرة تدفق الأسلحة إلى كييف.. وأوكرانيا تخشى «فوات الأوان»
دافعت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" عن وتيرة تدفق الأسلحة إلى أوكرانيا في ظل تصاعد انتقادات المسؤولين الأوكرانيين لتباطؤ المساعدات العسكرية بشكل كبير، بحسب مجلة "بوليتيكو" الأمريكية التي أشارت إلى أن الوقت قد يكون قد فات لمساعدة كييف بتحويل مسار الحرب لصالحها.
وتعاني أوكرانيا منذ أشهر من نقص الذخيرة، لاسيما في ظل عرقلة المساعدات الأمريكية بسبب معارضة المعسكر الجمهوري المؤيد للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الكونجرس الأمريكي، والذي يحول دون إقرار حزمة مساعدات بقيمة 60 مليار دولار لكييف طلبها الرئيس جو بايدن.
وقال مسؤولون أوكرانيون رفيعو المستوى لـ"بوليتيكو"، إنهم "لم يعد بإمكانهم الدفاع عن الخطوط الأمامية بعد الآن"، كما يرى مسؤول أنه "لا شيء يمكن أن يساعد أوكرانيا حالياً".
وأشار المسؤولون إلى أن "الغرب لا يملك التكنولوجيا اللازمة لمساعدة أوكرانيا، كما أنه لم يرسل أسلحة بالسرعة الكافية"، فيما قال ضابط أوكراني كبير، إنه "على الرغم من ترحيبنا بالمقاتلات (الأمريكية) القادمة من طراز F-16، إلا أنها كانت ستكون أكثر فائدة قبل عام".
وأوضحت "بوليتيكو" أنه كان من المتوقع أن تصل المقاتلات الأمريكية إلى أوكرانيا نهاية العام الماضي، لكنه لن تدخل الأجواء الأوكرانية إلا في أواخر الربيع المقبل، وذلك بمجرد انتهاء تدريب الطيارين.
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أنها ترغب في أن تتسلم أوكرانيا طائرات F-16بأسرع وقت، لكنها أشارت إلى أن بطء العملية يأتي لسبب وجيه.
وقال المتحدث باسم "البنتاجون" تشارلي ديتز، إن "تسليم أوكرانيا طائرات F-16 بشكل عاجل سيكون أمراً مثالياً"، لكنه شدد على ضرورة "تنفيذ ذلك بشكل صحيح، ونعتقد أنها ستكون بمثابة دفعة كبيرة للقوة الجوية الأوكرانية، وذلك عندما تصبح جاهزة للعمل".
وأوضح ديتز أن "عدد الجنود الروس الكبير يشكل تهديداً هائلاً"، لكنه ذكر أن "أنظمة الأسلحة الغربية المتطورة إلى جانب مهارة وروح القوات الأوكرانية، تساعد في تحقيق تكافؤ الفرص".
وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن "الولايات المتحدة قدمت مساعدات بقيمة 74.6 مليار دولار لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022".
وسبق أن اعتبر منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي قبل عام، أن "الطائرات لوحدها لن تكون كافية لتغيير مسار الحرب لصالح كييف"، في حين أشار مسؤولون أوكرانيون لـ"بوليتيكو" إلى أن تأخر عملية التسليم أثّر في ساحة المعركة بسبب الطبيعة المتغيرة للحرب.
صواريخ بعيدة المدى
ووفقاً لـ"بوليتيكو"، تدرس وزارة الدفاع الأمريكية إرسال صواريخ بالستية قديمة بعيدة المدى من طراز ATACMS، والتي سبق أن تم إرسالها سرًا في سبتمبر الماضي.
ومنذ فترة طويلة، تطالب أوكرانيا بالحصول على صواريخ ATACMSبعيدة المدى وشديدة الدقة، والتي طورتها شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية للصناعات العسكرية.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، لطالما كان "البنتاجون" حذراً بشأن توفير النظام الصاروخي، الذي يمكن إطلاقه بواسطة منصات إطلاق هيمارس (Himars) التي قدمتها الولايات المتحدة العام الماضي، بحجة أن الجيش الأمريكي لديه مخزون محدود من هذا النظام.