رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الأمم المتحدة: مستشفى الشفاء في حالة خراب ولم يعد صالحًا للعمل

نشر
مستقبل وطن نيوز

حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلّة (أوتشا) ، في تقرير أصدره اليوم الخميس، من تواصل عمليات القصف الإسرائيلي المكثّف والعمليات البرّية فضلًا عن القتال الضاري بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلّحة الفلسطينية في معظم أنحاء قطاع غزة وهو ما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير المنازل وغيرها من البنى التحتية المدنية.
 

ونبه التقرير، نقلا عن منظمة الصحة العالمية ، إلى أن مستشفى الشفاء بات الآن في حالة خراب ولم يعد صالحا للعمل كمستشفى كما توفي 21 مريضًا خلال الحصار.
 

ولفت مكتب الأمم المتحدة ، في تقريره الدوري عن مستجدات الأعمال القتالية في قطاع غزة ، إلى مقتل سبعة من طاقم موظفي المطبخ المركزي العالمي في غارات جوية إسرائيلية متعددة أثناء تنقلهم في قافلة في دير البلح بعد إبلاغ الجيش الإسرائيلي عن تحركاتهم.
 

ووثّق المكتب أكثر من 700 حادثة عنف نفّذها المستوطنون في شتّى أرجاء الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ 7 أكتوبر، وهو ما يشكل متوسط يومي يبلغ أربع أحداث.
 

وأفاد بيان صادر عن وزارة الصحة في قطاع غزة بمقتل 352 فلسطينيًا وإصابة 485 فلسطينيا آخرين خلال الفترة من 29 مارس الماضي حتى 3 أبريل من بينهم 59 قتيلا و83 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية فيما يبلغ إجمالي عدد الضحايا منذ يوم 7 أكتوبر 2023 وحتى ظهر يوم 3 أبريل 2024 (32,975 قتيلا و75,577 مصابا في غزة).
 

وفي أول أبريل، قُتل سبعة من طاقم موظفي المطبخ المركزي العالمي في غارات جوية إسرائيلية متعددة أصابت قافلتهم بينما كانوا يغادرون من مستودعاتهم الواقعة في دير البلح بعد تفريغ أكثر من 100 طن من إمدادات المساعدات الإنسانية التي تم إرسالها إلى غزة عن طريق البحر.
 

وقالت الرئيسة التنفيذية للمطبخ المركزي العالمي إيرين غور: "إن الهجوم ليس على المطبخ المركزي العالمي فحسب، بل على جميع المنظمات الإنسانية التي تظهر في أبشع الحالات التي يتم فيها استخدام الغذاء كسلاح حرب ، هذا أمر لا يغتفر"..مشيرة إلى أن المنظمة أوقفت عملياتها مؤقتًا في المنطقة.
 

وقدر المطبخ المركزي العالمي عدد الوجبات التي قدمها منذ بداية الأعمال القتالية في غزة بأكثر من 35 مليون وجبة ساخنة علاوة على إقامة أكثر من 60 مطبخًا من المطابخ المجتمعية.
 

وأكدّ المطبخ المركزي العالمي أن أعضاء فريقهم كانوا يتنقلون في مركبتين مدرعتين تحملان شعار المنظمة ومركبة واحدة غير مدرعة، بعد تنسيق حركتهم مع الجيش الإسرائيلي.
 

وأعرب وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث عن غضبه إزاء الحدث.. واصفًا عمال الإغاثة في المطبخ المركزي العالمي بأنهم أبطال قُتلوا أثناء محاولتهم إطعام الناس الذين يتضورون جوعا.
 

من جهته، قدم المنسق الإنساني المؤقت جيمي ماكجولدريك تعازيه لأُسر المقتولين من طاقم موظفي المطبخ المركزي العالمي ولزملائهم.. قائلا : "إن هذا الحادث ليس حادثًا معزولًا" حيث لم يعد هناك مكان آمن في غزة كما باتت الأرض الفلسطينية المحتلّة إحدى أخطر المناطق في العالم من ناحية العمل فيها وأصعبها".
 

وصرّح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن القوات الإسرائيلية دمرت جميع مباني المستشفى وأقسامه وقتلت ما يزيد على 400 شخص من بينهم خمسة أطباء، داخل المستشفى وفي محيطه فضلا عن تغطية الجثامين بأكوام الرمال ودفنها.
 

كما أفادت التقارير بأن نحو 1,050 منزلا من المنازل المحيطة بالمستشفى قد أحرقت أو تضررت، واحتُجز أكثر من 300 فلسطيني، ولايزال أكثر من 100 شخص في عداد المفقودين.
 

ودعا المكتب إلى إجراء تحقيق دولي في هذه الأحداث، وبذل جهود متضافرة للمساعدة في إعادة إحياء النظام الصحي في غزة، والحاجة الماسة إلى وجود المستشفيات الميدانية.
 

وعلى نحو مماثل ..طالب الدكتور مروان أبو سعدة، القائم بأعمال مدير المستشفى بإنشاء مستشفيات ميدانية بشكل عاجل..مشدّدًا على أن مستشفى الشفاء هو المستشفى التعليمي الوحيد في غزة.
 

ووفقًا للدفاع المدني الفلسطيني، كان من الصعب التأكد من العدد الإجمالي للقتلى حيث لم يتم التعرف على بعض الجثامين بسبب التحلل، ولاتزال عشرات الجثامين في البنايات السكنية في محيط المستشفى.
 

وفي 2 أبريل، وصفت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارجريت هاريس تدمير مستشفى الشفاء بأنه يمزق قلب النظام الصحي في غزة، .. مشيرة إلى أن مئات العاملين الصحيين قُتلوا وهم على رأس عملهم في غزة. 
 

وأوضح مكتب الأمم المتحدة ، في تقريره ، أن النظام الصحي في غزة يصارع لتلبية الاحتياجات المتزايدة بسبب تفشي الأمراض المعدية، حيث لايزال سوى 10 مستشفيات تواصل عملها بصورة جزئية في قطاع غزة.
 

وفي 2 أبريل ..أفاد المفوض العام للأونروا بأن السلطات الإسرائيلية رفضت مشاركة الأونروا في قوافل المساعدات المتجهة نحو شمال غزة بما في ذلك مستشفى الشفاء، ودعا السلطات الإسرائيلية إلى السماح للأونروا بالوصول إلى الشمال دون تأخير.
 

ووفقًا للأونروا فإن أكثر من نصف إمدادات الأمم المتحدة التي عبرت إلى غزة في مارس كانت من إمدادات الأونروا ، وفي 31 مارس الماضي أعاد جريفيث التأكيد على أن الأونروا بمثابة العمود الفقري للعملية الإنسانية في غزة وأي جهد لتوزيع المساعدات بدونها محكوم عليه بالفشل.
 

وفي الضفة الغربية وخلال الفترة من 26 مارس الماضي وحتى الأول من أبريل، قتلت القوات الإسرائيلية ستة فلسطينيين من بينهم خمسة في الضفة الغربية وواحد في إسرائيل. 
 

وخلال الفترة من 7 أكتوبر الماضي وحتى الأول من أبريل الحالي..قتلت القوات الإسرائيلية 428 فلسطينيًا من بينهم 110 أطفال، في شتّى أرجاء الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية ، ومن بين هؤلاء 131 فلسطينيًا قُتلوا منذ مطلع العام 2024 ، وفضلًا عن ذلك قُتل تسعة على يد المستوطنين الإسرائيليين وثلاثة على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين كما قُتل أربعة فلسطينيين آخرين من الضفة الغربية أثناء شنّهم هجمات في إسرائيل ، وأصيب نحو 4,760 فلسطينيًا من بينهم 739 طفلا على يد القوات الإسرائيلية.
 

ووفقًا لنادي الأسير الفلسطيني، توفي 11 فلسطينيًا في السجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023، بسبب الإهمال الطبي وسوء المعاملة.
 

وخلال الفترة من 26 مارس الماضي وحتى الأول من أبريل الحالي .. نفّذت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 155 عملية في شتّى أرجاء الضفة الغربية، انطوت معظمها على عمليات تفتيش واعتقال، ونُفذّت معظمها في محافظة الخليل (46 عملية)، تليها محافظتا القدس وبيت لحم (37 عملية لكل منهما).
 

ومنذ 7 أكتوبر 2023، نفّذت القوات الإسرائيلية متوسط شهري بلغ 690 عملية، واعتقلت أكثر من 6,000 فلسطيني، وألحقت أضرارا جسيمة بالبنية التحتية المدنية، بما فيها الطرق وشبكات المياه والصرف الصحي والمنازل السكنية ومنشآت كسب العيش وغيرها من الممتلكات العامة ؛ ونتيجة لذلك نزح أكثر من 900 فلسطيني معظمهم في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس للاجئين.
وبحسب التقرير..هُجّر نحو 280 فلسطينيًا شهريًا في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية بالمقارنة مع 128 فلسطينيًا هُجّروا شهريا في الأشهر التسعة الأولى من العام 2023.
 

ومنذ 7 أكتوبر 2023، هُجّر ما لا يقل عن 206 أسر فلسطينية تضم 1,244 فردًا من بينهم 603 أطفال، وسط عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول ، وتنحدر الأسر المُهجّرة من 20 تجمعًا رعويًا أو بدويًا على الأقل.
 

ووفقا للتقرير ، شن المستوطنون خلال الفترة من 26 مارس وحتى الأول من أبريل، تسع هجمات أدت إلى إصابة خمسة فلسطينيين وإلحاق أضرار بالممتلكات. 
 

ومنذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الأول من أبريل، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 704 هجمات شنّها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين بمتوسط يومي بلغ أربع أحداث ، وأسفرت عن سقوط ضحايا بين الفلسطينيين (69 حادثًة) ، أو إلحاق أضرار بالممتلكات الفلسطينية (558 حادثًة)، أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (77 حادثًة).
 

وقُتل 17 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 400 آخرين وتضررت أكثر من 9,900 شجرة، وتعرض 40 منزلاً للتخريب وتم توثيق نحو 560 حادثة نفذها مستوطنون بين يومي 7 أكتوبر 2022 و1 أبريل 2023.
 

وفيما يتعلق بالتمويل، تم تمديد النداء العاجل من أجل الأرض الفلسطينية المحتلّة والذي يطلب تقديم مبلغ قدره 1.23 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الماسة لدى 2.7 مليون نسمة في شتّى أرجاء الأرض الفلسطينية المحتلة (2.2 مليون نسمة في قطاع غزة و500,000 آخرين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية)، حتى نهاية مارس 2024.
 

وحتى يوم 3 أبريل، صرفت الدول الأعضاء نحو 1.176 مليار دولار لصالح النداء العاجل المحدّث (96 بالمائة)، ويشمل هذا المبلغ 629 مليون دولار من المبلغ المطلوب وقدره 629 مليون دولار (100 بالمائة) للفترة الواقعة بين شهري أكتوبر وديسمبر 2023، فضلًا عن نحو 547 مليون دولار من المبلغ المطلوب وقدره 600 مليون دولار (91 بالمائة) للفترة الممتدة بين شهري يناير ومارس 2024. 

عاجل