سندات الخزانة الأمريكية تتلقى دعما من تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الحكيمة
انتعشت أسعار السندات من أدنى مستوياتها خلال الجلسة، بعدما كرر جيروم باول التأكيد على اتباع الاحتياطي الفيدرالي نهج الانتظار والتمهل قبل أن يقرر صناع السياسات النقدية الشروع في خفض أسعار الفائدة.
في حين أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي لم يشر إلى شيء جوهري جديد، إلا أن وول ستريت حصلت على بعض الدعم من آرائه بأن بيانات التضخم الأخيرة لم "تغير بشكل جوهري" الصورة العامة، كما أكد باول مجددًا أنه سيكون من المناسب على الأرجح البدء في خفض أسعار الفائدة "في وقت ما هذا العام"، وارتفعت أسعار الأسهم بعد انخفاض استمر يومين، لكنها كافحت لالتقاط الزخم وسط انخفاض أسعار سهمين من الشركات الكبرى، "إنتل" و"والت ديزني".
وعلى مدار الأيام الأخيرة، قلص المتداولون رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة وسط علامات على القوة الاقتصادية، ونبرة أكثر حذراً من مجموعة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، وقد أدى ذلك إلى إثارة الشكوك حول ما إذا كان البنك المركزي يتمكن من تحقيق توقعاته بخفض الفائدة 3 مرات في 2024.
اقتصاد قوي
قال كريشنا جوها، من "إيفرسكور" (Evercore): "يقول باول إن البيانات الأخيرة لم تغير الصورة بشكل جوهري.. نقرأ هذا على أنه تأكيد على أن موجة القلق في الأسواق من أن الاقتصاد قد يكون قويًا جدًا بحيث لا يستطيع الاحتياطي الفيدرالي خفضه في يونيو، كان مبالغاً فيه، ولا تزال التوقعات الأساسية خفض الفائدة 3 مرات هذا العام بدءاً من يونيو".
استقرت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات عند 4.36% بعد ارتفاعها بنحو ثماني نقاط أساس في وقت سابق من تعاملات الأربعاء، وأغلق مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) مرتفعا 0.1% بالكاد، وأصدرت "إنتل" توقعات مخيبة للآمال لعمليات مصنعها، ورفض مساهمو "والت ديزني" عرض المستثمر المنشق نيلسون بيلتز للحصول على مقعد في مجلس الإدارة.
قال إيان لينغن وفيل هارتمان من "بي إم أو كابيتال ماركتس": "الاحتياطي الفيدرالي بلا شك في وضع الانتظار والترقب.. كان كل الانتظار وعدم وضوح الرؤية هو السمة المميزة لخفض سعر الفائدة الأول لهذه الدورة، وهو ما لن يغيره أي شيء من جلسة اليوم".
حافز ضئيل
يرى بيتر ويليامز من "22 في ريسرش" (22V Research)، أن باول يبدو أنه يريد خفض الفائدة، ولكن وسط صمود النمو وسوق العمل، فإن الحافز الفوري للقيام بذلك ضئيل نسبياً.
أوضح ويليامز: "بدلاً من ذلك، يجب أن تمنح بيانات التضخم الاحتياطي الفيدرالي الضوء الأخضر لبدء خفض الفائدة، وما زلت أعتقد أن احتمالات تمكنهم من خفضها في يونيو تبلغ حوالي 50% أو تزيد قليلاً، لكن إجمالي التخفيضات المتوقعة في 2024 تميل نحو مرتين فقط أكثر من ثلاثة مرات في هذه المرحلة".
من جهته، قال إريك فييل من "تي روي برايس جروب" (T. Rowe Price Group) إن الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يخاطر بفقدان مصداقيته إذا خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر جداً.
وأوضح لتلفزيون بلومبرج يوم الثلاثاء: "قال جيروم باول في وقت مبكر جدًا إنه تعلّم مما حدث في السبعينات.. إذا مضوا قدما وبدأوا في خفض الفائدة الآن، أعتقد أنهم سيكونون معرضين لخطر ارتكاب نفس الخطأ".