شركة أسترالية تستمر بالتنقيب عن الذهب في السودان رغم الحرب
لم تتخل شركة إنتاج الذهب الأسترالية "بيرسيوس ماينينج" (Perseus Mining) عن خطة طويلة الأجل للتعدين في السودان الذي مزقته الحرب، حتى في الوقت الذي تسعى فيه وراء إبرام صفقات أخرى عبر كافة أنحاء أفريقيا للحفاظ على إنتاجها.
أوقفت ثالث أكبر شركة تعدين ذهب مدرجة بالبورصة في أستراليا من حيث القيمة السوقية قراراً استثمارياً نهائياً لبناء منجم في البلد الذي مزقته حرب أهلية معقدة، لكن "بيرسيوس" ما زالت تتطلع إلى مستقبل محتمل بعد انتهاء الصراع هناك، وتستعد لمنح عقد تنقيب جديد لأصولها بمشروع "رمال مياس"، وهو بعيد للغاية عن مناطق القتال.
فرص استثمارية
أوضح الرئيس التنفيذي جيف كوارترمين خلال مقابلة أن "السودان لن يكون فرصة ضائعة بالنسبة لشركتنا على الإطلاق. سنقوم بتطوير هذا المشروع وهذه هي الخطة التي نعمل عليها".
تعد "بيرسيوس" من بين شركات تعدين الذهب التي تبحث عن أصول جديدة مع انتهاء صلاحية عقود استغلال أصولها الحالية، في ظل بلوغ أسعار سبائك الذهب لمستويات قياسية، وتتمتع الشركة بمليار دولار نقداً وديون غير مستغلة لتمويل الاستثمارات، وفق رئيسها التنفيذي، وتحاول الاستحواذ على مشروع نيانزا في تنزانيا عن طريق تقديم عرض للشركة المالكة له "أور كورب" (OreCorp)، وتدرس ما إذا كانت ستنضم إلى المنافسة على الاستحواذ على منجم أكيم في غانا الذي طرحته للبيع شركة "نيومونت".
أزمة السودان أشد تعقيداً، يخوض البلد معركة شاملة للسيطرة بين الجيش وجماعة شبه عسكرية منذ أبريل الماضي، وأعلنت الأمم المتحدة عن اكتشاف مقابر جماعية وحوادث اغتصاب جماعي، وتعرض 18 مليون شخص لخطر الجوع، و10 ملايين نازح تقريباً داخل البلاد، علاوة على 1.8 مليون فروا إلى مناطق أخرى.
تعاون خليجي
يحدو شركة التعدين الأسترالية الأمل في أن تستقر الظروف السياسية هناك بالأجل البعيد، وتبرز دول الخليج العربي من بينها السعودية والإمارات باعتبارها أطرافاً ذات ثقل دبلوماسيي مهم بمنطقة القرن الأفريقي، التي تحظى بموارد معدنية غنية ولكنها غير مستغلة إلى حد بعيد، ويعطي حكام الدولتين الخليجيتين الأولوية للاستثمار الخارجي في قطاع التعدين.
دخلت "بيرسيوس" في اتفاقية مع شركة عجلان وإخوانه، وهي شركة سعودية متعددة الأنشطة ذات ملكية محدودة، الشهر الماضي للمشاركة في الاستثمار في مشروعات للتنقيب في المملكة وفي دول أفريقية من بينها السودان، علاوة على الجزائر وإريتريا وإثيوبيا ومصر.
اختتم كوارترمين: "من خلال وجود شركة سعودية مؤثرة شريكة لنا، فقد يمنحنا ذلك استقراراً جيوسياسياً بدرجة أكبر، إذا جاز التعبير، في الأماكن التي نتطلع إلى استكشافها".