رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

تجنب المخاطرة يوقف مسيرة ارتفاعات الأسهم في وول ستريت

نشر
مستقبل وطن نيوز

قرر متداولو الأسهم خفض معدلات المخاطرة في بداية أسبوع سيكشف عن نتائج مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي سيصدر في يوم تكون فيه وول ستريت مغلقة.

شهدت الأسهم تراجعاً طفيفاً، بعد الارتفاع الذي دفع مؤشر "إس إند بي 500" إلى أفضل أسبوع له في عام 2024. واتخذ المستثمرون موقفاً أكثر حذراً بشأن التكهنات بأن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي – المقرر صدوره يوم الجمعة العظيمة 29 مارس– سيُظهر أن التضخم ربما يظل مرتفعاً بشكل غير مريح. وفي نفس اليوم، من المقرر أن يتحدث رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أيضاً.

كما ساد شعور بالحذر بعد أن أثار ارتفاع الأسهم تكهنات بأن السوق صعدت كثيراً وبسرعة كبيرة. وتزايدت المخاوف بشأن عدم التناسق بين توقعات الأرباح وأسعار الأسهم، مع تحذير "مورغان ستانلي" و"جي بي مورغان تشيس" من أنه من الصعب تبرير التقييمات المرتفعة، إذا فشلت الشركات في تحقيق تسارع في الأرباح.

وقالت لوري كالفاسينا من "أر بي سي كابيتال ماركيتس" (RBC Capital Markets) إنه "ما زلنا نرى المعنويات متوترة، ونعتقد أن تراجع سوق الأسهم الأميركية قد تأخر".

انخفض مؤشر "إس إند بي 500" إلى ما دون 5220 نقطة، وتراجعت أسهم شركة "إنتل" بسبب تقرير إخباري بأن الصين ستحد من استخدام الرقائق الأجنبية، في حين ارتفعت أسهم شركة "بوينغ" بعد إعلان استقالة رئيسها. وارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار خمس نقاط أساس إلى 4.25%. وتجاوزت عملة بتكوين عتبة 70 ألف دولار مجدداً.

قوة سوق الأسهم


وفي إشارة إلى مدى قوة سوق الأسهم، أنهى مؤشر "إس إند بي 500" الأسبوع الماضي مرتفعاً بنسبة 14% فوق متوسطه المتحرك لمدة 200 يوم.

قال جوناثان كرينسكي من "بي تي آي جي" (BTIG) إن "هذا الأمر امتد لفترة طويلة، السؤال الكبير هو: هل نحصل على تصحيح خلال الوقت أو السعر". وأضاف أن التصحيح عبر السعر كان "بعيد المنال خلال الأشهر الخمسة الماضية، لكننا نعتقد أن هناك فرصة هنا لبعض الضعف المتواضع في الأسعار".

 

شهد الأسبوع الماضي أيضاً أكبر قدر من الارتفاعات القياسية للمؤشر خلال 52 أسبوعاً منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، وفق كرينسكي.

وأضاف أنه على الرغم من أن هذا نادراً ما يمثل ارتفاعاً نهائياً، إلا أن العوائد على المدى القريب تكون أكثر تبايناً مما يمكن تخيله، مع حدوث زيادات مماثلة قبل عمليات السحب الكبيرة في عامي 2018 و2020، وأيضاً بين الارتفاعات القوية خلال أعوام 2017 و2020 و2021.

خفض نمو ربحية السهم


ظهرت المخاوف بشأن منطقة ذروة الشراء في السوق على المدى القريب، في وقت تم فيه تعديل تقديرات الأرباح المتفق عليها بالانخفاض.

ويتوقع المحللون حالياً أن تنمو ربحية السهم بنحو 9% هذا العام مقابل توقعات بنموها 11% في بداية نوفمبر، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس".

قال كلارك بيلين من شركة "بيل ويثير ويلث" (Bellwether Wealth) إن سوق الأسهم "ستواجه اختباراً جديداً في غضون أسابيع قليلة، عندما يبدأ موسم الأرباح في منتصف أبريل". وأضاف أن "أسعار الأسهم وتقييماتها مرتفعة مع اقتراب موسم الأرباح، مما يترك مجالاً ضئيلاً لخيبة الأمل إذا فشلت الشركات في تحقيق أرباح قوية".

 

ولفت إلى أن المستثمرين الذين يتطلعون إلى ضخ أموال جديدة في السوق، يجب أن ينتظروا التراجع، مشيراً إلى أن "السوق شهدت بالفعل بعض التراجعات الطفيفة حتى الآن هذا العام. لقد كانت ضحلة وسريعة، لكنها أثبتت أنها فرص شراء جيدة".

عوامل داعمة إضافية


ساهم مزيج من البيانات الاقتصادية الجيدة، والتوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة، والتفاؤل بشأن الذكاء الاصطناعي، في دفع مؤشر "إس إند بي 500" إلى الارتفاع بنسبة 10% تقريباً هذا العام، وترك العديد من توقعات نهاية العام محصورة في الأوراق.

يلتزم الاستراتيجيون في "غولدمان ساكس" بتوقعاتهم لنهاية العام البالغة 5200 نقطة، ولكن لديهم سيناريو تقود فيه الشركات التكنولوجية العملاقة المؤشر إلى 6000 نقطة.

 

كتب الاستراتيجيون بقيادة ديفيد كوستين في مذكرة، أنه "على الرغم من أن التفاؤل بشأن الذكاء الاصطناعي يبدو مرتفعاً، إلا أن توقعات النمو والتقييمات طويلة المدى لأسهم أكبر شركات التكنولوجيا والاتصالات والإعلام، لا تزال بعيدة عن منطقة الفقاعة".

انتشار المخاطرة
من المرجح أن ينتشر المزاج المؤيد للمخاطرة بين مستثمري الأسهم إلى ما هو أبعد من شركات التكنولوجيا العملاقة التي شكلت الكثير من عوائد سوق الأسهم، وصولاً إلى قطاعات أخرى، وفقاً للاستراتيجيين في معهد الاستثمار التابع لشركة "بلاك روك".

دفعت أرباح الشركات القوية والمرونة الاقتصادية في مواجهة أسعار الفائدة المرتفعة و"آفاق الابتكار" جون ستولتزفوس من شركة "أوبنهايمر لإدارة الأصول" إلى رفع هدف نهاية العام للمؤشر إلى 5500 نقطة، لينضم إلى "سوسيتيه جنرال" في أعلى التوقعات في وول ستريت.

وقال ستولتزفوس: "المفاجأة الكبرى هذا العام لم تكن مرونة الاقتصاد، بل الاستسلام الكبير بين مجتمع المضاربين على الهبوط". وأشار إلى أن جني الأرباح، خاصة في شركات التكنولوجيا الكبرى، أمر متوقع وطبيعي، وأي تقلبات على المدى القريب هي فرصة للحصول على صفقة جيدة.

عاجل