مبيعات السيارات الأوروبية تقفز 10% في فبراير
ارتفعت مبيعات سيارات الركاب في أوروبا بـ10% في فبراير، إذ تمكّنت شركات صناعة السيارات بما في ذلك "فولكس واجن" (Volkswagen AG) و"ستيلانتيس" (Stellantis) من تلبية الطلبات المتراكمة، بينما ظلت الحصة السوقية للسيارات الكهربائية ثابتة.
زاد عدد تسجيلات السيارات الجديدة إلى 995,059 سيارة خلال الشهر الماضي، حسبما ذكرت جمعية مصنعي السيارات الأوروبية يوم الخميس، ولم تتمكن السيارات التي تعمل بالبطاريات من الحصول على حصة أكبر بعد تراجع الطلب في الأسواق، بما في ذلك ألمانيا والسويد.
شهدت شركات صناعة السيارات في أوروبا بداية قوية لهذا العام، لكن ارتفاع تكاليف الاقتراض والركود في ألمانيا، وهي أكبر سوق للسيارات في المنطقة، يهددان بإبعاد المشترين، كما تلغي بعض البلدان تدريجياً حوافز السيارات الكهربائية التي تقدمها الدولة، والتي عززت الطلب لسنوات.
"لا ينبغي أن يكون الدعم أبدياً، لكننا نحتاجه في الوقت الحالي"، وفق ما قاله جان دومينيك سينارد، رئيس مجلس إدارة "رينو" خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الفرنسي يوم الأربعاء، مُشيرًا إلى أن قرار ألمانيا الصادر في ديسمبر بوقف المساعدات "يزعزع استقرار سوق السيارات الكهربائية بشكل كبير ما قد يؤدي إلى انكماش، لا سيما لعام 2024".
تراجع الطلب
خفضت فرنسا الشهر الماضي دعم السيارات الكهربائية الممنوح لأغنى نصف السكان، وعلقت خطة تأجير تُمولها الدولة للأسر الفقيرة، كما يحجم العملاء في إيطاليا عن الشراء في انتظار تقديم مساعدات جديدة محتملة أشارت إليها الحكومة، وتراجعت مبيعات السيارات الكهربائية في ألمانيا بنسبة 15% في فبراير، رغم محاولة الشركات المصنعة مثل "فولكس واجن" تعويض تأثير خفض المساعدات في البلاد، من خلال خصوماتها الخاصة.
على الرغم من أن مجموعة من النماذج الكهربائية الجديدة أقنعت عدداً أكبر من المشترين في الأسواق بما في ذلك فرنسا والدنمارك، إلا أن البنية التحتية الضعيفة للشحن لا تزال تشكل عقبة أمام اعتماد أكثر انتشاراً للسيارات الكهربائية، حتى حرب الأسعار التي بدأتها شركة "تسلا" العام الماضي لم تكن كافية لتسريع الطلب.
يتجه العملاء بشكل متزايد إلى الطرز المزودة ببطارية ومحرك، وارتفعت مبيعات السيارات الهجينة الموصولة بالكهرباء بنسبة 12% الشهر الماضي، متجاوزةً المكاسب ليس فقط للسيارات الكهربائية بالكامل، ولكن أيضاً للطرز التي تعمل بالبنزين.
نتيجةً لذلك، تقلص الشركات المصنعة بما في ذلك "مرسيدس-بنز" و"أودي" استراتيجياتها في مجال السيارات الكهربائية، من جهتها، تعقد "رينو"، التي تعتمد على تجديد كبير لسياراتها هذا العام، محادثات مع نظيراتها لإقامة لشراكات لصناعة سيارات كهربائية بأسعار معقولة.
"بدأت مبيعات السيارات الهجينة الموصولة بالكهرباء في التباطؤ"، وفق ما كتبه محللا "بلومبرج إنتليجنس" جيليان ديفيس ومايكل دين في مذكرة، وأضافا: "ربما تتوقف حصتها من السوق الإجمالية هذا العام مع تراجع إقبال المستهلكين على الشراء".