أسواق آسيا تتراجع مع هبوط الين وأسهم اليابان
تراجعت الأسهم الآسيوية وانخفض مؤشر يتتبع المؤشرات القياسية في المنطقة، بقيادة أسهم هونج كونج وكوريا الجنوبية، حيث انخفض كلاهما بأكثر من 1%. وتراجعت أسهم التكنولوجيا بعد انخفاض سهم "إنفيديا" في التداولات بعد إغلاق السوق، بعد أن كشفت الشركة عن شريحة الذكاء الاصطناعي الجديدة.
كما اتجهت عقود الأسهم الأمريكية إلى الخسائر. جاء ذلك في أعقاب انتعاش وول ستريت، أمس الإثنين، قبل صدور مجموعة من قرارات البنوك المركزية الأخرى هذا الأسبوع من الولايات المتحدة إلى المملكة المتحدة.
في اليابان، انخفضت الأسهم مع قيام بنك اليابان بإنهاء سعر الفائدة السلبي اليوم الثلاثاء، ورفع سعر الفائدة لأول مرة منذ 17 عاماً. وتراجع الين مقابل الدولار، بعد إعلان البنك المركزي إنهاء سياسته المتمثلة في توجيه عوائد السندات الحكومية - المعروفة باسم التحكم في منحنى العائد.
وانخفض الدولار الأسترالي، حيث من المقرر أن يعلن البنك المركزي في البلاد عن سياسة أسعار الفائدة اليوم الثلاثاء. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي بنك الاحتياطي الأسترالي أسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها منذ 12 عاماً، مع إظهار الاقتصاد علامات على المزيد من التباطؤ مع ارتفاع اتجاهات البطالة.
وفي أماكن أخرى، لم تتغير سندات الخزانة إلا بشكل طفيف في التعاملات الآسيوية. ودارت العائدات على السندات لأجل عامين بالقرب من أعلى مستوياتها لعام 2024 أمس الاثنين، مع استمرار تراجع توقعات تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
سيراقب المستثمرون في آسيا تحركات الصين عن كثب، حيث قالت الهيئة التنظيمية العليا للأوراق المالية إن شركة التطوير العقاري المتعثرة، التي تقع في قلب الأزمة العقارية بالبلاد قامت بتضخيم الإيرادات بشكل خاطئ بأكثر من 78 مليار دولار في العامين السابقين لانهيارها. وأصبحت مجموعة "إيفرغراند" الصينية وديونها الضخمة رمزا للاقتصاد المتعثر في البلاد، خاصة في قطاعي العقارات والبناء.
انتعاش "العظماء السبعة"
بالعودة إلى الولايات المتحدة، تستعد وول ستريت أيضاًَ للحصول على مزيد من الإشارات بشأن نية بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، إذ تضع البنوك المركزية السياسة لنصف الاقتصاد العالمي تقريباً. ويتضمن الأسبوع أكبر مجموعة من القرارات في العالم لعام 2024 حتى الآن، بما في ذلك الأحكام المتعلقة بتكلفة الاقتراض لستة من العملات العشر الأكثر تداولاً.
أسهم التكنولوجيا تقود مكاسب وول ستريت قبيل أسبوع حافل بقرارات البنوك المركزية
وقال وين ثين وإلياس حداد من "براون براذرز هاريمان" إنه "أسبوع مزدحم باجتماعات البنوك المركزية، من المؤكد ظهور بعض المفاجآت، وبالتالي من المرجح أن يفسح هدوء اليوم الطريق لمزيد من التقلبات في المستقبل".
أوقف مؤشر "إس أند بي 500" انخفاضاً استمر ثلاثة أيام، وارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1%، كما ارتفع مقياس الشركات التكنولوجية العملاقة، الملقبة بـ"العظماء السبعة" بمقدار الضعف.
قفزت شركة "ألفابت" (Alphabet Inc) بعد أن ذكرت "بلومبرغ نيوز" أن شركة "أبل" تجري محادثات لإضافة محرك "غوغل" للذكاء الاصطناعي "جيميناي" (Gemini) في هواتف "أيفون". كما عرض رئيس شركة "إنفيديا" جنسن هوانغ، شرائح جديدة تهدف إلى توسيع هيمنة شركته على حوسبة الذكاء الاصطناعي.
توقعات الفائدة الأمريكية
غيّر الاقتصاديون في مجموعة "غولدمان ساكس" بقيادة جان هاتزيوس توقعاتهم لخفض الفائدة الأميركية إلى ثلاث عمليات خفض بمقدار ربع نقطة مئوية هذا العام بدلاً من أربعة توقعوها سابقاً.
وقالوا إن التغيير، الذي يجعل التوقعات تتماشى مع متوسط توقعات صناع السياسة في ديسمبر، يرجع بشكل أساسي إلى مسار التضخم الأعلى قليلاً في الوقت الحالي.
بلومبرغ إيكونوميكس: مؤشر أسعار المستهلكين لن يحث "الفيدرالي" على خفض سعر الفائدة
سوف يركز المستثمرون بشدة على توقعات البنك المركزي الأميركي عبر المخطط النقطي لقياس عدد مرّات خفض أسعار الفائدة التي يتوقع صناع السياسات تنفيذها هذا العام.
ستسعى "وول ستريت" بعناية لالتقاط أي إشارات من "باول" بشأن التخلص التدريجي من التشديد الكمي، المعروف اختصارا باسم "كيو تي" (QT). وفي حين يتوقع البعض أن يعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي أو حتى يبدأ في إبطاء تقليص ميزانيته العمومية في وقت مبكر من شهر مايو، فإن آخرين لا يتوقعون أن يبدأ التخفيض إلا في النصف الثاني من العام.
وفي أسواق أخرى، حافظت أسعار النفط على مكاسبها، مع التركيز على هجمات الطائرات بدون طيار الأوكرانية على المصافي الروسية وتخفيضات إمدادات "أوبك +"، فيما استقر تداول الذهب بعد ارتفاعه في الجلسة السابقة.