«أوديسا» الأكثر خطورة.. صواريخ روسيا تهدد زائري الخطوط الأمامية للحرب
تسببت الصواريخ الروسية في حالة من الرعب للمسؤولين الأوروبيين، الذين يحاولون زيارة أوكرانيا باستمرار منذ بدء الحرب، خاصة مدينة أوديسا المهمة، سواءً بهدف تقديم الدعم المعنوي للمواطنين والجنود وحكومة كييف، أو رؤية الوضع العسكري على الأرض، وفي الأيام الأخيرة نجا رئيس وزراء أوروبي بصعوبة، بينما ألغى أرفع قائد عسكري بريطاني زيارة مُحتملة للمدينة.
وتدفق زعماء أوروبا وكبار المسؤولين على كييف، خلال الأشهر الماضية، حاملين تعهدات بتقديم الدعم المستمر، حيث يقوم الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، برحلات محفوفة بالمخاطر إلى الخطوط الأمامية مع القادة الأوروبيين، بهدف رؤية الأمور على طبيعتها، وسط نقص في المعدات والذخيرة الأوكرانية، وضغط روسي مُستمر على مُختلف الجبهات القتالية.
تهديد روسي
كان آخر الزعماء الأوروبيين الذين تخلوا عن خططهم بزيارة مدن حساسة وقريبة من خطوط القتال، هو وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، وبحسب الجارديان البريطانية، فقد اضطر للتخلي عن رحلة إلى مدينة أوديسا جنوب أوكرانيا، خوفًا من تهديد صاروخي روسي، بعد أن تم تحذيره من قبل المخابرات البريطانية من أن الكرملين كان على علم بخطط سفره.
وكثفت روسيا في الأشهر الأخيرة الهجمات على المدينة والميناء الخاص بها، حيث تعد أوديسا مركزًا أساسيًا لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر الممر البحري الذي اعتمدته كييف، بعد انسحاب موسكو من اتفاق كان يتيح لأوكرانيا تصدير إنتاجها الزراعي، وبحسب موقع الحرة، لقي 20 شخصًا مصرعهم على الأقل وأُصيب أكثر من سبعين، في أحد أعنف الهجمات الصاروخية الروسية على المدينة أمس الأول.
حرب إلكترونية
واستقل الوزير البريطاني، مع رئيس أركان الدفاع، وفريق صغير من المسؤولين البريطانيين، قطارًا ليليًا من بولندا، ووصل إلى كييف لإجراء محادثات مع زيلينسكي وكبار أعضاء إدارته في زمن الحرب، إلا أن الاستخبارات رفعت مستوى التهديد لسلامة شابس من كبير إلى حرج، إذا قام بزيارة مدينة أوديسا التي تقع على ساحل البحر الأسود، وهو الأمر الذي دفعه لإلغاء الزيارة المرتقبة.
ويُزعم أن روسيا قامت بالتشويش على إشارة القمر الصناعي للطائرة التي كانت تقل شابس من بولندا، والذي وصفوه بأنه غير مسؤول إلى حد كبير من أعمال الحرب الإلكترونية، ولم تعد الهواتف المحمولة قادرة على الاتصال بالإنترنت، واضطرت الطائرة إلى استخدام طرق بديلة لتحديد موقعها.
وبعد عودته علق جرانت على تلك الزيارة التي وصفها بأنها جرس تنبيه لدفع العالم وإحراجه للتحرك، وصفًا الرئيس الروسي بالمتهور والقاسي، مع اقترابه بشكل خطير من اغتيال اثنين من القادة الغربيين، كما أكد المتحدث باسم وزير الدفاع البريطاني أن الأسباب الأمنية منعت الوزير من زيارة أوديسا، حيث تهدف تلك اللقاءات لتقديم دعم قوي لأوكرانيا في مواجهة روسيا.
هجوم مميت
ومنذ فترة قصيرة، انفجر صاروخ روسي بالقرب من قافلة مدرعة، كانت تقل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ورئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، خلال هجوم مميت في نفس المدينة، وشعرت المجموعة، وفقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، بتأثير الغارة وشاهدت سحابة من الدخان، على بعد حوالي 500 متر من القافلة، وقُتل خمسة أشخاص وأُصيب آخرون.
وفي العام الماضي أيضًا، وبينما كان رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، يزور مدينة أوديسا، استخدمت روسيا الغواصات والسفن السطحية والطائرات لإطلاق عشرة صواريخ كروز، ودمرت خمسة مبانٍ وأُصيب شخصان.