وفد إسرائيلي يتوجه إلى قطر لاستئناف مفاوضات التهدئة وسط تفاؤل حذر
بعد يوم من رفضها عرض لحركة «حماس»، أعلنت إسرائيل، أنها سترسل وفداً إلى قطر، في جولة جديدة من مفاوضات تهدف إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة، في وقت أبدى البيت الأبيض تفاؤلا حذرا، واصفا اقتراح “حماس” بأنه «يقع ضمن ما ناقشه المفاوضون خلال الأشهر الأخيرة».
وكانت إسرائيل رفضت عرضا قدمته حركة حماس للوسطاء حول وقف لإطلاق النار في غزة، يتضمن مرحلة أولى تشمل «الإفراج عن النساء والأطفال وكبار السن والمرضى من الإسرائيليين مقابل الإفراج عن عدد يتراوح بين 700 إلى ألف أسير فلسطيني، منهم 100 من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية»، وفقا للمقترح الذي اطلعت عليه رويترز.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان تعليقا على عرض حماس: «فيما يتعلق بالأسرى، فإن مطالب حماس ما زالت غير واقعية، سيغادر وفد إسرائيلي إلى الدوحة بعد أن يناقش مجلس الوزراء الأمني موقف إسرائيل».
ورقة حماس
ونصت الورقة - التي سلمتها «حماس» إلى الوسطاء: الولايات المتحدة ومصر وقطر - على أن يتم تبادل الأسرى على ثلاث مراحل، تتضمن كل واحدة منها وقفاً لإطلاق النار «لمدة 42 يوماً»، على أن يجري الإعلان عن الوقف التام للحرب مع بدء المرحلة الثانية من تبادل الأسرى التي تشمل جميع الجنود والضباط الإسرائيليين المحتجزين وعددهم حوالي 60”.
وشددت حماس في مطلبها على عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة «دون المرور عبر الحواجز العسكرية التي طالبت الحركة بإزالتها في الطرق المؤدية من الجنوب إلى الشمال»، لكن حماس أبدت مرونة في قيام طائرات استطلاع إسرائيلية بتصوير العائدين لضمان عدم عودة مسلحين من الحركة إلى الشمال.
إعمار غزة
أما بشأن إعادة إعمار غزة، فقد نصت المرحلة الثالثة، على الانسحاب الإسرائيلي التام من قطاع غزة، والشروع في إعادة الاعمار.
واعتبر البيت الأبيض، أن الاقتراح الذي تقدمت به حماس بشأن اتفاق وقف إطلاق النار يأتي ضمن ما طالب به المفاوضون خلال الأشهر الأخيرة، معرباً عن «تفاؤل حذر».
وقال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض: «إن الاقتراح يقع بالتأكيد ضمن حدود الخطوط العريضة.. للاتفاق الذي نعمل عليه الآن منذ عدة أشهر».
وأضاف: «نحن متفائلون بحذر بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، لكن هذا لا يعني أن الأمر قد أنجز».
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، «إن الولايات المتحدة ومصر وقطر يعملون بلا كلل لسد الفجوات المتبقية» سعياً للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واتفاق بشأن المحتجزين.
وأضاف بلينكن خلال مؤتمر صحفي في فيينا: "نعم، هناك اقتراح مضاد تقدّمت به حماس، من الواضح أنني لا أستطيع الخوض في تفاصيل ما يتضمنه، لكن ما يمكنني قوله هو إننا نعمل بلا كلل مع إسرائيل وقطر ومصر لسد الفجوات المتبقية، ومحاولة التوصل إلى اتفاق".
وأوضح أن إسرائيل "عاودت إرسال مفاوضين لمتابعة العملية"، مضيفاً: "أعتقد أن ذلك يعكس شعوراً بإمكان التوصل الى اتفاق، وقف لإطلاق النار، الإفراج عن الأسرى، وايصال مزيد من المساعدة الإنسانية".
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة على مفاوضات غزة، إن الجانب الإسرائيلي يبدي مرونة بشأن عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع، لكنه «ما زال يرفض وقف الحرب كلياً».
وأضافت أن الحركة وافقت على إطلاق سراح جميع المدنيين الإسرائيليين المحتجزين لديها، ومعهم جميع المجندات، في المرحلة الأولى، مقابل إطلاق حوالي ألف من الأسرى بينهم 150 من المحكومين بالسجن مدى الحياة «وفق مبدأ الأقدمية».