هجمات المسيرات على مصافي النفط تؤثر على صادرات الديزل الروسية
انخفضت شحنات الديزل الصادرة من موانئ روسيا في الأسابيع التالية لشن هجمات طائرات بدون طيار على مصافي النفط في البلاد.
فعلى الرغم من وجود أدلة توضح تأثير الهجمات على إنتاج المصافي، سيستغرق الأمر بعض الوقت ليظهر أي ضرر يلحق بها يؤثر على صادرات البلاد بالكامل، كما يمكن لعوامل أخرى، مثل الطقس السيء والصيانة الروتينية، أن تؤثر أيضاً على تدفقات النفط.
كانت شحنات يناير، وهو الشهر الذي بدأت فيه الهجمات الجوية، كبيرة أيضاً بشكل استثنائي، وهذا يجعل الانخفاض المسجل في فبراير وأوائل مارس يبدو أكبر، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرج" من شركة التحليلات "كبلر" (Kpler)، وما يزيد الأمور تعقيداً، أن موسكو تستهدف أيضاً الحد من شحنات الوقود كجزء من اتفاقها لإمدادات النفط مع منظمة "أوبك+".
عادةً ما تصدر روسيا نحو مليون برميل يومياً من وقود الديزل، مما يجعلها واحدة من أكبر الموردين في العالم، يراقب المتداولون عن كثب شحنات الديزل لأن أي انخفاض حاد سيُفاقم المشهد في السوق العالمي الذي يشهد تراجعاً في المعروض.
رد فعل هادئ لأسواق الديزل
حتى الآن، ظل رد فعل أسواق الديزل هادئاً نسبياً على الهجمات الأخيرة، وبلغت العلاوة السعرية للوقود فوق سعر النفط الخام حوالي 25 دولاراً للبرميل بعد ظهر يوم الخميس في لندن، وفقاً لبيانات "آي سي إي فيوتشرز أوروبا" (ICE Futures Europe)، وهذا أقل مما سُجل في أواخر يناير.
بالمثل، لم تظهر التحركات في فروق الأسعار بين أقرب عقدين للوقود، وهو مؤشر مهم آخر يعطي تصورات المتداولين بشأن العرض والطلب، أي علامات تُذكر على ذعر السوق.
آثار محلل في واحدة من شركات التداول احتمالية فرض حظر على صادرات روسيا، حيث قيدت البلاد مؤخراً شحنات البنزين إلى الخارج، فيما أشار أحد تجار الديزل إلى محاولات ضرب مصفاة كينيف التابعة لشركة "سورغوتنفتيغاس" (Surgutneftegas PJSC) في كيريشي، على ساحل بحر البلطيق، موضحاً أن المنشأة تُعد مُصدّراً رئيسياً وأي انقطاع سيؤثر فوراً على السوق.
انخفاض صادرات الديزل
أظهرت بيانات "كبلر" أن صادرات روسيا من وقود الديزل في فبراير انخفضت على أساس شهري، لكنها لم تتغير كثيراً عن العام الماضي، وكان الانخفاض أكثر حدة في الأسبوعين الأولين من مارس، الذي يظهر انخفاضاً سنوياً وشهرياً عند مقارنته بالمتوسطات الشهرية كاملة.
إذا استمرت صادرات مارس بوتيرتها الحالية، فسيكون هذا الانخفاض الشهري الأكبر منذ سبتمبر، وهو نفس الشهر الذي حظرت فيه روسيا الصادرات مؤقتاً، ولن يكون مثل هذا الانخفاض مفاجئاً تماماً، فقد أظهرت بيانات الصناعة للموانئ الغربية الرئيسية في البلاد، التي اطلعت عليها "بلومبرج"، أن تدفقات الديزل ستنخفض بنسبة 11% هذا الشهر.
قال فيكتور كاتونا، محلل لدى "كبلر"، إن هناك فارق زمني يتراوح بين 30 إلى 45 يوماً تقريباً بين إنتاج الديزل في المصفاة وتحميله فعلياً للتصدير، وتراجعت عمليات معالجة النفط الخام في مصافي التكرير الروسية في يناير والأسابيع الأربعة الأولى من فبراير مقارنة بالشهر والعام السابقين، مما أثر على الإنتاج وصادرات الوقود المحتملة في الأسابيع التالية.
لم تتوقف أيضاً الشحنات الخارجة من منشأة تصدير الديزل الرئيسية في روسيا، ميناء بريمورسك المُطل على بحر البلطيق، رغم الموجة الأخيرة من الهجمات، وفقاً لبيانات "كبلر" ومعلومات الشحن التي اطلعت عليها "بلومبرج".
كما أوضح كاتونا أن المستويات المنخفضة الجديدة لصادرات وقود الديزل قد تستمر في المستقبل، بالنظر إلى أعمال التكرير القادمة المخطط لها وتأثير هجمات الطائرات بدون طيار.