الاتحاد الأوروبي يدعو زعماء العالم لممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل
دعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الخميس، زعماء العالم إلى ممارسة مزيد من الضغوط على إسرائيل لتفتح الحدود أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأضاف بوريل عقب اجتماعات في واشنطن أمام الصحفيين، أن الكارثة الإنسانية في قطاع غزة ليست كارثة طبيعية وإنما من "صنع الإنسان".
مسئولون أمريكيون: واشنطن ربما تدعم عملية إسرائيلية «محدودة» في رفح
قال مسئولون أمريكيون كبار لنظرائهم الإسرائيليين، إن إدارة الرئيس جو بايدن قد تدعم عملية محدودة تشنها إسرائيل لملاحقة أهداف حركة "حماس" ذات القيمة العالية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، طالما تجنبت تل أبيب غزواً واسع النطاق قد يُحدث صدعاً في التحالف بين البلدين، وفق صحيفة "بوليتيكو".
ونقلت الصحيفة عن 4 مسؤولين أمريكيين قولهم، في محادثات خاصة، أن كبار مسؤولي إدارة بايدن ألمحوا إلى إسرائيل بأنهم قد يدعمون خطة أقرب إلى عمليات "مكافحة الإرهاب" من الحرب الشاملة.
ولفت المسؤولون إلى أن ذلك سيقلل من عدد الضحايا بين المدنيين ويقضي على صفوف "حماس"، ويتجنب المشاهد التي أدت إلى توتر الرأي العام بشأن حرب إسرائيل على قطاع غزة وطريقة تعامل بايدن معها.
فيما ذكر مسؤول إسرائيلي، طلب عدم كشف هويته، أنه "لا يوجد شك في أن القوات الإسرائيلية ستشن في مرحلة ما عملية من هذا القبيل، في نهاية المطاف، لا يمكننا الفوز في هذه الحرب دون هزيمة كتائب حماس في رفح".
تشكيك أمريكي
وعلى الجانب الآخر، يشكك بعض أعضاء الفريق الرئيسي بفريق بايدن في شن إسرائيل عملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة قريباً.
وفي هذا الصدد، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون": "سيتعين عليهم القيام بإعادة تمركز القوات، وهذا لم يحدث"، مضيفاً إنه "ليس وشيكاً".
وقال المسؤول إن عدم اتخاذ أي إجراء هو علامة على أن إسرائيل تأخذ التحذيرات الأمريكية بعين الاعتبار.
في حين أكد مسؤولون تحدثت إليهم "بوليتيكو" أن خطط إسرائيل يمكن أن تتغير في أي وقت، رافضين القول على وجه اليقين إن إسرائيل لن تشن في نهاية المطاف عملية أكبر، ربما بسبب التغييرات في البيئة السياسية في البلاد.
وأكدت الإدارة الأمريكية في الأيام الأخيرة أن تصريح بايدن بشأن "الخطوط الحمراء" لم يكن نهائيًا، وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان: "موقفنا هو أن عملية عسكرية في رفح لا تحمي المدنيين، وتقطع الإمدادات الرئيسية للمساعدات الإنسانية، ليست شيئاً يمكن أن ندعمه".
تحالف متزعزع
من جهة ثانية، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حملة الضغط التي يمارسها، إذ تحدَّث عبر تقنية الفيديو مع لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، وهي مجموعة مؤيدة لإسرائيل في واشنطن، للدفاع عن حماية بلاده للمدنيين خلال الحرب.
وقال نتنياهو إن "أصدقاء إسرائيل لا يمكنهم القول إنكم تؤيدون هدف تل أبيب المتمثل في تدمير حماس، ومن ثم تعارضونها عندما تتخذ الإجراءات اللازمة لتحقيق هذا الهدف".
ويرى مسؤولون أن كيفية قيام إسرائيل بعملية في رفح ستؤثر على حالة تحالفها مع الولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد، يفكر عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي كريس فان هولن في حجب بعض مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل اعتماداً على كيفية سير العملية.
ودعا هولن، المعارض لسياسة بايدن تجاه إسرائيل، الرئيس الأمريكي إلى "إنذار إسرائيل" في حال ذهبت عمليتها العسكرية في رفح إلى أبعد من اللازم.
وتابع: "عندما يرسم رئيس الولايات المتحدة خطاً أحمر، يجب عليه التأكد من أن هناك آلية لتنفيذه، خلاف ذلك ستبدو غير فعالة"، مضيفاً: "إذا تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بايدن، بعد أن قال إن هذا خط أحمر، فهذا يقوض فعاليتنا بشكل عام".
ويستبعد المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون عملية عسكرية إسرائيلية وشيكة في رفح، إذ من غير المرجح أن تتم قبل نهاية شهر رمضان في منتصف أبريل.
ولم يصدر مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي أمرًا للجيش بالبدء في إجلاء المدنيين الفلسطينيين من رفح، لكن إذا تم إصدار الأمر، فسيستغرق تنفيذه من أسبوعين إلى 3 أسابيع أخرى.