أوكرانيا تشن هجوما كبيرا على مناطق روسية وتلحق أضرارا بمصفاة لـ«روسنفت»
شنت أوكرانيا، اليوم الأربعاء، هجوماً واسع النطاق بمسيرات على مناطق روسية، ما تسبب في اندلاع حريق في أكبر مصفاة نفط تابعة لشركة "روسنفت"، فيما وصفه الرئيس فلاديمير بوتين بأنها "محاولة لعرقلة الانتخابات الرئاسية الروسية".
وبعد يوم من إلحاق أضرار بالغة بمصفاة تابعة لشركة "لوك أويل"، هاجمت مسيرة أوكرانية مصفاة تكرير ريازان التابعة لشركة "روسنفت"، وهي سابع أكبر مصفاة في روسيا وتقع على بعد 180 كيلومتراً من موسكو.
وقال حاكم منطقة ريازان المتاخمة لمنطقة موسكو من جهة الشمال، بافيل مالكوف عبر تطبيق "تليجرام": "تعرضت مصفاة نفط ريازان لهجوم بطائرة مسيرة".
وأضاف أن "حريقاً اندلع على إثر الهجوم، وبحسب المعلومات الأولية وقعت إصابات"، دون الخوض في تفاصيل.
بدورها، قالت وكالة الإعلام الروسية الرسمية إن 4 طائرات مسيرة أوكرانية استهدفت المنشأة في الساعات الأولى من الصباح، ما أدى إلى اندلاع حريق على مساحة 175 متراً مربعاً، وجرى إخماده بعد عدة ساعات، ولم يتضح على الفور تأثير الحريق على الإنتاج.
وأظهرت لقطات فيديو لم يتم التحقق منها نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عموداً من الدخان الأسود يتصاعد فوق ألسنة اللهب في مصفاة ريازان التي تكرر حوالي 12.7 مليون طن من النفط سنوياً، أو 4.6 % من إجمالي الإنتاج الروسي، وفقاً لمصادر في القطاع.
30 مسيرة
بدوره، قال حاكم منطقة لينينجراد ألكسندر دروزدينكو، إن "الدفاعات الجوية أسقطت طائرة مسيرة أثناء اقترابها من مصفاة كيريشي، ثاني أكبر مصفاة في روسيا والتي تقع في شمال روسيا"، وأضاف أن عمل المصفاة "لم يتأثر".
وقال حاكم منطقة فورونيج ألكسندر جوسيف التي تقع حدودها مع أوكرانيا، إن أكثر من 30 مسيرة أُسقطت في الجو فوق منطقة فورونيج، مضيفاً أنه "لم تقع سوى أضرار طفيفة".
أما في منطقة بيلجورود فتسبب الحطام المتساقط من الطائرات المسيرة في إتلاف خط لإمدادات الغاز وقطع التيار الكهربائي عن بعض القرى.
وفي وقت سابق، قال مصدر أوكراني، إن جهاز الأمن شنّ هجمات بطائرات مسيرة على 3 مصافٍ روسية للنفط في مناطق ريازان وكستوفو وكيريشي، في إطار استراتيجية تهدف للحد من الإمكانات الاقتصادية للبلد الذي يرزح تحت وطأة العقوبات.
وأضاف المصدر في تصريحات لوكالة "رويترز": "تظهر المقاطع المصورة المتداولة عبر الإنترنت أن التداعيات كانت كبيرة إلى حد ما، إن قوات الدفاع الأوكرانية شنت خلال الليل هجومين بمسيرات على قاعدة جوية روسية في بوتورلينوفكا ومطار عسكري بمنطقة فورونيج".
واستخدمت كلاً من روسيا وأوكرانيا الطائرات المسيرة لقصف البنية التحتية الحيوية والمنشآت العسكرية ومناطق تركيز القوات في حربهما المستمرة منذ أكثر من عامين، واستهدفت كييف مصافي التكرير ومنشآت الطاقة الروسية في الأشهر القليلة الماضية.
اختراق وغزو بيلجورود
في السياق، أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى إسقاط 58 مسيرة أوكرانية ليل الثلاثاء فوق مناطق بيلجورود وبريانسك وفورونيج وكورسك وريازان وليننجراد الروسية.
بدوره، أفاد الحرس الوطني الروسي بالقضاء على 30 مقاتلاً أوكرانياً أثناء محاولتهم دخول منطقة بيلجورود صباح الثلاثاء، حسبما صرحت الخدمة الصحفية لوكالة "تاس" الروسية.
وأشار بيان الحرس الوطني إلى أن "المعدات الحديثة المضادة للطائرات بدون طيار التي يستخدمها الحرس الوطني الروسي أثبتت فعاليتها، بعدما حاول أكثر من 300 مقاتل مدعومين بالمركبات المدرعة اختراق حدود الدولة إلى منطقة بيلجورود، إذ تم القضاء على 30 مقاتلاً وتدمير طاقمي هاون".
في حين حضّت قوات المتطوعين الروس الداعمة لكييف، الأربعاء، المدنيين على مغادرة بيلجورود وكورسك، مهددة بشن هجمات واسعة النطاق على أهداف عسكرية في المدن الحدودية الروسية.
وقالت المجموعات الثلاث المكوّنة خصوصاً من مواطنين روس في بيان مشترك، بعد يوم من إعلانها السيطرة على قرية في منطقة كورسك الروسية: "ندعو السلطات المحلية للمحافظة على حياة البشر وبدء إخلاء مدينتي كورسك وبيلجورود".
روسيا ترد
كما نشرت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، مقطع فيديو لقيام طاقم مقاتلة "سو-34" الروسية، بشن ضربة مباشرة على مركز قيادة للقوات المسلحة الأوكرانية.
وقالت الدفاع الروسية في بيان أوردته وكالة "سبوتنيك": "شن طاقم مقاتلة سو-34 الروسية، ضربة على مركز قيادة للعدو والقوة البشرية التابعة له، بواسطة قنابل غير موجهة من طراز (فاب-500)، على محور جنوب دونيتسك".
وأضاف البيان: "تم تنفيذ الضربة بقنابل جوية غير موجهة من طراز فاب-500 مزودة بوحدة تخطيط وتصحيح شاملة، وبعد تلقي معلومات عن تدمير الأهداف، عادت المقاتلة إلى المطار الذي أقلعت منه".