فى ذكرى ميلاده الـ 123 .. محمد عبدالوهاب موسيقار «زاده الخيال»
يحل اليوم الأربعاء 13 مارس ذكرى ميلاد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، الذي يعد أحد أفضل الموسيقين في تاريخ الوطن العربي وله أعمال متفردة بذاتها.
ولد الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب في الثالث عشر من شهر مارس في عام 1901 ، هو من مواليد القاهرة ووالده الشيخ محمد أبو عيسى والذي كان مؤذن وقارئ في مسجد سيدي الشعراني بباب الشعرية، ولدى محمد عبد الوهاب شقيقتان، التحق بكتاب المسجد بناءً على رغبة والده كما أنه عم الفنان سعد عبد الوهاب، وبالفعل حفظ أجزاء من القرآن الكريم لأن والده كان يريده أن يلتحق بالأزهر الشريف ويصبح قارئ ومؤذن مثله، ولكنه تطلع نحو الطرب والغناء.
وفي عام 1914، بدأ عبد الوهاب العمل كمطرب وهو في العاشرة من عمره، يغنى بين الفصول حيث سمعه فوزي الجزايرلي صاحب إحدى الفرق وقرر تقديمه للجمهور رغم صغر سنه، بل إنه علق على باب المسرح إعلانًا يقول الطفل الأعجوبة الذي يغنى لسلامة حجازي.
وفي عام 1925، كانت بداية اعتراف المجتمع الفني بمحمد عبد الوهاب، عندما استدعته سلطانة الطرب منيرة المهدية وطلبت منه إكمال تلحين رواية لم يكملها سيد درويش قبل وفاته، ألا وهي رواية كليوباترا. ولا شك أن هذه الخطوة قد أفادت عبد الوهاب كثيرًا، وكانت تحولا كبيرا في حياته المهنية.
دخل عبد الوهاب عالم السينما بأول فيلم غنائي له (الوردة البيضاء) وعمره 29 عامًا، وأتبع هذا الفيلم بخمسة أفلام أخرى، قام ببطولتها تمثيلا وغناء كان آخرها عام 1947 وعمره 43 عامًا، ثم اشترك بالغناء فقط في فيلمين أحدهما هو غزل البنات مع ليلى مراد ونجيب الريحاني عام 1949، والآخر كان فيلم منتهى الفرح عام 1963.
واستدعى الرئيس المصري الأسبق أنور السادات الموسيقار محمد عبد الوهاب وطلب منه طلبا رئاسيا بتلحين النشيد الوطني، وقد غمر الفرح محمد عبد الوهاب لهذا الطلب المشرف، كما منحه السادات رتبة عسكرية فخرية وهي رتبة لواء، كما حصل على عدة جوائز أخرى، منها: الميدالية الذهبية للرواد الأوائل في السينما المصرية، ووسام الاستحقاق من الرئيس جمال عبد الناصر، والميدالية الفضية في العيد الفضي للتيلفزيون، وسام الاستقلال، الميدالية الذهبية في العيد الذهبي للإذاعة وغيرها من الجوائز.
ويذكر الموسيقار عبد الوهاب أن أول لقاء بينه وبين كوكب الشرق أم كلثوم لم يكن على ما يرام وذلك لأنه عرض عليها أغنية «غاير من اللي هواكي قبلي ولو كنت جاهله»، ولكن رفضت أم كلثوم أن تغنيها فغناها عبد الوهاب، وحتى نهاية فترة الأربعينات كانت الصحف تطلق على كل من عبد الوهاب وأم كلثوم العدوين، وكانت هناك الكثير من المحاولات للصلح بينهما ولكن دون جدوى.
إلى أن تم الصلح بأغنية «أنت عمري» التي لحنها عبد الوهاب لأم كلثوم كأول تعامل بينهما وحققت نجاحاً كبيراً، ومنذ ذلك الحين أصبحت أم كلثوم صديقة لعبد الوهاب وقدم لها العديد من الألحان الجميلة، كما قدم لها لحن أغنية أمل حياتي، هذه ليلتي، ودارت الأيام، وغيرها الكثير، وأطلق على التعاون بينهما اسم لقاء السحاب.
في عام 1944 تزوج محمد عبد الوهاب من زوجته الثانية إقبال وأنجبت له خمسة أبناء هم أحمد ومحمد وعصمت وعفت وعائشة، واستمر زواجهما سبعة عشر عامًا وانتهى بالطلاق في عام 1957.
وافته المنية في الرابع من مايو، عام 1991 إثر إصابته وقتها بجلطةٍ دماغيةٍ ألمّت به.