«آبل» تتخلى عن حلم إنتاج سيارتها الكهربائية
بعدما تشبع السوق من جوالات الآيفون، وأصبح الأفراد يقومون بتحديث أجهزتهم بشكل أقل عما اعتادوا عليه في السابق، فكرت شركة آبل الأمريكية في طرح سيارة تعمل بالكهرباء، بعدما كافحت في السنوات الأخيرة لإيجاد سبل جديدة للنمو، ولكنها تخلت،عن حلمها لتصنيع سياراتها الكهربائية ذات إمكانات للقيادة الذاتية، وهو مشروع كانت تعمل عليه منذ ما يقرب من عقد زمني، في خطط كان ينظر إليها على أن لديها القدرة على إحداث تحول في صناعة السيارات.
وتم إخطار فريق صانعة الآيفون - المعروف باسم «بروجكت تيتان» - الذي يبلغ إجماليه 2000 موظف تقريبًا، أن الشركة سوف تُنهي جهودها لتصنيع سيارة، لكنها تعزز استثماراتها في مجالات الذكاء الاصطناعي التوليدى.
في حين ذكرت "بلومبرج" أن بعضا من موظفي هذا الفريق سينتقلون إلى مجموعة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة بينما سيتم تسريح بقية الموظفين.
وتعد هذه الخطوة نادرة من قبل شركة «آبل»، لأنها عادة لا تتخلى عن مثل هذه المشروعات رفيعة المستوى، كما أن هذا المشروع كان مهمًا للشركة لأنه كان بمثابة رد على التصور بأن الشركة التي يقع مقرها في كاليفورنيا فقدت قدرتها على الإبتكار، كما أنه سيعزز إيراداتها التي تعتمد في جزء كبير منها على الآيفون.
وقال «تيم كوك» المدير التنفيذي للشركة في السابق إلى الاهتمام بمجال السيارات، الذي كان مهمًا بالنسبة له شخصيًا لأن الشركة تحت قيادته طرحت عددًا ضئيلاً من الأجهزة الجديدة منها «آبل واتش» ونظارات الواقع الافتراضي «فيجن برو» التي طرحت هذا الشهر بسعر 3500 دولار من أجل منافسة ما تنتجه «ميتا».
وكان الهدف من السيارة التي أنفقت الشركة مليارات الدولار في البحث والتطوير المتعلق بها، أن تكون منافسًا للسيارات الكهربائية التي تنتجها شركة «تسلا» والتي تتضمن مزايا القيادة الذاتية.
بداية الفكرة
أثارت فكرة طرح شركة التكنولوجيا الأمريكية لسيارة مخاوف المسؤولين التنفيذيين بالصناعة منذ منتصف عام 2010، وذلك لأن السيارات أصبحت بمثابة أجهزة كمبيوتر تسير على عجلات مع ميزات قابلة للتحديث وشاشات كبرى تعمل باللمس، أي أنها تحولت إلى نوع من الأجهزة لدى "آبل" نقاط قوة به.
وبدأت الشركة العمل على السيارة منذ عام 2014 تقريبًا، مستهدفة تطوير سيارة كهربائية ذاتية القيادة تمامًا ذات تصميم داخلي يشبه سيارة الليموزين، لكن المشروع واجه صعوبات منذ بدايته.
وأنفقت الشركة بالفعل مليارات الدولارات على البحث والتطوير في مشروع السيارة، وخضع فريق المشروع لعدة جوالات من إعادة الهيكلة وتحول الاستراتيجيات على مدار السنين.
وأنفقت شركة «آبل» حوالي 30 مليار دولار على البحث والتطوير في عام 2023، بإرتفاع 14% عن العام السابق، وتتضمن ميزانية البحث والتطوير استثمارات في البرمجيات والميزات الجديدة لمنتجاتها الحالية مثل آيفون.
العمل على المشروع
وقبل التخلي عن المشروع، كانت «آبل» لا تزال بعيدة عن إنتاج السيارة وفكرت في عدة تصاميم مختلفة، وبعيدًا عن شكل السيارة، كان الوصول لتكنولوجيا القيادة الذاتية يمثل تحديًا كبيرًا لها، واستعانت الشركة بموظفين من مختلف توجهات الصناعة للعمل على المشروع بما يشمل مصممين من شركات «أستون مارتن» و«لامبورجيني» و«بي إم دبليو» و«بورش».
التخلى عن المشروع
ولكن في الأشهر الأخيرة فقد نمو مبيعات السيارات الكهربائية زخمه، بعدما أدى إرتفاع الأسعار ونقص البنية التحتية اللازمة للشحن إلى إعراض المشترين الرئيسيين عن التحول إلى السيارات العاملة بالبطاريات بالكامل.
على سبيل المثال، تركز «جنرال موتورز» و«فورد» على إنتاج المزيد من السيارات الهجينة بعد مواجهة الطلب الضعيف على المركبات الكهربائية، إلى جانب الإختناقات المتعلقة بالتصنيع، كما تعمل شركات الصناعة على خفض أسعار الموديلات الكهربائية ومستهدفات الإنتاج وتوقعات الأرباح، وحتى رائدة الصناعة «تسلا» قد حذرت من أن معدل نموها سيكون أقل هذا العام.