فى يوم الشهيد
زوجة الشهيد العقيد أسامة محمد: «نال ما كان يتمناه»
تتذكر الدكتورة هبة أحمد، زوجة الشهيد عقيد أسامة محمد عبد الحليم، الذى استشهد فى إحدى العمليات بشمال سيناء فى يونيو 2022، فهى زوجة شهيد، وأم لأبناء الشهيد.
ففى يوم الشهيد دائما ما نذكر أنهم ضحوا بأنفسهم من أجل الوطن، فعامة الناس تعيش وتموت، لكن الصفوة وحدهم هم من يختصهم القدر ليكونوا شهداء، فيصبح الفرد إنسانا ويعيش مناضلا، ويموت بطلا أو شهيدا، العقيد أسامة محمد عبد الحليم، أحد أبطال القوات المسلحة، الذين نالوا الشهادة على رمال سيناء فى إحدى المداهمات من أجل تطهير أرضها من الارهاب لينعم أبناء الوطن بالأمن والاستقرار وينعم هو بالخلود فى جنات عدن.
وتقول د. هبة أحمد: إن الشهيد كان محبا لعملة جدا، وهو من سعى للانتقال إلى شمال سيناء من أجل محاربة الارهاب، كنت خائفة عليه ولكنه أصر فى النهاية على الذهاب الى سيناء, وظل بها أكثر من عشر سنوات, بالإضافة الى يقينه الداخلى أنه سوف ينال الشهاده, ودائما ما كان يخبر أبنه سيف 16 سنه بأنه سوف ينال الشهاده, وأنه يتعامل معه كرجل من أجل حمل لواء الأسرة من بعده, كانت خدمته فى العريش ورفح والشيخ زويد, ورفض الرضوخ لطلباتى فى إنهاء خدمته فى سيناء والنزول الى القاهرة فكان يردد دائما لن أعود من هناك إلا وأنا شهيد.
أضافت، أنه نال الشهاده قبل انتقاله للقاهرة بأسبوع, ولكنه نال ما كان يتمناه وأصبح شهيد, وتقول أنه كان طيبا جدا ومحبا لعمله, وكنت كثيرا ما أسأله: تخيل نفسك لو لم تكن ضابطا فى الجيش ماذا كنت ستصبح فكان يقول:" أنا ربنا خالقنى ضابط جيش مقاتل, ومش هعرف أكون غير كده".
تابعت، وقبل استشهاده بأسبوع جلس مع ابنه الكبير سيف وقال له: "عاوزك تكون راجل وتعرف انك إبن شهيد: فقال له سيف: "ليه يا بابا بتقول كده ربنا يديك الصحة وطولة العمر"، وبعد شهادته لم يستوعب أبنائه ما حدث ووجدوا صعوبة فى تجاوز فكرة أنه لم يعد موجودا معهم, فهم إلى الآن متاثرين بشهادته, وفى جنازته العسكرية لم يكن سيف مستوعبا، وكان منعزلا ولم يتعامل مع أحد فبدأت فى أن أحدثه إن بابا عاوز يشوفك كويس, فبدأ يعدل من سلوكه فى الانتباه لدروسه ولا أنسى فضل أصحاب والده فى العمل الذين بدأوا يتعاملون مع أبنائى كأنهم أبنائهم.
أما عن إبنته حنين، 14 عاما، فتقول والدتها: لا يمر يوما إلا وتتحدث عنه, فسيرته دائما على لسانها وكثيرا ما تحلم به فى منامها, وهى مقتنعه بفكرة أنه موجود حولها فى كل مكان, وأنه يشاهد ما تفعله, فهى تذاكر لأن والدها يراها وتلبس ما كان يحبه, حتى على السفرة تأكل ما كان يحبه والدها, ونحن نعمل الحلو حتى يكون بابا مبسوط منى.
وتقول زوجة الشهيد، إن سيف ابنه لديه الرغبة فى الدخول للكلية العسكرية ليكون مقاتلا مثل والده, وتضيف: إن القوات المسلحة كنت داعما قويا للأولاد فى كل مناسبة, ودائما ما يكلموهم فى التليفون من اجل تلبية أى طلبات لهم، ففعلا الجيش لا ينسى أبنائه.