وزيرة الهجرة تعقد مؤتمرًا توعويًا لأهالي القرى المصدرة للهجرة غير الشرعية بالفيوم
عقدت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، مؤتمرًا جماهيريًا توعويًا لعدد من الأهالي بالقرى المصدرة للهجرة غير الشرعية بمحافظة الفيوم، وذلك ضمن فعاليات تنفيذ المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة" بالمحافظات الأكثر تصديراً لتلك، بحضور الدكتور المحافظ أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، ودعاء قدري رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير وسارة مأمون معاون وزيرة الهجرة للمشروعات والتعاون الدولي وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة، وممثلي المجلس القومي للمرأة وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.
وفي بداية كلمتها، أعربت السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، عن سعادتها بتواجدها في محافظة الفيوم؛ حيث تمثل المحطة الثامنة من الزيارات الميدانية في إطار المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة" المعنية بها وزارة الهجرة بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي، موجهة الشكر والتقدير للدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال والجهد الكبير الذي بُذل حرصًا على تعزيز التعاون المثمر بين وزارة الهجرة ومحافظة الفيوم.
كما توجهت وزيرة الهجرة بالشكر لشركاء النجاح، من أعضاء المجلس القومي للمرأة، والممثلين عن "مؤسسة صناع الخير"، وكذلك جمعية "صلاح الدين" وغرفة المركز المصري ـ الألماني التابع لوزارة الهجرة، بالإضافة إلى جهاز تنمية المشروعات والذي يتعاون مع وزارة الهجرة في العديد من الملفات المشتركة، خاصة المبادرتين الرئاستين "مراكب النجاة" و "حياة كريمة"، على أن تبقى سمة هذا التعاون هو الحرص الدائم على تعزيز التعاون والشراكة في سبيل توفير حياة كريمة للمواطنين وتحقيق النهضة لبلدنا الحبيب.
وقالت وزيرة الهجرة إن محافظة الفيوم هي زهرة محافظات شمال صعيد مصر وأكبر واحة طبيعية في مصر، وواحدة من أهم المناطق السياحية التي يجتمع فيها كل عناصر الجذب السياحي؛ حيث تمتاز بجمال الطبيعة وجوها المعتدل طول العام، وكما أنها احتضنت العديد من الحضارات منذ فجر التاريخ، لافتة إلى ضرورة تشجيع المصريين في الخارج على زيارة الفيوم من خلال مطار سفنكس الدولي، كأقرب مطار للمحافظة، بما يسهم في تعزيز الحركة السياحية إلى المحافظة والمعالم البارزة بها مثل وادي الريان ووادي حيتان، وبالتالي انتعاش الحركة التجارية والاقتصادية بها.
وقالت وزيرة الهجرة إنها تفقدت المدرسة الفندقية في قرية دمو بالفيوم، والتي من شأنها أن تتحول لواحد من أعمدة المركز المصري الإيطالي للتدريب من أجل التوظيف والاندماج، والذي تعمل وزارة الهجرة على إنشاءه بالتعاون مع الجانب الإيطالي، بهدف تدريب الشباب المصري وفق أعلى المعايير العالمية لتناسب احتياجات سوق العمل المصري وكذا سوق العمل الإيطالي والأوروبي، وهذا المركز الذي سيكون ضمن مجموعة من المراكز تحت المظلة الوطنية للهجرة تحت مسمى "المركز المصري للهجرة"، تلك المبادرة التي تتولاها وزارة الهجرة على مستوى الدولة المصرية، وذلك في إطار المشاورات الجارية مع عدد من الدول مثل إيطاليا وهولندا والسعودية، لإنشاء مراكز تدريب وتأهيل للشباب المصري، تكون مماثلة للمركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الادماج الذي يعد نموذجا مبهرا في هذا المجال.
وفي هذا السياق، تناولت وزيرة الهجرة جهود إنشاء "المركز المصري للهجرة" على المستوى الوطني وتحت إشراف وزارة الهجرة، ودولة رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولي بشكل شخصي، لدعم منظومة التشغيل من أجل التوظيف على المستوى الوطني، والذي من المنتظر أن يرى النور في المرحلة القادمة وسيضم كافة الجهات المعنية بالتدريب من أجل التوظيف على مستوى مصر، والعمل على خلق الفرص البديلة لشبابنا، ومشيرة أيضا إلى تنفيذ برنامج "من أجل مقاربة شاملة لحوكمة هجرة اليد العاملة وتنقل العمال في شمال أفريقيا (THAMM)، بالتعاون ما بين وزارة الهجرة والاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية وبالتنسيق مع عدد من المؤسسات الدولية الفاعلة لصقل مهارات الشباب في مجالات صناعية وحرفية متنوعة.
كما أكدت السفيرة سها جندي أنه تم الاتفاق مع محافظ الفيوم على الترويج للفرص الاستثمارية بالمحافظة من خلال المستثمرين المصريين بالخارج، والتطبيق الإلكتروني الخاص بالمصريين بالخارج، وعلى البدء في تحويل غرفة المركز المصري الألماني في الفيوم إلى مركز متكامل يستطيع خدمة عدد أكبر من شباب المحافظة، للحفاظ على هؤلاء الشباب من خلال توفير تدريب وتأهيل بمعايير عالمية، وفق احتياجات ومتطلبات سوق العمل الخارجي وخاصة الأوروبية.
وفي السياق ذاته، استعرضت وزيرة الهجرة جهود الوزارة في التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية والترويج للهجرة الآمنة في 14 محافظة مصدرة للهجرة غير الشرعية، منذ انطلاق المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة"، ضمن توصيات منتدى شباب العالم، بالتعاون مع وزارات ومؤسسات الدولة المعنية، واستكمال جهود التوعية في عدة محافظات، ومن بينها محافظة الدقهلية، والترويج للمنتجات والحرف التراثية التي تمتاز بها المحافظات المختلفة، بجانب جهود المركز المصري الألماني للتوظيف والهجرة وإعادة الإدماج، في التوعية والتدريب من أجل التوظيف، مؤكدة العزم والحرص على توفير كافة سبل الدعم للمواطن البسيط ورغبتنا الصادقة في توفير كافة متطلبات الحياة الكريمة في الجمهورية الجديدة، والوقوف على كافة احتياجاتهم من خلال توفير كافة سبل الدعم بالتعاون مع شركاء النجاح في مجالات التدريب والتأهيل من أجل التوظيف والتنمية؛ والصحة، والتعليم وريادة الأعمال وبما يحقق مصالح كافة فئات الشعب ويحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، حرصا منا علي حياة أبناؤنا ولتحقيق طفرة تنموية تنعكس آثارها بشكل مباشر على المواطن من خلال جهود التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية وتوفير البدائل الآمنة له لحياة كريمة سواء في بلده او في أسواق العمل الخارجية.
كما تحدثت الوزيرة عن دور وزارة الهجرة وجهودها في تنفيذ أهداف المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة" وأبرز الجهود والبرامج التي قامت بها وزارة الهجرة في محافظة الفيوم خلال الفترة من 2021 إلى 2024، وكذلك عن التعاون والتنسيق في هذا الصدد مع وزارة الإسكان، وكذلك مع مؤسسة "صناع الخير" في مجال القوافل الطبية في قرى المحافظات الأكثر تصديرا للهجرة غير الشرعية.
من جانبه رحب محافظ الفيوم د. أحمد الأنصاري بوزيرة الهجرة، والوفد المرافق لها، مثمناً زيارتهم الناجحة للمحافظة، كما قدم شكره لمسئولي جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، والمجلس القومي للمرأة، ومختلف الجهات ذات الصلة، وشركاء النجاح، الذين أسهموا في تفعيل أهداف المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة"، لمواجهة الهجرة غير الشرعية، وتشجيع العمل الحر، وتنفيذ المشروعات التنموية بالشكل الذي يسهم في الارتقاء بالمستوى الاقتصادي للمواطن المصري بالفيوم.
وأضاف المحافظ أن الدولة المصرية خلال ال ١٠ سنوات الأخيرة شهدت طفرة تنموية كبيرة، في ظل رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بما يؤكد قدرة الدولة المصرية على تجاوز التحديات، لافتا أن مبادرة "مراكب النجاة" تم إطلاقها خلال منتدى شباب العالم، وكانت الفيوم المكان الأول لإطلاق تلك المبادرة، مؤكداً أن مواجهة الهجرة غير الشرعية تحتاج إلى تكاتف جميع الجهود، سواء الحكومية أو غير الحكومية ممثلة في المؤسسات والمنظمات والجمعيات الأهلية.
كما أشار محافظ الفيوم إلى أهمية استغلال كافة الفرص الاستثمارية بمختلف القطاعات على أرض المحافظة، بالشكل الذي يجعل المحافظة جاذبة للاستثمارات الأجنبية، وليس أدل على ذلك من النماذج الناجحة من الشباب والفتيات الذين نفذوا مشروعات تنموية ساعدت في الارتقاء الاقتصادي لأسرهم، وتوفير العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، مؤكداً أن الهجرة غير الشرعية هي امتهان لشخصية الفرد حتى وإن حققت بعض العوائد المادية، فلابد أن يبنى الفرد نفسه من داخل وطنه، مؤكدا أن النماذج المصرية الناجحة بالخارج، سلكت الطرق الشرعية للهجرة إلى بلدان أوروبا، وتابع: "أن القادم أفضل لمصر وأبنائها، لكن لا بد من تكاتف الجميع وتضافر جهودهم في بناء مصر الجديدة، رغم كل التحديات التي تشهدها معظم دول العالم ومنها مصر، موجها الدعوة لوزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، لتكرار الزيارة مرة أخرى لمحافظة الفيوم".