«يا بخته اللي يرضى عليه مرسي جميل عزيز».. ذكرى رحيل شاعر الـ1000 أغنية
تحل اليوم الجمعة، الذكرى الـ44 لرحيل الشاعر الكبير مرسي جميل عزيز؛ حيث توفي في 9 فبراير 1980، وهو أحد أشهر شعراء الأغنية العامية المصرية في القرن العشرين، وهو فارس الأغنية العاطفية، جسدت كلماته التي تغنى بها كبار المطربين أرق المشاعر والأحاسيس.
كان مرسي جميل عزيز شاعرًا غزير الإنتاج، تعامل مع عمالقة الطرب في الزمن الجميل، وفي مقدمتهم كوكب الشرق أم كلثوم والعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وساهم من في شهرة عدد من كبار المطربين، وكتب أكثر من 1000 أغنية وقصيدة خلال مشوار امتد 40 عاما.
ولد فى مدينة الزقازيق فى 15 فبراير عام 1921 لأب يعمل تاجر فاكهة، وعمل ابنه فى مهنة أبيه فى بداية حياته واستفاد منها حيث تأثر بنداءات الباعة وبالأغانى الشعبية وأغانى التراث وحفظها واستوعبها.
كان مرسى جميل عزيز واسع الثقافة، وحفظ القرآن فى طفولته وصباه، كما حفظ المعلقات السبع والكثير من الدواوين؛ وهو ما جعل لديه تنوع كبير فى مفرداته الغنائية وأفكاره.
كان لمرسى جميل عزيز دور كبير فى نجاح أساطير الغناء والطرب الذين تغنوا بكلماته ومنهم كوكب الشرق أم كلثوم التى كتب لها الثلاثية الشهيرة التى لحنها بليغ حمدى " سيرة الحب، فات الميعاد، ألف ليلة وليلة"، كما كان له دور كبير فى نجاح فايزة أحمد التى كتب لها أشهر وأجمل أغانيها، ومنها «تمر حنة، يامه القمر ع الباب، ليه يا قلبي ليه، حيران، بيت العز»، كما كان الشاعر المصرى المعاصر الوحيد الذى غنت من أشعاره فيروز قصيدة " سوف أحيا" فضلا عن أروع أغانى نجاة الصغيرة وشادية ومحمد قنديل ووردة.
دور مرسي جميل عزيز في حياة العندليب
وكان لمرسى جميل عزيز دور كبير فى حياة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ؛ حيث كان من القلائل الذين عرفوا العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ قبل بداية مشواره الفنى، وظلت هذه العلاقة قوية حتى وفاة حليم.
وكان العندليب يزور منزل الشاعر الكبير، سواء فى الزقازيق أو القاهرة أو الإسكندرية، وزاره قبل آخر حفلاته ودعاه لحضورها.
كما كان مرسي جميل عزيز سببا فى دخول العندليب مجال التمثيل السينمائى؛ حيث إن بداية العلاقة بين شاعر الألف أغنية وحليم كانت عندما اصطحب حليم الموسيقار الكبير محمد الموجى، وهما فى بداية مشوارهما الفنى، وتوجها إلى منزل الشاعر الكبير فى الزقازيق، حيث قال حليم للموجى وقتها: "يا بخته اللى يرضى عليه مرسى جميل عزيز، ويديله أغنية علشان يلحنها أو يغنيها"، حيث كان عزيز يسبقهما فى الشهرة.
وكشف اللواء مجدى مرسى جميل عزيز، أن والده كان يرعى العندليب بشكل شخصى وفنى رعاية كبيرة، وأعطاه عددا كبيرا من الأغانى، وصل إلى حوالى 35 أغنية منها أغانى أشهر أفلام العندليب.
كما كشف ابن شاعر الألف أغنية أن والده كان سببا فى دخول حليم مجال التمثيل السينمائى؛ حيث أقنع المنتج والمخرج حلمى حليم، الذى أنتج فيلم "أيامنا الحلوة"، وهو أول أفلام العندليب بأن يغير فى أحداث الفيلم، ليكون بطولة جماعية، وبه مساحة كبيرة للأغانى، وأقنع حليم بالتمثيل، مشيرا إلى أن الشاعر مرسى جميل عزيز اصطحب حليم فى أول مرة يدخل فيها البلاتوه لإجراء "تيست كاميرا" وكتب له أغانى الفيلم، ومنها: الحلو حياتى وروحى، وليه تشغل بالك، وهى دى هى، ويا قلبى خبى.
كما كتب مرسي جميل عزيز للعندليب أغانى فيلم "حكاية حب"، وكان أيضا إنتاج وإخراج حلمى حليم، وغنى فيه حليم مجموعة من أجمل وأشهر أغانيه ومنها: فى يوم فى شهر، بتلومونى ليه، بحلم بيك، حبك نار، موضحا أنه كان مفترضا أن يغنى فى الفيلم أغنية خامسة، وهى "اسبقنى يا قلبى"، لكن لم يتم تصويرها فى الفيلم حيث طالت مدته.