قطر تستهدف إبرام صفقات كبيرة للغاز الطبيعي المسال مع الهند
تسعى قطر لبيع مزيد من الغاز الطبيعي المسال إلى الهند، التي من المتوقع أن تتضاعف وارداتها من الوقود فائق التبريد بحلول نهاية العقد.
ستعقد الدولة الخليجية محادثات رفيعة المستوى مع شركة "جايل إنديا" (Gail India) و"إنديان أويل" (Indian Oil) خلال أسبوع الطاقة الهندي المنعقد في ولاية "جوا"، وفقاً لما ذكره مسؤولون مطلعون على المناقشات.
وقال المتعاملون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم كون المفاوضات سرية، إنه من المحتمل أيضاً تمديد عقد توريد طويل الأجل مع شركة "بترونت" (Petronet) للغاز الطبيعي المسال، والذي سينتهي في عام 2028، مضيفين أن التجديد سيكون لـ7.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً وستغطي قطر تكاليف الشحن، وهو شرط غير مدرج في العقد الحالي.
وتابع المسؤولون أن المشترين الهنود يطالبون بأسعار أدنى من الصفقات السابقة التي وقعتها قطر في السنوات القليلة الماضية، ولفتوا إلى أنه من المقرر أن يحضر سعد شريدة الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري، المفاوضات بشأن إبرام العقود التي قد تستمر لعقود.
تتعرض قطر، ثالث أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، والهند لضغوط لتوقيع صفقات طويلة الأجل، ويحتاج مشروع توسعة الغاز الضخم في الدولة الشرق أوسطية- والذي سيرفع الصادرات بحوالي الثلثين حتى عام 2027- إلى عملاء، حيث تم بيع حوالي نصفه فقط حتى الآن، وفقاً لـ"بلومبرج إن إي إف".
الهند تعزز واردات الغاز
في الوقت نفسه، ترغب نيودلهي في تعزيز الواردات لرفع حصة الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة لديها إلى 15% بحلول 2030 من حوالي 6.7% في نهاية 2023، وتهدف هذه الخطوة إلى تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري الأكثر تلويثاً، مثل الفحم والنفط.
كما تريد الشركات الهندية إبرام صفقات طويلة الأجل لتأمين الإمدادات بأسعار معقولة، بدلاً من الاعتماد على السوق الفورية المتقلبة وباهظة التكاليف في بعض الأحيان، واستوردت الهند حوالي 21 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في عام 2023، حسب بيانات تتبع السفن التي جمعتها "بلومبرج"، ومن المتوقع أن تصل عمليات التسليم إلى 40 مليون طن على الأقل بحلول 2030 مع بدء تشغيل محطات الاستيراد الجديدة، وفقًا للمتعاملين.
واستطرد المتعاملون أن ذلك قد لا يكون كافياً لتحقيق هدف الحكومة فيما يتعلق بالغاز، خاصة إذا تعثر الإنتاج المحلي، وأوضحوا أن الموردين الآخرين، بما في ذلك شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وشركة "شل"، يحاولون الاستفادة من مؤتمر جوا لاقتناص عقود طويلة الأجل مع الهند.