«التواصل البصري في مصر والنرويج» ضمن مناقشات معرض الكتاب 2024
استضافت القاعة الدولية، في إطار البرنامج الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، ندوة نقاشية بعنوان "لقاء الرسامين: التواصل البصري في مصر والنرويج".
جاءت الندوة بحضور الكاتبة ورسامة كتب الأطفال النرويجية نورا دوسنيس، والرسامة والكاتبة النرويجية إليسا ليما دا فاريا، والرسام المصري مصطفى هويدي، فيما أدارت النقاش الكاتبة والمترجمة شيرين عبد الوهاب.
وتناولت الحلقة النقاشية موضوع البعد البصري بين الفنانين والرسامين في مصر والنرويج، مستعرضة كيف يمكن أن تؤثر البيئة وأسلوب الحياة بشكل كبير على تجاربهم الفنية. كما تطرقت إلى كيفية تأثير هذه العوامل على عملية الرسم وكيف يمكن أن تسهم في خلق فروق ثقافية بين الفنانين.
قال الرسام والكاتب مصطفى هويدي: "في الواقع، أستلهم الألوان من البيئة المحيطة بي أو من البيئة التي أستمد منها القصة. على سبيل المثال، عندما أرسم قصة في الأقصر وأسوان، تسودها الألوان المستوحاة من المعابد والآثار المصرية القديمة. أو إذا كانت القصة في الإسكندرية، فإن ألوان البحر والأزرق تكون السائدة. أتعامل مع الألوان بناءً على البيئة التي تدور فيها القصة".
وأضاف مصطفى هويدي في حديثه حول كيفية التعاون مع كاتب كرسام: "أُفضل العمل في القصص التي أكتبها بنفسي. أما العمل مع كاتب، يكون هناك نوع من الصعوبة. عندما أكون أنا الكاتب، يكون لدي مطلق حرية وضع أفكاري على الورق. أما عندما أعمل مع كاتب آخر، أجد صعوبة في ذلك، إذ نحتاج وقتًا طويلاً لتحقيق التوافق في الرؤى".
وشدد على أن هناك بعض القيود التي قد تواجه الرسامون في المجتمعات الشرقية، حيث لا تسمح معايير المجتمع بوجود بعض الرسومات التي يصعب تقديمها في الجمهور. ويمكن توصيل نفس الرسالة بوجود حيل أخرى لتوضيح المعنى دون اللجوء إلى صور تتنافى مع عادات وقيم المجتمع.
فيما شرحت الكاتبة ورسامة كتب الأطفال النرويجية "نورا دوسنيس" أن عملية التواصل البصري بالنسبة لهم تستمد من البيئة التي يعيشون فيها. عندما يتجولون في المدينة ويشاهدون ما حولهم، يكون لذلك تأثير كبير على الألوان التي يستخدمونها في قصصهم. كما أشاروا إلى أنهم يشترون الكتب جميعًا في النرويج، وعندما يلتقطون كتابًا، ينظرون إلى الألوان التي تميز غلافه.
وأشارت "دوسنيس" إلى أن هناك بعض الموضوعات التي يصعب التحدث عنها، ويجب أن يختاروا ما يلائم القارئ ويتناسب مع القيم المجتمعية. وفقًا للقيم المجتمعية، هناك بعض الرسومات التي وجدتها عنيفة ولا تتناسب مع المجتمع في النرويج. لذا قررت تخفيف حدتها والتقيد بالنص فقط دون تأثيرها على الصورة.
بينما أكدت الرسامة والكاتبة النرويجية "إليسا ليما دا فاريا" أهمية التواصل البصري في كتابة ورسم القصص. في النرويج، حيث يعتمدون كثيرًا على الصور في سرد القصص، يعتبر البصر المصدر الرئيسي للتعبير. يقولون إن لديهم الأشخاص والألوان من حولهم يحكون لهم القصة. هناك كتب صامتة دون نصوص وكتب تحتوي فقط على صور، مما يتيح للقارئ قراءة القصة بطريقته الخاصة، وفي الكتب المصورة يمكن قراءتها بسهولة.
وأشارت "إليسا" إلى أن بعض الرسوم التوضيحية التي تقوم برسمها تعبر عن مشاعرها، وأن النص يحمل تفاصيل القصة أو يشرحها. بالنسبة لها، تعتبر الرسوم وسيلة سهلة للتعبير عن المشاعر.