ندوة بمعرض الكتاب: مصر دولة عظمى ثقافيا ونحتاج لأكثر من مشروع للترجمة
أكد المشاركون في ندوة مؤسسات النشر ودورها في تعميق الوعي لدى الشباب "الشباب ومؤسسات النشر" المقامة بالتعاون مع تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين في محور ظواهر ثقافية اجتماعية ضمن فعاليات الدورة الـــ 55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم/الخميس/، أن مصر دولة عظمى ثقافيا، وأن المجتمع يحتاج لأكثر من مشروع للترجمة.
فمن جانبه، قال رامي جلال عضو مجلس الشيوخ، إن مصر دولة عظمى ثقافيا وعلينا أن ننطلق في الاستفادة من ذلك على الصعيد الثقافي والاقتصادي وأن الغرض من معارض الكتاب ليس تعليم الناس القراءة، ولكن الأصل هو اجتذاب قراء مُحتملين ليصبحوا قراء مُحترفين في المستقبل وهذا ما يحدث في معرض القاهرة للكتاب حينما نرى من يأتي كزائر ولا يشتري كتبا لأنه في العام القادم سيكون قارئ.
وتابع أنه توجه إلى الكتاب الإلكتروني توفيرا للنفقات .. موضحا أن المهم المعلومة والفكرة وليس الوسيلة التي نقرأ من خلالها.. مشيرا إلى أن البدائل الإلكترونية للكتاب الورقي أشعرت دور النشر أنها متراجعة فاتجهت للتعاقد مع مؤثري منصات التواصل الاجتماعي المشاهير لكي تزيد مبيعات وهذا أظهر كتبا ليست عميقة ولا ترفع من مستوى الوعي ولا تشجع على الحوار.
وقال إن الوعي هو قدرتنا على فهم الأشياء وإدراكها وهذا ليس من القراءة فقط ولكن الاستماع ايضا، ولكن الوعي الناتج عن القراءة متراكم وقوي، مشيرا إلى أن المجتمع القارئ أكثر وعيا من المجتمع المستمع، كذلك لا يمكن استقطاب مجتمع قارئ بسهولة أو نشر الشائعات بين أفراده.
وأضاف أنه في حال إذا حصرنا الكتابة الأكاديمية منذ عام ٢٠٠٠ نجد آلاف الرسائل والأبحاث الأكاديمية ولكنها لم تساعد الدولة بسبب أنها إعادة إنتاج لمًا أنتجه الآخرون وهذا يرجع لأن الباحث لا يقرأ، مشددا على أن الذي لا يقرأ لا يمكن أن يكتب.
وشدد على أنه من الضروري فهم أن أصل مشكلات المجتمع مشكلات ثقافية وهي أساس التقدم الاقتصادي والتعايش والبناء في المجتمع.
وبالنسبة لحرية الكاتب، قال الدكتور رامي عبد الباقي عضو اتحاد كتاب مصر، إن الخطوط الحمراء ليست ثابتة وتختلف من وقت لآخر، وسقف الحرية حاليا عال جدا بالنسبة لأوقات سابقة.
وبدوره، قال مارك مجدي الكاتب والمترجم: "لا يمكن تناول الترجمة بوصفها كيف ننقل المنتج الأجنبي، ولكن هو نقل ثقافة وسياق حضاري"، مشيرا إلى أن هناك ثقافة سائدة أن التراث هو الأساس مما يعوق حركة الترجمة.
ولفت إلى أن هناك ضعفا في حركة الترجمة ولكن هناك نقلة حدثت في المشروع القومي للترجمة الذي اسسه وزير الثقافة الراحل جابر عصفور، وأنه بالنسبة لحجم المجتمع المصري نحتاج للمزيد من مشروعات الترجمة.
وأضاف أن جزءا من أزمة الترجمة ارتباط المترجمين بالحياة الاقتصادية فالمترجم المصري أقل المتقاضين ماديا في الوطن العربي، معربا عن أمله في أن تشكل "التنسيقية" كيانا يرعى الترجمة والمترجمين، وينظم نشاطهم.
وفي السياق نفسه، قال محمد شوقي صاحب دار نشر "عصير الكتب"، إن "تجربتنا كانت بسيطة لشباب ينظمون ورشا لجذب الناس مرة أخرى لحب القراءة وتحولت إلى دار نشر أننا تعلمنا من أخطاء الماضي في الدورات السابقة لمعرض الكتاب واكتسبنا خبرة المشاركة في معارض الكتاب بالممارسة".
ووجه شوقي نصيحة لمن ينشر لأول مرة بأن يتوجه إلى خبير ويأخذ بنصيحته ومشورته، ثم يحرص على التأكد أن دار النشر التي يتعاقد معها مسجلة في الاتحادات المحلية والدولية، ومطالعة معارض الكتب والمكتبات الكبرى ويزيد خبرته في مجال سوق الكتب، واختيار دار النشر متوافقة مع نوع ما يكتبه.