ارتفاع أسعار النفط بعد هجمات صعدت التوترات في الشرق الأوسط

ارتفعت أسعار النفط بعد هجمات منفصلة شنها مسلحون مدعومون من إيران وأدت إلى مقتل جنود أمريكيين في الأردن وإصابة ناقلة وقود في البحر الأحمر، وهو ما يمثل تصعيداً ملحوظاً للتوترات في الشرق الأوسط.

قال البيت الأبيض إن المسلحين المدعومين من إيران قتلوا ثلاثة من أفراد الخدمة وأصابوا 25 آخرين في هجوم بطائرة بدون طيار، وهي أول حالة لمقتل جنود أمريكيين من هجوم منذ أن دخلت إسرائيل وحماس في الحرب. 

وجاء ذلك في أعقاب هجوم صاروخي للحوثيين يوم الجمعة على ناقلة تعمل لصالح مجموعة ترافيغورا تحمل الوقود الروسي، وهي الضربة الأكثر تأثيراً حتى الآن على سفينة تحمل الطاقة.

قفز خام برنت بما يصل إلى 1.5% في التعاملات الآسيوية المبكرة قبل أن يقلص معظم تلك المكاسب. جاء ذلك بعد أن ارتفع أكثر من 6% الأسبوع الماضي في أكبر زيادة منذ أكتوبر. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط إلى نحو 79 دولاراً للبرميل.

يضع مقتل جنود أمريكيين في الأردن الرئيس جو بايدن تحت ضغوط متزايدة لمواجهة إيران مباشرة، مما يهدد بمخاطر قد تؤدي لصراع أوسع في منطقة تمثل مصدراً لنحو ثلث النفط العالمي وقناة حيوية للتجارة العالمية.

كان للهجوم على الناقلة أهمية كبيرة، حيث كانت شركات الشحن تعتبر في السابق أن مرور السفن المرتبطة بروسيا والصين آمن بعد ضمانات سابقة من المسلحين الحوثيين، الذين استهدفوا في الغالب السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

ارتفع خام برنت بنحو 9% هذا الشهر مع تزايد توتر الوضع في الشرق الأوسط، لكنه لا يزال أقل بكثير مما كان عليه بعد وقت قصير من هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر، إذ أن احتمال تزايد قوي للمعروض من المنتجين خارج أوبك وتباطؤ نمو الطلب قد يساهمان في السيطرة على الأسعار.

وعلى الرغم من أن الهجمات في البحر الأحمر أدت إلى تغيير مسار بعض الشحنات - مما زاد من وقت التسليم وتكاليف الشحن - إلا أنها لم تؤدِّ بعد إلى نقص أو تأثر الإنتاج.

قال مايكل تران، المحلل في "أر بي سي كابيتال ماركيتس" (RBC Capital Markets): "تطورت المخاطر الجيوسياسية بسرعة لتصبح واقعاً جيوسياسياً". وأضاف: "في حين أن أسعار النفط العالمية لم تعكس بشكل كامل التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر، فمن المرجح أن تحفز أحداث نهاية الأسبوع على إعادة تحديد النتائج المتوقعة لكل من أمن الإمدادات وكذلك أسعار النفط".