مشاركون بندوة بـ«معرض الكتاب» يؤكدون أهمية الصناعات الثقافية في تشكيل الهوية المصرية
أكد المشاركون في ندوة "الصناعات الثقافية والتنمية المستدامة"، التي عقدت ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، ضرورة زيادة الوعي بأهمية الصناعات الثقافية التي لها دور مهم جدا في تشكيل الهوية المصرية وتعد من الصناعات الأكثر رواجا التي تدر دخلا على الدول.
ندوة "الصناعات الثقافية والتنمية المستدامة"
وأكدت أستاذ الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية والخبيرة الإعلامية في تشريعات واستراتيجيات الإعلام وعضو لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة الدكتورة ميرفت أبو عوف - في كلمتها خلال الندوة - أهمية الثقافة من ناحية الاستدامة، مشيرة إلى أن السينما هي من أهم عناصر الثقافة، وتعد أسهل طريقة يتم من خلالها توصيل رسائل للمتلقي خاصة للجيل الجديد، منوهة إلى أن هناك حتمية لتوصيل المعلومة بشكل يتقبله المتلقي، مؤكدة أهمية الفن فهناك قضايا تم حلها من خلال الأفلام، والمنتج الفني.
ونوهت بدور المهرجانات التي تعد من أهم فروع السينما، مشيرة إلى أنها تعد نافذة على الثقافات الأخرى، مؤكدة ضرورة زيادة الوعي بأهمية الصناعات الثقافية.
وقالت إن القوة الناعمة هي شكل محبب للشباب وعلى رأسها السينما التي هي توثق الأشياء بشكل إيجابي، مؤكدة على الأهمية الكبيرة لصناعة السينما التي تحتاج للدعم لكي نرتقي بها، وأضافت " نحتاج كل كوادر المجتمع لكي نرسخ الثقافة".
من جهته، قال الدكتور طارق صالح الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان عضو لجنة التراث الثقافي غير المادي بالمجلس الأعلى للثقافة إنه مؤمن بتعدد و تداخل و تفاعل التخصصات و العلوم لتقديم منتجات ثقافية قابلة للتداول على مستوى دولي، مشيرا لأهمية منتجات الحرف اليدوية، كما نوه إلى ضرورة "التعبير من خلال منتجاتنا الثقافية عن شخصيتنا وهويتنا"، وأشار إلى الحاجة إلى إنشاء مدينة للسينما.
بدوره، قال الدكتور عبد الله محمد نور الدين عضو لجنة الملكية الفكرية، إن الصناعات الثقافية لها عدة جوانب، اجتماعية وثقافية واقتصادية، وتتمتع بدور مهم جدا في تشكيل الهوية المصرية وهي من الصناعات الأكثر رواجا التي تدر دخلا على الدول، فبالنسبة للتجربة الكورية فالصناعات الثقافية حققت لها 15 مليار دولار خلال عام 2022، الصين تحقق 60 مليار دولار كمردود اقتصادي ومالي للدولة من الصناعات الثقافية.
وأشار إلى أن الصناعات الثقافية ليست قاصرة على السينما أو الحرف اليدوية أو الموسيقى أو الإذاعة فقط.
وبين أن الملكية الفكرية لها قسمين رئيسيين هي الملكية الصناعية وتتعلق ببراءات الاختراع ونماذج المنفعة والرسوم والنماذج الصناعية والعلامات التجارية، والقسم الثاني هو الملكية الفنية و الأدبية.
وأكد: لدينا تراث كبير، يحتاج للتسويق؛ لكي يعزز دور الصناعات الثقافية في كل جوانبها، مشيرا إلى أن هناك جهودا مصرية كبيرة لتسجيل عناصر التراث الثقافي غير المادي أولا بأول.
ونوه بالدور التوعي بشأن أهمية حقوق الملكية الفكرية للصناعات الثقافية، مشيرا إلى أن لدينا موروثا ثقافيا كبير جدا ولدينا كوادر شابة تضيف في هذا القطاع.
بدوره، أكد أستاذ الاقتصاد السياسي بكلية الاقتصاد و العلوم السياسية جامعة القاهرة وعضو لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية بالمجلس الأعلى للثقافة، عثمان أحمد عثمان، أهمية إطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال إن موضوع الصناعات الثقافة والتنمية المستدامة يعد من أهم الموضوعات المطروحة على الساحة العالمية لأنه يأخذ بعدا مهما وهو حماية الثقافة و التراث، مشيرا إلى أن الثقافة من عناصر القوة الناعمة.
وساق أمثلة من عدة دول توضح أهمية الصناعات الثقافية لها، فقال إن الناتج الإجمالي للصناعات الثقافية في الولايات المتحدة يبلغ نحو 756 مليار دولار، والصين دخلها الإجمالي حوالي 575 مليار دولار، والسينما فقط تدخل 36 مليار دولار ، وفي فرنسا نجد أن متحف اللوفر و برج ايفيل يدخلان 6 في المئة من الناتج الإجمالي لفرنسا.
وأكد أن السينما المصرية أثرت كثيرا في الوطن العربي ولها بصمة كبيرة، مشيرا إلى أن الصناعات الإبداعية مهمة للغاية و يجب الاهتمام بها.
ولفت إلى أن لدينا مقومات سياحية كبيرة، وآثار ضخمة، مؤكدا أهمية الصناعات الثقافية لمصر، وذكر "لدينا صناعات ثقافية غير مسجلة؛ فنحتاج إلى استراتيجية متكاملة حول الصناعات الثقافية".
وقال إن الصناعات الإبداعية والثقافية نستطيع المنافسة بها على المدى الطويل، مشيرا إلى أن التنمية المستدامة هي عمل مستمر للأجيال القادمة.
ولفت إلى أن الصناعات الثقافية الإبداعية لديها ميزة خاصة، ولدينا السوق الإفريقية والعربية، التي يمكن التركيز عليها في الصناعات الثقافية.