في عيد الشرطة.. كواليس الحوار الأخير بين اللواء «مصطفى رفعت» والجنرال «أكسهام»

«لو حاربنا بعض 50 سنة مش هنسلم».. جاءت تلك الجملة على لسان اللواء مصطفى رفعت الذى قاد معركة الإسماعيلية الشهيرة بتضحية واستبسال، ردا على الجنرال البريطانى أكسهام عندما طالبه بإنزال العلم وركوب القطار ومغادرة الإسماعيلية.

أصبح اللواء مصطفى رفعت أيقونة فى الشجاعة والتضحية، وبعد مرور 72 عاما على معركة الإسماعيلية مازالت تضحيات أبناء رجال الشرطة مستمرة حتى كتابة تلك السطور وستظل تضحياتهم مستمرة لحماية أمن البلد واستقراره ودفع عجلة الدولة نحو التنمية والرخاء.

قبل بدأ أحداث معركة الإسماعيلية دار لقاء لمدة دقائق جمع "رفعت" بالجنرال الإنجليزى الأشهر "أكسهام"، حيث طلب الأخير من الأول الرحيل عن المكان قائلًا:" شيل القماشة اللى فوق المبنى دا ـ يقصد العلم ـ واركب القطار أنت وجنودك وتحركوا من الإسماعيلية على القاهرة"، فرد "رفعت" بصلابة:" القماشة دى علمنا، وهيفضل يرفرف هنا، أما القطار فممكن تركبه انت وجنودك، لأننا لو حاربنا بعض 50 سنة مش هنسلم"، فاندهش الجنرال الإنجليزى، قائلًا:" انت كدا بتحارب جيش بريطانيا العظمى!!".

وفى تسجيل نادر لـ"رفعت" بعد سنوات من المعركة يقول: "نزلت لقيت الجنرال الإنجليزى أكسهام على باب المحافظة، وأيقنت أن الواحد كدا كدا ميت، لكن قبل ما أموت لازم أعمل حاجة فاستبسلنا"، مضيفًا بعد انتهاء المعركة، بأن أكسهام أمر جنوده بمنح الأبطال المصريين التحية العسكرية، قائلًا:" حيونا، وحسيت أنى كبرت وبقيت زى الجبل".

درس مصطفى رفعت، ضمن بعثة دراسية في إنجلترا عام 1951، ليعود من البعثة ويصبح مدرسًا بكلية البوليس، وتطوّع لتدريب المقاومة في القناة مع زميليه صلاح دسوقي الذي صار لاحقًا محافظًا للقاهرة، وصلاح ذو الفقار بعد أن ترك عمله.

أصبح رفعت مديرًا للأمن بمدينة السويس خلال عامي 1976 و1977، وحصل على رتبة لواء ومساعد أول لوزير الداخلية، وصمد أمام الجنرال الإنجليزي أكسهام، عندما طالبه بالرحيل من الإسماعيلية إلى القاهرة.