صادرات العراق تهدد مكانة روسيا كأكبر مورد نفط للهند
تهافتت الهند على شراء النفط من روسيا بعد غزو أوكرانيا والعقوبات التي فرضتها الدول الغربية، ومنها فرض سقف سعري للنفط الروسي.
غير أن زيادة شحنات النفط العراقي في الشهر الجاري قد تهدد المكانة التي انفردت بها روسيا منذ أكتوبر 2022 باعتبارها أكبر مورد نفط للهند، إذ بلغت صادرات العراق 1.177 مليون برميل يومياً في 22 يناير، مقابل 1.089 مليون برميل يومياً من روسيا، بحسب وكالة "إس آند بي جلوبال كوموديتيز آت سي" (S&P Commodities at Sea).
ازدهرت الشراكة النفطية بين روسيا وثالث أكبر دولة مستهلكة للخام في العالم بعد غزو أوكرانيا في فبراير 2022، إلا أن وزير النفط الهندي هارديب سينج أشار في وقت سابق من الشهر الجاري إلى فقدان النفط الروسي ميزته السعرية مقارنة بنظيره العراقي، ما دفع شركات التكرير الهندية إلى البحث عن مصادر بديلة للخام.
وبجانب الخام العراقي، فإن الواردات الهندية من الكويت تسير بخطى سريعة، وتتجه نحو الارتفاع بنسبة 167% خلال هذا الشهر لتصل إلى 232 ألف برميل يوميًا، وبعد 3 سنوات من التوقف، من المقرر أن تستأنف فنزويلا صادراتها للهند، وتصل أول شحنة من الخام "ميري-16"، إلى ميناء "سيكا" على الساحل الغربي الهندي في الأول من فبراير، وفق الوكالة.
تأثر بأزمة البحر الأحمر
وأشارت الوكالة إلى أن مخاوف اضطرابات الشحن في البحر الأحمر قد تكون لها أثرها أيضاً في تراجع واردات نيودلهي من النفط الروسي بحسب المتعاملين في السوق، وأشار أحدهم إلى زيادة واردات تركيا من خام أورال نتيجة أزمة البحر الأحمر.
رغم ذلك، لم تكتشف الوكالة حتى الآن أي ناقلة محملة بالنفط الروسي حوّلت مسارها من قناة السويس إلى رأس الرجاء الصالح.
سيؤدي تحويل مسار الشحنات الروسية عبر رأس الرجاء الصالح إلى زيادة مدة الرحلة المتجهة إلى الهند من البحر الأسود بنحو 10 أيام تقريباً، لتستغرق 35.8 يوماً بعد أن كانت 25.8 يوم، حسب متوسط زمن الرحلة في 2023، وفقاً لتقديرات "إس آند بي جلوبال كوموديتيز آت سي"، كما يُتوقع أن تطول مدة الشحنات الخارجة من بحر البلطيق بالمعدل نفسه لتستغرق 44.3 يوم تقريباً.