الجامعة العربية تشدد على ضرورة وقف الاشتباكات المسلحة في السودان
شدد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، على ضرورة وقف الاشتباكات المسلحة في السودان حقناً للدماء وحفاظاً على أمن وسلامة الشعب السوداني ومكتسباته ووحدة أراضيه وسيادته والحفاظ على المؤسسات الوطنية السودانية.
جاء ذلك في كلمة السفير حسام زكي، خلال مشاركته نيابة عن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في أعمال القمة الاستثنائية (42) للهيئة الحكومية للتنمية “إيجاد” التي عقدت اليوم الخميس، في "عنتيبي" بأوغندا برئاسة الرئيس إسماعيل عمر جيلي رئيس جمهورية جيبوتي (رئيس الدورة الحالية للإيجاد).
وأكد السفير زكي، في كلمته التي وزعتها الجامعة العربية، رفض أي تدخل خارجي في الشأن السوداني الداخلي، مشددا على أهمية دعم التنسيق الدولي الإقليمي الذي يهدف إلى حقن الدماء واستعادة السلام والاستقرار في البلاد وضرورة إشراك الدولة السودانية في أية مبادرات إقليمية أو دولية تحقق هذه الغاية.
وتابع: "لا زالت مع الأسف الحرب المشتعلة تهدد السلم والأمن في هذا البلد العربي الكبير والعزيز وفي المنطقة برمتها"، مشيرا إلى أن الجامعة العربية لم تتوقف عن الدعوة في قراراتها واجتماعاتها إلى ضرورة وقف الاشتباكات المسلحة حقناً للدماء وحفاظاً على أمن وسلامة الشعب السوداني ومكتسباته ووحدة أراضيه وسيادته.
وأكد أن الأمين العام للجامعة العربية حرص على دعم جميع أشكال التنسيق والتعاون العربي الإفريقي والدولي لتحقيق ذلك الهدف الذي ننشده جميعاً، ولا زال نهج الجامعة العربية لعلاج الأزمة ثابتاً وواضحاً وفقاً للمحددات الرئيسية وهى ضرورة الحفاظ على الدولة السودانية ومؤسساتها والحيلولة دون انهيارها ومنع أي تدخل خارجي في شأنها الداخلي، والتضامن الكامل مع السودان في الحفاظ على سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه، والدعم الكامل لمساعي تحقيق شروط وقف إطلاق النار الشامل والمستدام، بما في ذلك جهود منبر جدة، وأية جهود أخرى تفضي لحقن الدماء.
وأكد أهمية دعم إطلاق مسار سياسي سوداني شامل يفضي إلى تشكيل حكومة انتقالية بمهام محددة متوافق عليها، مع التذكير بأهمية إشراك الدولة السودانية في أية مبادرات إقليمية أو دولية يجري إطلاقها، ومحورية دور جميع دول الجوار، فهي جميعا تقف في الخطوط الأمامية لمواجهة الأعباء الإنسانية والأمنية للأزمة.
وشدد على أهمية تطوير وتعزيز التعاون والتنسيق بين جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيجاد لعلاج الأزمة على أساس احترام سيادة السودان ووحدة أراضيه، وتحقيق أسرع وأفضل أشكال الاستجابة الإنسانية للمتضررين في السودان.
وأكد " زكي"، خلال كلمته، على الموقف العربي من مذكرة "التفاهم للشراكة والتعاون" الموقعة بين إثيوبيا وإقليم "أرض الصومال" بموجب القرار الصادر من مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري أمس الأربعاء، والذي أعلن التضامن الكامل مع الدولة الصومالية وتأييد موقفها باعتبار هذه المذكرة باطلة ولاغية وغير مقبولة، ورفض أية آثار مترتبة عليها سواء قانونية أو سياسية أو تجارية أو عسكرية.
وفي هذا السياق، أكد أن الجامعة العربية تعتبر إقليم "أرض الصومال" جزءاً لا يتجزأ من جمهورية الصومال الفيدرالية وأن أية ترتيبات متعلقة بهذا الإقليم ينبغي أن ينتج بشكل أساسي عن الحوار السياسي فيما بين أبناء الشعب الصومالي الواحد.
وأشار إلى أن جامعة الدول العربية، واكبت مثل الايجاد، التحديات المختلفة التي واجهت الشعب الصومالي على مدار سنوات الحرب الأهلية الصعبة، وجهود قياداته المختلفة والمتعاقبة لاستعادة سلمه الاهلي واستقراره السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني، مؤكدًا أن الجامعة العربية ستظل داعمة لمسيرة الصومال في استعادة مؤسساته الوطنية وصون وحدته الترابية ومساندته في حربه ضد الإرهاب.
وقال إن الجامعة العربية تأمل أن تنتهي هذه المسألة في أسرع وقت ممكن وفقاً لثوابت ومبادئ القانون الدولي بما يحقق السلم والأمن والاستقرار الذي يستحقه الصومال وجميع دول المنطقة وشعوبها.
وأشار إلى أن الأزمة الراهنة بين جمهورية الصومال الفيدرالية وجمهورية اثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية على أثر توقيع الأخيرة مذكرة تفاهم مع إقليم( أرض الصومال)٫ وكذا موضوع دعم السلام في السودان، يمثلان أولوية على جدول اعمال الجامعة العربية.
وأكد أن جامعة الدول العربية ستظل حريصة على التعاون مع (أيجاد) في كل ما من شأنه أن يحقق الخير لشعوب منطقتنا تأسيسا علي المواثيق واحترام مصالح الجميع واحترام القانون الدولي ومباديء حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.