باكستان تحذر إيران من أي «مغامرة غير محسوبة».. وطهران تندد
قال مصدر أمني باكستاني كبير، اليوم الخميس، إن جيش بلاده في حالة تأهب قصوى "للغاية"، وأي "مغامرة غير محسوبة" من جانب إيران سيتم التصدي لها بقوة، فيما نددت طهران بـ"شدة" القصف الصاروخي، وفق ما صرح به المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني.
وأعلن الجيش الباكستاني، أنه "نفَّذ ضربات دقيقة في إيران باستخدام الطائرات المسيَّرة، والصواريخ، والأسلحة الموجهة عن بُعد"، مضيفاً: "نجحنا في ضرب مخابئ تستخدمها منظمات إرهابية، لا سيما جبهة تحرير بلوشستان".
وأوضح في بيان، الخميس: "التزمنا أقصى درجات الحذر خلال الضربات في إيران لتجنب وقوع أضرار جانبية".
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في وقت سابق، إن الجيش نفذ ضربات داخل إيران استهدفت "مسلحين انفصاليين من البلوش"، بعد يومين من إعلان طهران أنها هاجمت قواعد لجماعة أخرى داخل الأراضي الباكستانية.
واستدعت إيران القائم بالأعمال الباكستاني، الخميس، إثر هجوم على مواقع بجنوبها الشرقي أعلنت إسلام أباد مسؤوليتها عنه "حماية لأمنها القومي"، وأسفر عن سقوط تسع ضحايا.
تركيا: إيران وباكستان لا تريدان التصعيد
وفي السياق، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الخميس، إن إيران وباكستان لا تريدان تصعيد التوترات في المنطقة.
وجاءت تصريحات "فيدان" بعد اتصالات مع نظيريه من البلدين، مضيفاً خلال مؤتمر صحفي في الأردن، أن تركيا أوصت الطرفين بعدم زيادة التصعيد فضلاً عن ضرورة استعادة الهدوء في أقرب وقت ممكن.
فيما دعت وزارة الخارجية التركية إيران والعراق وباكستان إلى ضبط النفس وترجيح العقل بعد تصاعد التوترات في المنطقة.
وقالت الوزارة في بيان، الخميس: "نعتقد أنه يجب حل المشاكل من خلال مفهوم الصداقة والأخوة على أساس الاحترام المتبادل لسيادة الدول ووحدة أراضيها".
باكستان تبرر ضرباتها
وذكرت الوزارة أن "باكستان عبَّرت لإيران مرارا طوال السنوات الماضية عن قلقها الشديد إزاء "الملاذات الآمنة والمآوى التي ينعم بها إرهابيون من أصل باكستاني في مساحات لا تخضع لسيطرة داخل إيران"، مشيرة إلى أنها قدمت أيضا أدلة دامغة على وجود هؤلاء الأشخاص وأنشطتهم.
وتابعت: "نظرا لعدم اتخاذ إجراء حيال أوجه قلقنا البالغ، استمر هؤلاء الإرهابيون في إراقة دماء باكستانيين أبرياء، وهم يأمنون العقاب، وصباح الخميس، تم اتخاذ تحرك في ضوء معلومات استخباراتية موثوق بها عن أنشطة إرهابية وشيكة واسعة النطاق".
في الوقت نفسه، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية ممتاز زهرة بلوش، إن العملية التي نفذت في إيران تمت بناء على معلومات استخباراتية قوية "واستهدفت الدفاع عن أمننا القومي".
وأضافت المتحدثة في مؤتمر صحفي "إيران دولة شقيقة، ونحترم بشكل كامل سيادتها، وسنواصل حل المشاكل عن طريق الحوار"، لكنها شددت على أن بلادها لن تسمح بتهديد سيادتها إطلاقا "تحت أي مسمى أو أي ظروف".
وقطع رئيس الوزراء الباكستاني أنور الحق كاكار زيارته لدافوس حيث كان يحضر المنتدى الاقتصادي العالمي، وقرر العودة إلى البلاد في ضوء تلك الأحداث.
إيران وسبب استهداف جماعة جيش العدل
كان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أعلن، الأربعاء، أن بلاده استهدفت ما أسماه "مجموعة إرهابية إيرانية" في باكستان المجاورة، و"لم تستهدف أي مواطن باكستاني"، غداة إعلان إسلام أباد سقوط طفلين في ضربة جوية شنّتها طهران الثلاثاء.
وشدد عبد اللهيان خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس على أن طهران تحترم سيادة باكستان، إلا أنها "لن تقبل تهديد أمنها القومي"، وقال إنه "تم استهداف ما يُسمى جماعة جيش العدل، وهي مجموعة إرهابية إيرانية".
وتقول الجماعة إنها "تقاتل إيران من أجل استقلال محافظة سيستان وبلوشستان، والمزيد من الحقوق للشعب البلوشي الذي يمثل المجموعة العرقية الرئيسية في المحافظة".
وشكّل "جيش العدل" عام 2012 أعضاء سابقين بمنظمة في سيستان وبلوشستان التي تُعد واحدة من أكثر مناطق إيران فقراً، والتي يعيش فيها عدد كبير من الأقلية البلوشية، بحسب وكالة "فرانس برس".
وشهدت العلاقات بين باكستان وإيران توترا في الماضي، لكن الضربات هي أكبر عملية توغل عبر الحدود في السنوات القليلة الماضية.
وتزيد الضربات العسكرية المتبادلة بين إيران وباكستان حدة المخاوف بشأن عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط واتساع نطاق الحرب التي بدأت بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي، وما أعقبها من دخول حلفاء إيران في المنطقة على خط المعركة.