أكبر شركة لتعدين اليورانيوم في العالم تحذر من نقص الإنتاج
حذرت "كازاتومبروم"(Kazatomprom)، أكبر شركة لتعدين اليورانيوم في العالم، من أنها قد تفشل في الوصول إلى أهدافها الإنتاجية خلال العامين المقبلين، الأمر الذي يمثل خطراً جديداً للعرض مع انتعاش الطلب على الوقود النووي.
قالت الشركة المدرجة في لندن، والتي تسيطر عليها حكومة كازاخستان عبر صندوقها السيادي، يوم الجمعة، إن نقص حمض الكبريتيك والتأخير في أعمال البناء لدى المناجم المطورة حديثاً يخلق تحديات أمام الإنتاج قد تستمر حتى عام 2025، أوضحت أنها ستحدد التأثير المحتمل على الإنتاج في بيان إفصاح للسوق بحلول 1 فبراير.
تضاف هذه العقبة إلى قائمة التحديات التي تواجه العرض، والتي ساعدت على ارتفاع أسعار اليورانيوم في التعاملات الفورية إلى أعلى مستوى منذ 15 عاماً، إذ أدى الانقلاب الذي وقع العام الماضي في النيجر إلى عرقلة إرسال الشحنات إلى مفاعلات أوروبية، وقيام شركة التعدين الرئيسية "كاميكو كورب" (Cameco Corp) بتخفيض أهداف إنتاجها بسبب تحديات تواجه عملياتها في كندا، تم إيقاف عمل العديد من المناجم مع انخفاض الأسعار في أعقاب كارثة فوكوشيما، والآن تتسابق الشركات لإعادتها إلى العمل مع انتعاش الطلب.
ساعد التوجه العالمي لإزالة الكربون والاضطرابات في أسواق الطاقة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا على إطلاق شرارة نهضة في الصناعة النووية، مع رغبة الحكومات بشكل متزايد في إطلاق مشاريع جديدة رغم تخطي التكاليف المعتمدة والتأخيرات التي لا تزال تؤثر على القطاع.
قفزت أسهم شركات تعدين اليورانيوم عالمياً هذا الأسبوع بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها تطلب تقديم عطاءات لتعزيز الإنتاج المحلي للوقود النووي المعروف باسم اليورانيوم منخفض التخصيب عالي التركيز، في محاولة لتعزيز أمن الطاقة الوطنية.
زيادة إنتاج اليورانيوم
قالت المملكة المتحدة أيضاً هذا الأسبوع إنها ستقوم ببناء محطة طاقة نووية أخرى كبيرة، تتجاوز المشاريع الحالية لشركة كهرباء فرنسا (Electricite de France)، إذ تخطط الدولة لتنفيذ أكبر توسع لها في الطاقة الذرية منذ 70 عاماً، كما تعتزم المملكة المتحدة أيضاً استثمار نحو 300 مليون جنيه إسترليني (383 مليون دولار) لتعزيز إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب عالي التركيز، الذي يُنتج حالياً فقط لأغراض تجارية في روسيا.
دفعت الحرب في أوكرانيا إلى بذل الجهود لتخفيف الاعتماد على المنشآت الروسية للتخصيب النووي، التي تغذيها مناجم كازاخستان، وتسبب الاعتماد المتبادل المتزايد بين البلدين في حدوث اضطرابات لدى "كازاتومبروم"، حيث أدى بيع حصة في منجم جديد ضخم إلى روسيا في 2022 إلى رحيل كبار المديرين.
تم تنفيذ صفقة شراء حصة من منجم بودينوفسكوي، الذي من المتوقع أن يصبح أكبر مصدر في العالم للمعدن المشع، لصالح شركة "روساتوم" التي تحتكر الطاقة النووية في روسيا، نهاية 2022، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر لـ"بلومبرج" العام الماضي، وأوضح الأشخاص أن الصندوق السيادي في كازاخستان دفع نحو إبرام الصفقة رغم معارضة مسؤولي"كازاتومبروم".
قالت شركة "كازاتومبروم" يوم الجمعة إنها ملتزمة بالوفاء بالتزاماتها التعاقدية تجاه العملاء الحاليين طوال عام 2024، مضيفة أن خطط إنتاجها لعام 2025 تتعرض "لمخاطر كبيرة تواجه سلسلة التوريد".