العاهل الأردني: الحرب في غزة تخلق جيلا كاملا من الأيتام
أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أهمية تعلم الدروس من تجربة رواندا في محاربة الخطاب اللاإنساني الذي يغذي الصراعات.
وقال العاهل الأردني - في كلمة خلال زيارته صرح كيجالي التذكاري للإبادة الجماعية في العاصمة الرواندية، اليوم /الاثنين/ - : "علينا أن نتمسك بإنسانيتنا حتى نتجنب الوقوع في الهاوية"، مشيرًا إلى أن هذا الصرح التذكاري المؤثر يذكرنا بأن وراء كل فرد قتل في الإبادة الجماعية في رواندا عالم بأكمله، عائلة فقدت أحد أفرادها، أم أو أب أو طفل، حلم تلاشى، وإمكانيات هائلة اختطفت قبل أوانها.
وأضاف أن "الفظائع التي شهدت عليها هذه الجدران تذكرنا باستمرار بالتبعات المخيفة لتجريد الآخر من إنسانيته.. إنها تذكرنا بأن بث الخوف والمعلومات المضللة، في ظل غياب رد فعل دولي، يقود إلى أبشع أشكال التطرف المميت. تعلمنا تجربة رواندا أنه علينا أن نحارب الخطاب اللاإنساني الذي يغذي الصراعات".
30 ألفًا في قطاع غزة في عداد الشهداء والمفقودين
وتابع: "أصبح نحو 30 ألفًا في قطاع غزة في عداد الشهداء والمفقودين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، والغالبية العظمى منهم، أي حوالي 70 بالمئة، من النساء والأطفال.. لقد تجاوز عدد الضحايا الأطفال في غزة عدد الضحايا من الأطفال في كل الصراعات والحروب التي شهدها العالم خلال العام الماضي مجتمعة.. وفقد العديد من الأطفال الناجين أحد والديهم أو كلاهما. أمامنا جيل كامل من الأيتام".
وتسأل العاهل الأردني، كيف يمكن للعدوان والقصف العشوائيين أن يحققا السلام؟، كيف يمكن أن يضمنا الأمن وهما يؤججان الكراهية؟.
وأكد أنه دون التوصل للسلام العادل على أساس حل الدولتين، سيستمر العالم بدفع ثمن باهظ لفشله في حل هذا الصراع، ولن نتمكن أبدا من أن ننعم بالسلام والاستقرار الحقيقيين في الشرق الأوسط.
وخلال زيارة مرافق صرح كيجالي التذكاري للإبادة الجماعية، استمع العاهل الأردني إلى شرح من مديره عن المقتنيات والمعروضات التي تروي قصص ضحايا الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، وتجربة الروانديين في تجاوز هذه المأساة الإنسانية والعمل نحو وحدتهم الوطنية.
ووضع الملك عبدالله الثاني، إكليلا من الزهور على نصب الصرح، فيما دون كلمة في سجل كبار الزوار.